Blog Image

قصيدة وَما مُزنَةٌ جادَت فَأَسبَلَ وَدقُها للشاعر الراعي النُمَيري


وَمــا مُــزنَـةٌ جـادَت فَـأَسـبَـلَ وَدقُهـا

عَــلى رَوضَــةٍ رَيـحـانُهـا قَـد تَـخَـضَّدا


كَــأَنَّ تِــجـارَ الهِـنـدِ حَـلّو رِحـالَهُـم

عَلَيها طُروقاً ثُمَّ أَضحَوا بِها الغَدا


بِـأَطـيَـبَ مِـن ثَـوبَـيـنِ تَـأوي إِلَيهِما

سُـعـادُ إِذا نَـجـمُ السِـمـاكَـيـنِ عَرَّدا


كَــأَنَّ العُــيــونَ المُــرسِــلاتِ عَـشِـيَّةً

شَــآبــيــبَ دَمــعٍ لَم تَــجِــد مُـتَـرَدَّدا


مَــزائِدُ خَــرقــاءَ اليَـدَيـنِ مُـسـيـفَـةٍ

أَخَــبَّ بِهِــنَّ المُــخــلِفــانِ وَأَحــفَــدا


وَمـا بَـيـضَـةٌ بـاتَ الظَـليـمُ يَـحُـفُّهـا

بِـوَعـسـاءَ أَعـلى تُـربِهـا قَـد تَـلَبَّدا


فَـلَمّـا عَـلَتـهُ الشَـمـسُ في يَومِ طَلقَةٍ

وَأَشــرَفَ مَــكّــاءُ الضُــحــى فَــتَـغَـرَّدا


أَرادَ القِــيــامَ فَــاِزبَــأَرَّ عِــفــاءُهُ

وَحَــــرَّكَ أَعــــلى رِجــــلِهِ فَـــتَـــأَوَّدا


وَهَــزَّ جَــنــاحَــيــهِ فَــســاقَــطَ نَـفـضُهُ

فَــراشَ النَــدى عَـن مَـتـنِهِ فَـتَـبَـدَّدا


فَـغـادَرَ فـي الأُدحِـيِّ صَـفـراءَ تَـركَـةً

هِـجـاناً إِذا ما الشَرقُ فيها تَوَقَّدا


بِــأَليَــنَ مَــسّــاً مِــن سُــعـادَ لِلامِـسٍ

وَأَحـسَـنَ مِـنـهـا حـيـنَ تَـبـدو مُـجَرَّدا


وَإِنّـي لَأَحـمـي الأَنـفَ مِن دونِ ذِمَّتي

إِذا الدَنِسُ الواهي الأَمانَةِ أَهمَدا


بَـنَـيـنـا بِـأَعـطـانِ الوَفـاءِ بُيوتَنا

وَكــانَ لَنـا فـي أَوَّلِ الدَهـرِ مَـورِدا


إِذا مــا ضَــمِـنّـا لِاِبـنِ عَـمٍّ خِـفـارَةً

نَـجـيـءُ بِهـا مِـن قَـبـلِ أَن يَـتَـشَـدَّدا


أَنــاخــوا بِــأَشــوالٍ إِلى أَهـلِ خُـبَّةٍ

طُـروقـاً وَقَـد أَقـعـى سُهَـيـلاً فَـعَرَّدا


يَــخِــبّــانِ قَــصــراً فـي شَـمـالٍ عَـرِيَّةٍ

أَمـــامَ رَوايـــا بــادَراهُــنَّ قَــردَدا


أَمُـــرُّ وَأَحـــلَولي وَتَــعــلَمُ أُســرَتــي

عَــنــائي إِذا جَــمــرٌ لِجَــمـرٍ تَـوَقَّدا


إِذا مـا فَـزِعـنـا أَو دُعـيـنا لِنَجدَةٍ

لَبِـسـنـا عَـلَيـهِـنَّ الحَـديـدَ المُسَرَّدا


بِـرَبِّ اِبـنَـةِ العَـمرِيِّ ما كانَ جارُها

لِيُـسـلِمُهـا مـا وافَقَ القائِمُ اليَدا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد