Blog Image

قصيدة وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ للشاعر الحُطَيئَة


وَطـاوي ثَـلاثٍ عـاصِـبِ البَـطـنِ مُـرمِـلٍ

بِـتـيـهـاءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما


أَخـي جَـفـوَةٍ فـيـهِ مِـنَ الإِنـسِ وَحـشَةٌ

يَـرى البُـؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى


وَأَفــرَدَ فــي شِــعـبٍ عَـجُـوزاً إِزائَهـا

ثَــلاثَــةُ أَشــبــاحٍ تَــخـالُهُـمُ بَهـمـا


رَأى شَــبَــحــاً وَســطَ الظَـلامِ فَـراعَهُ

فَـلَمّـا بَـدا ضَـيـفـاً تَـسَـوَّرَ وَاِهـتَـمّا


وَقـــالَ اِبـــنُهُ لَمّــا رَآهُ بِــحَــيــرَةٍ

أَيـا أَبَـتِ اِذبَـحـنـي وَيَـسِّر لَهُ طُعما


وَلا تَـعـتَـذِر بِـالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا

يَــظُــنُّ لَنـا مـالاً فَـيـوسِـعُـنـا ذَمّـا


فَــرَوّى قَــليــلاً ثُــمَّ أَجــحَــمَ بُـرهَـةً

وَإِن هُـوَ لَم يَـذبَـح فَـتـاهُ فَـقَد هَمّا


فَـبَـيـنـا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ

قَـدِ اِنـتَـظَـمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما


عِـطـاشاً تُريدُ الماءَ فَاِنسابَ نَحوَها

عَـلى أَنَّهـُ مِـنـهـا إِلى دَمِهـا أَظـمـا


فَــأَمــهَــلَهــا حَـتّـى تَـرَوَّت عِـطـاشُهـا

فَـأَرسَـلَ فـيـهـا مِـن كِـنـانَـتِهِ سَهـما


فَــخَــرَّت نَــحــوصٌ ذاتُ جَـحـشٍ سَـمـيـنَـةٌ

قَـدِ اِكـتَـنَـزَت لَحماً وَقَد طُبِّقَت شَحما


فَــيـا بِـشـرَهُ إِذ جَـرَّهـا نَـحـوَ قَـومِهِ

وَيـا بِـشرَهُم لَمّا رَأَوا كَلمَها يَدمى


فَـبـاتَوا كِراماً قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم

فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما


وَبــاتَ أَبــوهُــم مِــن بَـشـاشَـتِهِ أَبـاً

لِضَــيــفِهِـمُ وَالأُمُّ مِـن بِـشـرِهـا أُمّـا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد