Blog Image

قصيدة يا عَجَباً لِلدَهرِ شَتّى طَرائِقُه للشاعر الراعي النُمَيري


يـا عَـجَـبـاً لِلدَهـرِ شَـتّـى طَـرائِقُه

وَلِلمَـرءِ يَـبـلوهُ بِـما شاءَ خالِقُه


وَلِلخُــلدِ يُــرجـى وَالمَـنِـيَّةـِ دونَهُ

وَلِلأَمَـلِ المَـبسوطِ وَالمَوتُ سابِقُه


جَـعَـلنَ أَريـكـاً بِـاليَـمـيـنِ وَرَملَهُ

وَزالَ لُغــاطٌ بِــالشِــمـالِ وَحـالِقُه


وَصَـبَّحـنَ بِـالصَـقـرَيـنِ صَـوبَ غَـمامَةٍ

تَـضَـمَّنـَهـا لَحـيـا غَـديـرٍ وَخـانِـقُه


وَأَمـسَـت بِـأَطـرافِ الجَـمـادِ كَأَنَّها

عَــصــائِبُ جُــنــدٍ رائِحٍ وَخَــرانِــقُه


وَصَـبَّحـنَ مِـن سَـمـنـانَ عَـيـناً رَوِيَّةً

وَهُـنَّ إِذا صـادَفـنَ شُـربـاً صَـوادِقُه


وَأَســحَـمَ حَـنّـانٍ مِـنَ المُـزنِ سـاقَهُ

طُـروقـاً إِلى جَـنـبَي زُبالَةَ سائِقُه


فَـلَمّـا عَـلا ذاتَ التَـنانيرِ صَوبُهُ

تَــكَـشَّفـَ عَـن بَـرقٍ قَـليـلٍ صَـواعِـقُه


كَـفـانـي عِـرِفّـانُ الكَـرى وَكَـفَـيتُهُ

كُـلوءَ النُـجـومِ وَالنُـعاسِ مُعانِقُه


فَــبــاتَ يُــريــهِ عِــرسَهُ وَبَــنــاتِهِ

وَبِـتُّ أُريـهِ النَـجـمُ أَيـنَ مَـخافِقُه


وَسِــربــالِ كَــتّــانٍ لَبِـسـتُ جَـديـدَهُ

عَـلى الرَحـلِ حَتّى أَسلَمَتهُ بَنائِقُه


وَلِذٍّ كَــطَــعــمِ الصَــرخَــدِيِّ طَـرَحـتُهُ

عَـشِـيَّةَ خِمسِ القَومِ وَالعَينُ عاشِقُه


وَعَـيَّرَنـي الإِبلَ الحَلالَ وَلَم يَكُن

لِيَـجـعَـلَهـا لِاِبنِ الخَبيثَةِ خالِقُه


وَلَكِـــنَّمـــا أَجــدى وَأَمــتَــعَ جَــدُّهُ

بِــفِـرقٍ يُـخَـشّـيـهِ بِهَـجـهَـجَ نـاعِـقُه


وَقالَ الَّذي يَرجو العُلالَةَ وَرِّعوا

عَـنِ المـاءِ لا يَطرَق وَهُنَّ طَوارِقُه


فَـمـا زِلنَ حَـتّـى عادَ طَرقاً وَشِبنَهُ

بِـأَصـفَـرَ تَـذريـهِ سِـجـالاً أَيـانِقُه


خَـريـعٌ مَـتـى يَمشي الخَبيثُ بِأَرضِهِ

فَــإِنَّ الحَــلالَ لا مَـحـالَةَ ذائِقُه


تَـنـاوَلَ عِرقَ الغَيثِ إِذ لا يَنالُهُ

حِـمـارُ اِبـنُ جَـزءٍ عـاصِـمٌ وَأَفارِقُه


إِذا هَـبَـطَـت بَـطنَ اللَكيكِ تَجاوَبَت

بِهِ وَاِطَّبــــاهـــا رَوضُهُ وَأَبـــارِقُه


فَـأَمـسَت بِوادي الرَقمَتَينِ وَأَصبَحَت

بِــجَــوِّ رِئالٍ حَــيــثُ بَــيَّنـَ فـالِقُه


فَـأَصـبَـحـنَ قَـد خَـلَّفنَ أَودَ وَأَصبَحَت

فِـراخُ الكَـثـيـبِ ضُـلَّعـاً وَخَـرانِـقُه


فَـلَمّـا هَبَطنَ المِشفَرَ العَودَ عَرَّسَت

بِـحَـيـثُ اِلتَـقَـت أَجـزاعُهُ وَمَشارِقُه


وَصَــبَّحــنَ لِلعَـذراءِ وَالشَـمـسُ حَـيَّةٌ

وَلِيَّ حَــديــثِ العَهـدِ جَـمٍّ مَـرافِـقُه


يُهـيـبُ بِـأُخـراهـا بُـرَيـمَـةُ بَعدَما

بَــدا رَمــلُ جَـلّالٍ لَهـا وَعَـواتِـقُه


فَــغــادَرنَ مَــركُــوّاً أَكَــسَّ عَــشِــيَّةٍ

لَدى نَـــزَحٍ رَيّـــانَ بــادٍ خَــلائِقُه


تُــعَــيِّرُنــي صُهــبــاً كَـأَنَّ رُؤوسَهـا

ذُرى الأُكـمِ فـيها غَضُّ نَيٍّ وَعاتِقُه


لَهــا فَــأرَةٌ ذَفــراءُ كُــلَّ عَــشِــيَّةٍ

كَما فَتَقَ الكافورَ بِالمِسكِ فاتِقُه


وَكـانَ لَهـا فـي أَوَّلِ الدَهـرِ فارِسٌ

إِذا ما رَأى قَيدَ المِئينَ يُعانِقُه


أَجَـدَّت مَـراغـاً كَـالمُـلاءِ وَأَرزَمَـت

بِـنَـجـدَي ثُـقَيبٍ حَيثُ لاحَت طَرائِقُه


فَـمـا نَهِـلَت حَـتّـى أَجـاءَت جِـمـامَهُ

إِلى خَـرِبٍ لاقـى الخَـسـيفَةَ خارِقُه


وَأَزهَــرَ سَــخّــى نَـفـسَهُ عَـن تِـلادِهِ

حَــنـايـا حَـديـدٍ مُـقـفِـلٍ وَسَـوارِقُه


فَـإِن يـودِ رِبعِيُّ الشَبابِ فَقَد أُرى

بِــبُــطــنـانِهِ قُـدّامَ سِـربٍ أَوانِـقُه


شاركنا بتعليق وشرح مفيد