قصيدة نَثَرَت فَريدَ مَدامِعٍ لَم يُنظَمِ للشاعر أَبو تَمّام
نَــثَــرَت فَــريـدَ مَـدامِـعٍ لَم يُـنـظَـمِ
وَالدَمـعُ يَـحـمِـلُ بَـعـضَ ثِقلَ المُغرَمِ
وَصَـلَت دُمـوعـاً بِـالنَـجـيـعِ فَـخَـدُّهـا
فـي مِـثـلِ حـاشِـيَـةِ الرِداءِ المُعلَمِ
وَلِهَــت فَــأَظــلَمَ كُــلُّ شَــيـءٍ دونَهـا
وَأَنــارَ مِــنــهــا كُــلُّ شَـيـءٍ مُـظـلِمِ
وَكَــأَنَّ عَــبــرَتَهــا عَــشِــيَّةــَ وَدَّعَــت
مُهــراقَـةٌ مِـن مـاءِ وَجـهـي أَو دَمـي
ضَـعُـفَـت جَـوارِحُ مَـن أَذاقَـتهُ النَوى
طَـعـمَ الفِـراقِ فَـذَمَّ طَـعـمَ العَـلقَـمِ
هِــيَ مــيــتَــةٌ إِلّا سَـلامَـةَ أَهـلِهـا
مِـن خَـلَّتَـيـنِ مِـنَ الثَـرى وَالمـاتَـمِ
إِن شِـــئتَ أَن يَـــســوَدَّ ظَــنُّكــَ كُــلُّهُ
فَـأَجِـلهُ فـي هَـذا السَـوادِ الأَعـظَمِ
لَيـسَ الصَـديـقُ بِـمَـن يُـعيرُكَ ظاهِراً
مُــتَــبَــسِّمــاً عَــن بــاطِــنٍ مُــتَــجَهِّمِ
فَـليُـبـلِغِ الفِـتـيـانُ عَـنّـي مـالِكـاً
أَنّــي مَــتــى يَــتَــثَــلَّمــوا أَتَهَــدَّمِ
وَلتَـــعـــلَمِ الأَيّــامُ أَنّــي فُــتُّهــا
بِـأَبـي الحُـسَـيـنِ مُـحَمَّدِ بنِ الهَيثَمِ
بِــأَغَــرَّ لَيــسَ بِــتَــوأَمٍ وَيَــمــيــنُهُ
تَــغـدو وَتَـطـرُقُ بِـالنَـوالِ التَـوأَمِ
قَــد قُــلتُ لِلمُـغـتَـرِّ مِـنـهُ بِـصَـفـحِهِ
وَأَخـو الكَـرى لَو لَم يَنَم لَم يَحلَمِ
لا يُـــلحِـــمَــنَّكــَهُ تَــحَــلُّمُهُ فَــقَــد
يــودي بِـكَ الوادي وَلَيـسَ بِـمُـفـعَـمِ
حَـدَتِ الوُفـودُ إِلى الجَزيرَةِ عيسَها
مِــن مُــنــجِــدٍ بِــمَــحَـلِّهِ أَو مُـتـهِـمِ
فَـكَـأَنَّمـا لَولا المَـنـاسِـكُ أُشـرِكَـت
ســاحــاتُهــا أَو أوثِـرَت بِـالمَـوسِـمِ
وَكَــأَنَّهــُ مِــن مَــدحِهِــم فــي رَوضَــةٍ
وَكَــأَنَّهــُم مِــن سَــيــبِهِ فـي مَـقـسَـمِ
كَـــلِفٌ بِـــرَبِّ المَــجــدِ يَــزعُــمُ أَنَّهُ
لَم يُــبــتَــدَأ عُـرفٌ إِذا لَم يُـتـمَـمِ
نَــظَــمَـت لَهُ خَـرَزَ المَـديـحِ مَـكـارِمٌ
يَـنـفُـثـنَ فـي عُـقَدِ اللِسانِ المُفحَمِ
فــي قُـلِّهِ كُـثـرُ السِـمـاكِ وَإِن غَـدا
هَـطِـلاً وَعَـفـوُ يَـديـهِ جُهـدُ المِـرزَمِ
خَــدَمَ العُـلى فَـخَـدَمـنَهُ وَهـيَ الَّتـي
لا تَـخـدُمُ الأَقـوامَ مـا لَم تُـخـدَمِ
وَإِذا اِنــتَـمـى فـي قُـلَّةٍ مِـن سُـؤدَدٍ
قــالَت لَهُ الأُخــرى بَــلَغــتَ تَـقَـدَّمِ
مــا ضَــرَّ أَروَعَ يَــرتَــقــي فـي هِـمَّةٍ
عَــليــاءَ أَلّا يَــرتَــقــي فــي سُــلَّمِ
يَــأبــى لِعِـرضِـكَ أَن يُـغـادَرَ عُـرضَـةً
مــا حَــولَهُ مِـن مـالِكِ المُـسـتَـلحَـمِ
إِنَّ التِــلادَ عَــلى نَــفــاسَـةِ قَـدرِهِ
لا يُـرغِـمُ الأَزَمـاتِ مـا لَم يُـرغَـمِ
لا يُـسـتَطالُ عَلى الخُطوبِ وَلا تُرى
أُكــرومَــةٌ نِــصــفــاً إِذا لَم يُـظـلَمِ
وَصَــنــيــعَــةٍ لَكَ ثَــيِّبــٍ أَهــدَيـتَهـا
وَهــيَ الكَــعــابُ لِعـائِذٍ بِـكَ مُـصـرِمِ
حَـلَّت مَـحَـلَّ البِـكـرِ مِـن مُـعـطىً وَقَد
زُفَّتــ مِــنَ المُــعــطـي زِفـافَ الأَيِّمِ
لِيَـزُدكَ وَجـداً بِـالسَـمـاحَـةِ ما تَرى
مِـن كـيـمِـيـاءِ المَـجـدِ تَـغنَ وَتَغنَمِ
إِنَّ الثَـنـاءَ يَسيرُ عَرضاً في الوَرى
وَمَــحَـلُّهُ فـي الطـولِ فَـوقَ الأَنـجُـمِ
وَإِذا المَـواهِـبُ أَظـلَمَـت أَلبَـسـتَها
بِـشـراً كَـبـارِقَـةِ الحُـسـامِ المِـخذَمِ
أَعـطَـيـتَ مـا لَم تُـعـطِهِ وَلَوِ اِنقَضى
حُـسـنُ اللِقـاءِ حَـرَمـتَ مـا لَم تَحرُمِ
لَقُــدِدتَ مِــن شِــيَــمٍ كَـأَنَّ سُـيـورَهـا
يُـقـدَدنَ مِـن شِـيَـمِ السَـحابِ المُرزِمِ
لَو قُــلتُ حُــصِّلـَ بَـعـضُهـا أَو كُـلُّهـا
فــي حــاتِــمٍ لَدُعــيـتُ دافِـعَ مَـغـرَمِ
شُهِـرَت فَـمـا تَـنـفَـكُّ تـوقِـعُ بِاِسمِها
مِـن قَـبـلِ مَـعـنـاهـا بِـعُدمِ المُعدِمِ
إِنَّ القَــصــائِدَ يَــمَّمــَتــكَ شَــوارِداً
فَــتَــحَــرَّمَـت بِـنَـداكَ قَـبـلَ تَـحَـرُّمـي
مــا عَــرَّسَــت حَــتّــى أَتــاكَ بِـفـارِسٍ
رَيـعـانُهـا وَالغَـزوُ قَـبـلَ المَـغـنَمِ
فَـجَـعَـلتُ قَـيِّمـَهـا الضَـمـيـرَ وَمُـكِّنَت
مِـــنـــهُ فَـــصـــارَت قَــيِّمــاً لِلقَــيِّمِ
خُـذهـا فَـمـازالَت عَـلى اِسـتِقلالِها
مَـــشـــغـــولَةً بِـــمُــثَــقِّفــٍ وَمُــقَــوِّمِ
تَـذَرُ الفَـتِـيَّ مِـنَ الرَجـاءِ وَراءَهـا
وَتَـرودُ فـي كَـنَـفِ الرَجـاءِ القَـشعَمِ
زَهراءَ أَحلى في الفُؤادِ مِنَ المُنى
وَأَلَذَّ مِـن ريـقِ الأَحِـبَّةـِ فـي الفَـمِ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد