قصيدة يَأَيُّها المَلِكُ الَّذي أَمسَت لَهُ للشاعر الحُطَيئَة
يَــأَيُّهــا المَــلِكُ الَّذي أَمـسَـت لَهُ
بُــصــرى وَغَــزَّةَ سَهــلُهـا وَالأَجـرَعُ
وَمَــليـكُهـا وَقَـسـيـمُهـا عَـن أَمـرِهِ
يُـعـطـى بِـأَمـرِكَ مـا تَـشـاءُ وَيُمنَعُ
أَشــكــو إِلَيــكَ فَــأَشــكِــنــي ذُرِّيَّةً
لا يَــشــبَـعـونَ وَأُمُّهـُم لا تَـشـبَـعُ
كَـثُـروا عَـلَيَّ فَـمـا يَـموتُ كَبيرُهُم
حَتّى الحِسابِ وَلا الصَغيرُ المُرضَعُ
وَجَـفـاءَ مَـولايَ الضَـنـيـنِ بِـمـالِهِ
وَوَلوعَ نَــفــسٍ هَــمُّهــا بِــيَ مــوزَعُ
وَالحُـرفَـةَ القُـدمـى وَأَنَّ عَـشـيرَنا
زَرَعـوا الحُـروثَ وَأَنَّنـا لا نَـزرَعُ
فَـبُـعِـثـتَ لِلشُـعَـراءِ مَـبـعَـثَ داحِـسٍ
أَو كَــالبَـسـوسِ عِـقـالَهـا تَـتَـكَـوَّعُ
وَمَـنَـعـتَـني شَتمَ البَخيلِ فَلَم يَخَف
شَـتـمـي فَـأَصـبَـحَ آمِـنـاً لا يَـفـزَعُ
وَأَخَـذتَ أَطـرارَ الكَـلامِ فَـلَم تَدَع
شَـتـمـاً يَـضُـرُّ وَلا مَـديـحـاً يَـنـفَعُ
وَبُـعِـثـتَ لِلدُنـيـا تُـجَـمِّعـُ مـالَهـا
وَتَــصُــرُّ جِــزيَـتَهـا وَدَأبـاً تَـجـمَـعُ
وَمَـنَـعـتَ نَـفـسَـكَ فَـضـلَها وَمَنَحتَها
أَهـلَ الفَـعـالِ فَـأَنـتَ خَـيـرٌ مـولَعُ
حَــتّــى يَــجــيـءَ إِلَيـكَ عِـلجٌ نـازِحٌ
فَــيُــصـيـبَ عَـفـوَتَهـا وَعَـبـدٌ أَوكَـعُ
وَالعَـيـلَةُ الضَـعـفى وَمَن لا خَيرُهُ
خَــيــرٌ وَمِــثــلُهُــمُ غُــثــاءٌ أَجـمَـعُ
أُمٌّ زَعَــمــتَ لَهُــم وَمــاتَــت أُمُّهــُم
فــي عَهـدِ عـادٍ حـيـنَ مـاتَ التُـبَّعُ
فَــلتــوشِــكَــنَّ وَأَنـتَ تَـزعُـمُ أُمُّهـُم
أَن يَـركَـبـوكَ بِـثِقلِهِم أَو يَرضَعوا
وَأَرى الَّذيــنَ حَـوَوا تُـراثَ مُـحَـمَّدٍ
أَفَــلَت نُــجـومُهُـمُ وَنَـجـمُـكَ يَـسـطَـعُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد