قصيدة هُوَ الدَهرُ لا يُشوي وَهُنَّ المَصائِبُ للشاعر أَبو تَمّام
هُـوَ الدَهـرُ لا يُشوي وَهُنَّ المَصائِبُ
وَأَكـــثَـــرُ آمــالِ الرِجــالِ كَــواذِبُ
فَـــيـــا غــالِبــاً لا غــالِبٌ لِرَزِيَّةٍ
بَــلِ المَـوتُ لاشَـكَّ الَّذي هُـوَ غـالِبُ
وَقُــلتُ أَخـي قـالوا أَخٌ ذو قَـرابَـةٍ
فَـــقُـــلتُ وَلَكِــنَّ الشُــكــولَ أَقــارِبُ
نَــســيــبِــيَ فـي عَـزمٍ وَرَأيٍ وَمَـذهَـبٍ
وَإِن باعَدَتنا في الأُصولِ المَناسِبُ
كَـأَن لَم يَـقُـل يَـومـاً كَـأَنَّ فَتَنثَني
إِلى قَــولِهِ الأَسـمـاعُ وَهـيَ رَواغِـبُ
وَلَم يَـصـدَعِ النـادي بِـلَفـظَـةِ فَيصَلٍ
سِـنـانِـيَّةـٍ فـي صَـفـحَـتَيها التَجارِبُ
وَلَم أَتَــسَــقَّطــ رَيــبَ دَهـري بِـرَأيِهِ
فَـلَم يَـجـتَـمِـع لي رَأيُهُ وَالنَـوائِبُ
مَضى صاحِبي وَاِستَخلَفَ البَثَّ وَالأَسى
عَــلَيَّ فَــلي مِـن ذا وَهـاذاكَ صـاحِـبُ
عَــجِــبــتُ لِصَـبـري بَـعـدَهُ وَهـوَ مَـيِّتٌ
وَكُـنـتُ اِمرِءاً أَبكي دَماً وَهوَ غائِبُ
عَـلى أَنَّهـا الأَيّـامُ قَـد صِرنَ كُلَّها
عَـجـائِبَ حَـتّـى لَيـسَ فـيـهـا عَـجـائِبُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد