Blog Image

قصيدة نَوارٌ في صَواحِبِها نَوارُ للشاعر أَبو تَمّام


نَــوارٌ فــي صَــواحِــبِهــا نَــوارُ

كَــمــا فــاجــاكَ سِـربٌ أَو صِـوارُ


تَــكَــذَّبَ حــاسِــدٌ فَــنَــأَت قُــلوبٌ

أَطــاعَــت واشِــيــاً وَنَـأَت دِيـارُ


قِـفـا نُـعـطِ المَـنـازِلَ مِن عُيونٍ

لَهـا فـي الشَـوقِ أَحـسـاءٌ غِـزارُ


عَــــفَـــت آيـــاتُهُـــنَّ وَأَيُّ رَبـــعٍ

يَـكـونُ لَهُ عَـلى الزَمَـنِ الخِيارُ


أَثــافٍ كَـالخُـدودِ لُطِـمـنَ حُـزنـاً

وَنُـؤيٍ مِـثـلَمـا اِنـفَـصَمَ السِوارُ


وَكــانَــت لَوعَــةٌ ثُــمَّ اِطــمَــأَنَّت

كَــــذاكَ لِكُــــلِّ ســـائِلَةٍ قَـــرارُ


مَضى الأَملاكُ فَاِنقَرَضوا وَأَمسَت

سَــراةُ مُــلوكِــنــا وَهُــمُ تِـجـارُ


وُقــوفٌ فــي ظِـلالِ الذَمِّ تُـحـمـى

دَراهِـمُهـا وَلا يُـحـمـى الذِمـارُ


فَـلَو ذَهَـبَـت سِـنـاتُ الدَهـرِ عَنهُ

وَأُلقِــيَ عَــن مَـنـاكِـبِهِ الدِثـارُ


لَعَــدَّلَ قِـسـمَـةَ الأَرزاقِ فـيـنـا

وَلَكِـــن دَهـــرُنــا هَــذا حِــمــارُ


سَـيَـبـتَـعِـثُ الرِكـابَ وَراكِـبـيها

فَــتـىً كَـالسَـيـفِ هَـجـعَـتُهُ غِـرارُ


أَطَــلَّ عَــلى كِـلا الآفـاقِ حَـتّـى

كَــأَنَّ الأَرضَ فــي عَـيـنَـيـهِ دارُ


يَـقـولُ الحاسِدونَ إِذا اِنصَرَفنا

لَقَـد قَـطَعوا طَريقاً أَو أَغاروا


نَـؤُمُّ أَبـا الحُـسَـينِ وَكانَ قِدماً

فَــتــىً أَعــمــارُ مَـوعِـدِهِ قِـصـارُ


لَهُ خُــلُقٌ نَهــى القُــرآنُ عَــنــهُ

وَذاكَ عَــطــاؤُهُ السَـرَفُ البِـدارُ


وَلَم يَــكُ مِــنــكَ إِضــرارٌ وَلَكِــن

تَـمـادَت فـي سَـجِـيَّتـِهـا البِـحارُ


يَـطـيـبُ لِجـودِهِ ثَـمَـرُ الأَمـانـي

وَتَــرى عِــنـدَهُ الهِـمَـمُ الحِـرارُ


رَفَـعـتُ كَـواعِـبَ الأَشـعـارِ فـيـهِ

كَـمـا رُفِـعَـت لِنـاظِـرِها المَنارُ


حَـليـمٌ وَالحَـفـيـظَـةُ مِـنـهُ خَـيـمٌ

وَأَيُّ النــارِ لَيــسَ لَهــا شَــرارُ


تَــحِــنُّ عِــداتُهُ إِثـرَ التَـقـاضـي

وَتُـنـتَـجُ مِـثـلَمـا نَـتِـجَ العِشارُ


أَرى الدالِيَّتــَيــنِ عَــلى جَـفـاءٍ

لَدَيـــكَ وَكُـــلُّ واحِـــدَةٍ نُـــضــارُ


إِذا مـا شِـعـرُ قَـومٍ كـانَ لَيـلاً

تَـبَـلَّجَـتـا كَـمـا اِنـشَـقَّ النَهارُ


وَإِن كــانَـت قَـصـائِدُهُـم جُـدوبـاً

تَـلَوَّنَـتـا كَـمـا اِزدَوَجَ البَهـارُ


أَغَــرتَهُــمــا وَغَـيـرُهُـمـا مُـحَـلّىً

بِــجـودِكَ وَالقَـوافـي قَـد تَـغـارُ


وَغَـيـرُكَ يَـلبَـسُ المَـعـروفَ خُلفاً

وَيَــأخُـذُ مِـن مَـواعِـدِهِ الصُـفـارُ


رَأَيـتُ صَـنـائِعـاً مُـعِـكَـت فَـأَمسَت

ذَبــائِحَ وَالمِــطـالُ لَهـا شِـفـارُ


وَكــانَ المَــطـلُ فـي بَـدءٍ وَعَـودٍ

دُخــانــاً لِلصَـنـيـعَـةِ وَهـيَ نـارُ


نَـسـيـبَ البُـخـلِ مُـذ كانا وَإِلّا

يَــكُــن نَـسَـبٌ فَـبَـيـنَهُـمـا جِـوارُ


لِذَلِكَ قـيـلَ بَـعـضُ المَـنـعِ أَدنى

إِلى كَــرَمٍ وَبَــعــضُ الجـودِ عـارُ


فَـدَع ذِكـرَ الضِـيـاعِ فَـبـي شِماسٌ

إِذا ذُكِــرَت وَبـي عَـنـهـا نِـفـارُ


وَمـا لي ضَـيـعَـةٌ إِلّا المَـطـايا

وَشِــعــرٌ لا يُــبــاعُ وَلا يُـعـارُ


وَمـا أَنـا وَالعَـقـارَ وَلَستُ مِنهُ

عَــلى ثِــقَــةٍ وَجــودُكَ لي عَـقـارُ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد