Blog Image

قصيدة وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً للشاعر الحُطَيئَة


وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً

فــي آلِ لَأيِ بــنِ شَــمّـاسٍ بِـأَكـيـاسِ


عَـلامَ كَـلَّفـتَـنـي مَـجـدَ اِبـنِ عَـمِّكـُمُ

وَالعـيـسُ تَـخـرُجُ مِـن أَعـلامِ أَوطاسِ


مـا كـانَ ذَنـبُ بَـغـيـضٍ لا أَبا لَكُمُ

فـي بـائِسٍ جـاءَ يَـحـدو آخِـرَ الناسِ


لَقَــد مَــرَيــتُــكُــمُ لَو أَنَّ دِرَّتَــكُــم

يَـومـاً يَـجـيـءُ بِهـا مَسحي وَإِبساسي


وَقَــد مَــدَحــتُـكُـمُ عَـمـداً لِأُرشِـدَكُـم

كَـيـمـا يَـكـونَ لَكُـم مَتحي وَإِمراسي


وَقَــد نَــظَــرتُــكُــمُ إِعــشـاءَ صـادِرَةٍ

لِلخَـمـسِ طـالَ بِهـا حَـبـسي وَتَنساسي


فَـمـا مَـلَكـتُ بِـأَن كـانَـت نُـفـوسُـكُمُ

كَــفــارِكٍ كَــرِهَــت ثَـوبـي وَإِلبـاسـي


لَمّـا بَـدا لِيَ مِـنـكُـم غَـيبُ أَنفُسِكُم

وَلَم يَــكُــن لِجِــراحــي مِـنـكُـمُ آسـي


أَزمَـعـتُ يَـأسـاً مُـبـيناً مِن نَوالِكُمُ

وَلَن تَــرى طــارِداً لِلحُــرِّ كَـاليـاسِ


أَنـا اِبـنُ بَـجـدَتِهـا عِـلماً وَتَجرِبَةً

فَـسَـل بِـسَـعـدٍ تَـجِـدنـي أَعلَمَ الناسِ


مـا كـانَ ذَنـبُ بَـغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً

ذا فـاقَـةٍ عـاشَ فـي مُـسـتَـوعَـرٍ شاسِ


جــارٌ لِقَــومٍ أَطـالوا هـونَ مَـنـزِلِهِ

وَغــادَروهُ مُــقــيــمـاً بَـيـنَ أَرمـاسِ


مَـــلّوا قِـــراهُ وَهَــرَّتــهُ كِــلابُهُــمُ

وَجَـــرَّحـــوهُ بِـــأَنـــيـــابٍ وَأَضـــراسِ


دَعِ المَـكـارِمَ لا تَـرحَـل لِبُـغـيَتِها

وَاِقـعُـد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي


وَاِبــعَـث يَـسـاراً إِلى وُفـرٍ مُـذَمَّمـَةٍ

وَاِحـدِج إِلَيـهـا بِـذي عَركَينِ قِنعاسِ


سـيـري أُمـامَ فَـإِنَّ الأَكـثَـرينَ حَصىً

وَالأَكــرَمــيــنَ أَبـاً مِـن آلِ شَـمّـاسِ


مَـن يَـفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ

لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ


مـا كـانَ ذَنـبِـيَ أَن فَـلَّت مَـعاوِلَكُم

مِــن آلِ لَأيٍ صَــفــاةٌ أَصــلُهــا راسِ


قَـد نـاضَـلوكَ فَـسَـلّوا مِـن كِنانَتِهِم

مَـجـداً تَـليـداً وَنَـبـلاً غَيرَ أَنكاسِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد