Blog Image

قصيدة ما لِلمُروجِ الخُضرِ وَالحَدائِقِ للشاعر المُتَنَبّي


مـا لِلمُـروجِ الخُـضـرِ وَالحَدائِقِ

يَـشـكـو خَـلاهـا كَـثرَةَ العَوائِقِ


أَقـامَ فـيـهـا الثَلجُ كَالمُرافِقِ

يَـعـقِـدُ فَـوقَ السِنِّ ريقَ الباصِقِ


ثُــمَّ مَـضـى لا عـادَ مِـن مُـفـارِقِ

بِــــقــــائِدٍ مِـــن ذَوبِهِ وَســـائِقِ


كَــأَنَّمـا الطُـخـرورُ بـاغـي آبِـقِ

يَــأكُـلُ مِـن نَـبـتٍ قَـصـيـرِ لاصِـقِ


كَــقَـشـرِكَ الحِـبـرَ عَـنِ المَهـارِقِ

أَرودُهُ مِـــنـــهُ بِــكَــلشَــوذانِــقِ


بِـمُـطـلِقِ اليُـمنى طَويلِ الفائِقِ

عَـبـلِ الشَـوى مُـقـارِبِ المَـرافِقِ


رَحــبِ اللَبــانِ نـائِهِ الطَـرائِقِ

ذي مَــنــخِــرٍ رَحــبٍ وَإِطـلٍ لاحِـقِ


مُــحَــجَّلــٍ نَهــدٍ كُــمَــيــتٍ زاهِــقِ

شــــادِخَـــةً غُـــرَّتُهُ كَـــالشـــارِقِ


كَــأَنَّهــا مِــن لَونِهِ فــي بــارِقِ


بـاقٍ عَـلى البَـوغـاءِ وَالشَقائِقِ

وَالأَبـرَدَيـنِ وَالهَـجـيرِ الماحِقِ


لِلفـارِسِ الراكِـضِ مِـنـهُ الواثِقِ

خَـوفُ الجَـبانِ في فُؤادِ العاشِقِ


كَــأَنَّهــُ فــي رَيــدِ طَــودٍ شـاهِـقِ

يَشأى إِلى المِسمَعِ صَوتَ الناطِقِ


لَو سـابَـقَ الشَـمـسَ مِنَ المَشارِقِ

جـاءَ إِلى الغَـربِ مَجيءَ السابِقِ


يَــتــرُكُ فــي حِــجـارَةِ الأَبـارِقِ

آثـارَ قَـلعِ الحَليِ في المَناطِقِ


مَـشـيـاً وَإِن يَـعـدُ فَـكَـالخَـنادِقِ


لَو أَورِدَت غِـــبَّ سَـــحــابٍ صــادِقِ

لَأَحــسَــبَــت خَــوامِــسَ الأَيـانِـقِ


إِذا اللِجــــامُ جـــاءَهُ لِطـــارِقِ

شَـحـا لَهُ شَـحـوَ الغُرابِ الناغِقِ


كَـأَنَّمـا الجُـلدُ لِعُـريِ النـاهِـقِ

مُــنــحَــدِرٌ عَــن سِــيَـتَـي جُـلاهِـقِ


بَـزَّ المَـذاكي وَهوَ في العَقائِقِ

وَزادَ فـي السـاقِ عَلى النَقانِقِ


وَزادَ فـي الوَقـعِ عَلى الصَواعِقِ

وَزادَ فـي الأُذنِ عَـلى الخَرانِقِ


وَزادَ فـي الحِـذرِ عَلى العَقاعِقِ

يُــمَــيِّزُ الهَــزلَ مِــنَ الحَـقـائِقِ


وَيُــنــذِرُ الرَكــبَ بِــكُــلِّ ســارِقٍ

يُـريـكَ خُـرقـاً وَهوَ عَينُ الحاذِقِ


يَــحُــكُّ أَنّــى شـاءَ حَـكَّ البـاشِـقِ

قـــوبِـــلَ مِـــن آفِـــقَـــةٍ وَآفِـــقِ


بَـيـنَ عِـتـاقِ الخَـيـلِ وَالعَتائِقِ

فَـعُـنـقُهُ يُـربـي عَـلى البَـواسِـقِ


وَحَــلقُهُ يُــمـكِـنُ فِـتـرَ الخـانِـقِ

أُعِــدُّهُ لِلطَــعــنِ فــي الفَـيـالِقِ


وَالضَـربِ فـي الأَوجُهِ وَالمَفارِقِ

وَالسَيرِ في ظِلِّ اللِواءِ الخافِقِ


يَـحـمِـلُنـي وَالنَصلُ ذو السَفاسِقِ

يَـقـطُـرُ فـي كُـمّـي عَلى البَنائِقِ


لا أَلحَـظُ الدُنـيا بِعَينَي وامِقِ

وَلا أُبـــالي قِـــلَّةَ المُــرافِــقِ


أَي كَــبــتَ كُــلِّ حــاسِـدٍ مُـنـافِـقِ

أَنـــتَ لَنـــا وَكُــلُّنــا لِلخــالِقِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد