Blog Image

قصيدة هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا للشاعر المُتَنَبّي


هَـذي بَـرَزتِ لَنـا فَهُـجـتِ رَسـيـسـا

ثُـمَّ اِنـثَـنَـيـتِ وَمـا شَفَيتِ نَسيسا


وَجَـعَـلتِ حَظّي مِنكِ حَظّي في الكَرى

وَتَـرَكـتِـنـي لِلفَـرقَـدَيـنِ جَـليـسـا


قَــطَّعــتِ ذَيّـاكِ الخُـمـارَ بِـسَـكـرَةٍ

وَأَدَرتِ مِـن خَـمـرِ الفِـراقِ كُؤوسا


إِن كُـنـتِ ظـاعِـنَـةً فَـإِنَّ مَـدامِـعي

تَـكـفـي مَـزادَكُـمُ وَتُـروي العيسا


حـاشـى لِمِـثـلِكِ أَن تَـكـونَ بَخيلَةً

وَلِمِـثـلِ وَجـهِـكِ أَن يَـكـونَ عَبوسا


وَلِمِـثـلِ وَصـلِكِ أَن يَـكـونَ مُـمَنَّعاً

وَلِمِـثـلِ نَـيـلِكِ أَن يَـكـونَ خَسيسا


خَـودٌ جَـنَـت بَـيـنـي وَبَينَ عَواذِلي

حَـربـاً وَغـادَرَتِ الفُـؤادَ وَطـيـسا


بَـيـضـاءُ يَـمـنَـعُهـا تَـكَـلَّمَ دَلُّهـا

تـيـهـاً وَيَـمنَعُها الحَياءُ تَميسا


لَمّــا وَجَـدتُ دَواءَ دائي عِـنـدَهـا

هــانَـت عَـلَيَّ صِـفـاتُ جـاليـنـوسـا


أَبــقــى زُرَيــقٌ لِلثُـغـورِ مُـحَـمَّداً

أَبـقـى نَـفـيـسٌ لِلنَـفـيـسِ نَـفـيساً


إِن حَــلَّ فـارَقَـتِ الخَـزائِنُ مـالَهُ

أَو سـارَ فـارَقَتِ الجُسومُ الروسا


مَــلِكٌ إِذا عـادَيـتَ نَـفـسَـكَ عـادِهِ

وَرَضـيـتَ أَو حَـشَ مـا كَرِهتَ أَنيسا


الخـائِضَ الغَـمَـراتِ غَـيـرَ مُـدافِعٍ

وَالشَــمَّرِيَّ المِــطــعَـنَ الدِعّـيـسـا


كَـشَّفـتُ جَـمـهَرَةَ العِبادِ فَلَم أَجِد

إِلّا مَــســوداً جَــنــبَهُ مَــرؤوســا


بَــشَــرٌ تَــصَــوَّرَ غــايَــةً فـي آيَـةٍ

تَـنـفـي الظُـنونَ وَتُفسِدُ التَقِيّسا


وَبِهِ يُـضَـنُّ عَـلى البَـرِيَّةِ لا بِها

وَعَـلَيـهِ مِـنـهـا لا عَـلَيها يوسى


لَو كانَ ذو القَرنَينِ أَعمَلَ رَأيَهُ

لَمّـا أَتـى الظُـلُمـاتِ صِرنَ شُموسا


أَو كـانَ صـادَفَ رَأسَ عـازَرَ سَـيفُهُ

فـي يَـومِ مَـعـرَكَـةٍ لَأَعـيـا عـيسى


أَو كـانَ لُجُّ البَـحـرِ مِـثلَ يَمينِهِ

مـا اِنـشَـقَّ حَـتّـى جـازَ فيهِ موسى


أَو كـانَ لِلنـيـرانِ ضَـوءُ جَـبـينِهِ

عُـبِـدَت فَـصـارَ العـالَمـونَ مَجوسا


لَمّــا سَـمِـعـتُ بِهِ سَـمِـعـتُ بِـواحِـدٍ

وَرَأَيــتُهُ فَـرَأَيـتُ مِـنـهُ خَـمـيـسـا


وَلَحَـظـتُ أُنـمُـلَهُ فَـسِـلنَ مَـواهِـباً

وَلَمَـسـتُ مُـنـصُـلَهُ فَـسـالَ نُـفـوسـا


يـا مَـن نَـلوذُ مِـنَ الزَمانِ بِظِلِّهِ

أَبَـداً وَنَـطـرُدُ بِـاِسـمِهِ إِبـليـسـا


صَـدَقَ المُـخَـبِّرُ عَـنـكَ دونَـكَ وَصفُهُ

مَـن بِـالعِـراقِ يَـراكَ في طَرَسوسا


بَــلَدٌ أَقَــمــتَ بِهِ وَذِكــرُكَ ســائِرٌ

يَـشـنا المَقيلَ وَيَكرَهُ التَعريسا


فَــإِذا طَــلَبـتَ فَـريـسَـةً فـارَقـتَهُ

وَإِذا خَــدَرتَ تَــخِــذتَهُ عِــرّيــســا


إِنّـي نَـثَـرتُ عَـلَيـكَ دُرّاً فَـاِنتَقِد

كَـثُـرَ المُـدَلِّسُ فَـاِحذَرِ التَدليسا


حَــجَّبــتُهــا عَــن أَهـلِ إِنـطـاكِـيَّةٍ

وَجَـلَوتُهـا لَكَ فَـاِجـتَـلَيـتَ عَروسا


خَيرُ الطُيورِ عَلى القُصورِ وَشَرُّها

يَـأوي الخَـرابَ وَيَـسـكُنُ الناوّسا


لَو جـادَتِ الدُنـيا فَدَتكَ بِأَهلِها

أَو جـاهَـدَت كُـتِـبَـت عَـلَيكَ حَبيسا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد