Blog Image

قصيدة ها إِنَّ هَذا مَوقِفُ الجازِعِ للشاعر أَبو تَمّام


هــا إِنَّ هَــذا مَــوقِـفُ الجـازِعِ

أَقــوى وَسُـؤرُ الزَمَـنِ الفـاجِـعِ


دارٌ سَــقــاهـا بَـعـدَ سُـكّـانِهـا

صَـرفُ النَـوى مِـن سَـمِّهِ الناقِعِ


وَلا تَـلومـا ذا الهَـوى إِنَّهـا

لَيــسَــت بِــبِـدعٍ حَـنَّةـُ النـازِعِ


لَو قَـبـلَ مـا كـانَ مَزوراً بِها

إِذاً لَسُــرَّ الرَبــعُ بِــالرابِــعِ


فَـاِعـتَـبِـرا وَاِسـتَـعـبِـرا ساعَةً

فَـالدَمـعُ قِـرنٌ لِلجَـوى الرادِعِ


أَخــلَت رُبــاهـا كُـلُّ سَـيـفـانَـةٍ

تَــخــلَعُ قَــلبَ المَـلِكِ الخـالِعِ


يُـصـبِـحُ فـي الحُـبِّ لَهـا ضارِعاً

مَـن لَيـسَ عِندَ السَيفِ بِالضارِعِ


رودٌ إِذا جَــرَّدتَ فــي حُــسـنِهـا

فِــكــرَكَ دَلَّتــكَ عَــلى الصـانِـعِ


نــوحٌ صَــفـا مُـذ عَهـدِ نـوحٍ لَهُ

شِربُ العُلى في الحَسَبِ الفارِعِ


مُــطَّرِدُ الآبــاءِ فــي نِــســبَــةٍ

كَـالصُـبـحِ فـي إِشراقِهِ الساطِعِ


مَــنــاسِــبٌ تُـحـسَـبُ مِـن ضَـوئِهـا

مَـــنـــازِلاً لِلقَــمَــرِ الطــالِعِ


كَـــالدَلوِ وَالحـــوتِ وَأَشــراطِهِ

وَالبَـطـنِ وَالنَجمِ إِلى البالِعِ


نـوحُ بـنُ عَمرِو بنِ حُوَيِّ بنِ عَم

رِو بـنِ حُـوَيِّ بـنِ الفَـتى ماتِعِ


السَــكــسَــكِــيُّ المَـجـدِ كِـنـدِيُّهُ

وَأُدَدِيُّ السُــــؤدُدِ النــــاصِــــعِ


لِلجَــدبِ فــي أَمــوالِهِ مَــرتَــعٌ

وَمَـقـنَـعٌ فـي الخِـصـبِ لِلقـانِـعِ


قَـد أَشـرَقَـت فـي قَـومِهِ مِـنـهُـمُ

نــاصِــيَـةٌ تَـنـأى عَـنِ السـافِـعِ


كَم فارِسٍ فيهِم إِذا اِستُصرِخوا

مِـثـلِ سِـنـانِ الصَـعـدَةِ اللامِعِ


يُـكـرِهُ صَـدرَ الرُمـحِ أَو يَنثَني

وَقَـــد تَـــرَوّى مِـــن دَمٍ مـــائِعِ


بِــطَـعـنَـةٍ خَـرقـاءَ تَـأتـي عَـلى

حَــزامَــةِ المُــسـتَـلئمِ الدارِعِ


يُــنـفِـذُ فـي الآجـالِ أَحـكـامَهُ

أَمـرَ مُـطـاعِ الأَمـرِ فـي طـائِعِ


يُخلى لَها المَأزِقُ يَومَ الوَغى

عَـن فُـرجَـةٍ فـي الصَفِّ كَالشارِعِ


إِنَّ حُــوَيّــاً حـاجَـتـي فَـاِقـضِهـا

وَرُدَّ جَــأشَ المُــشــفِـقِ الجـازِعِ


فَـتـىً يَـمـانٍ كَـاليَـماني الَّذي

يَـــعـــرُمُ حَــرّاهُ عَــلى الوازِعِ


فـي حِـليِهِ النـابـي وَفي جَفنِهِ

وَفـي مَـضـاءِ الصـارِمِ القـاطِـعِ


يُــجــاوِزُ الخَــفــضَ وَأَفــيــاءَهُ

إِلى السُـرى وَالسَـفَـرِ الشـاسِعِ


أَدَلُّ بِـــالقَـــفـــرِ وَأَهـــدى لَهُ

مِــنَ الدُعَــيــمـيـصِ وَمِـن رافِـعِ


يَــعــلَمُ أَنَّ الداءَ مُــســتَـحـلِسٌ

تَــحــتَ جَــمـامِ الفَـرَسِ الرائِعِ


وَالطــائِرُ الطــائِرُ فـي شـانِهِ

يُــلوي بِـخَـطِّ الطـائِرِ الواقِـعِ


أَخــفَــقَ فَــاِســتَـقـدَمَ فـي هِـمَّةٍ

وَغـــادَرَ الرَتـــعَـــةَ لِلراتِـــعِ


تَـرمـي العُـلى مِـنـهُ بِـمُستَيقِظٍ

لا فــاتِـرِ الطَـرفِ وَلا خـاشِـعِ


وَإِنَّمـــا الفَـــتــكُ لِذي لَأمَــةٍ

شَــبــعــانَ أَو ذي كَــرَمٍ جــائِعِ


أُنـــشُـــر لَهُ أُحـــدوثَـــةً غَــضَّةً

تُــصـغـي إِلَيـهـا أُذُنُ السـامِـعِ


إِن يُرفَعِ السَجفُ لَهُ اليَومَ يَر

فَـعـهُ غَداً في المَشهَدِ البارِعِ


فَـــرُبَّ مَـــشــفــوعٍ لَهُ لَم يَــرَم

حَــتّــى غَــدا يَــشـفَـعُ لِلشـافِـعِ


إِن أَنـتَ لَم تَـنـهَـض بِهِ صاعِداً

فـي مُـسـتَـرادِ الزاهِرِ اليانِعِ


حَــتّــى يُــرى مُــعــتَـدِلاً أَمـرُهُ

بَـعـدَ اِلتِـيـاثِ الأَمَلِ الظالِعِ


أَكـــدى الَّذي يَـــعــتَــدُّهُ عُــدَّةً

وَضــاعَ مَــن يَــرجــوهُ لِلضــائِعِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد