Blog Image

قصيدة ما بالُ دَفِّكَ بِالفِراشِ مَذيلا للشاعر الراعي النُمَيري


مــا بـالُ دَفِّكـَ بِـالفِـراشِ مَـذيـلا

أَقَــذىً بِـعَـيـنِـكَ أَم أَرَدتَ رَحـيـلا


لَمّــا رَأَت أَرَقــي وَطــولَ تَــقَـلُّبـي

ذاتَ العِــشـاءِ وَلَيـلِيَ المَـوصـولا


قـالَت خُـلَيـدَةُ مـا عَراكَ وَلَم تَكُن

قَـبـلَ الرُقـادِ عَـنِ الشُؤونِ سَؤولا


أَخُــلَيــدَ إِنَّ أَبــاكِ ضــافَ وِســادَهُ

هَــمّــانِ بــاتــا جَــنـبَـةً وَدَخـيـلا


طَـرَقـا فَـتِـلكَ هَـمـاهِـمـي أَقريهِما

قُــلُصــاً لَواقِــحُ كَـالقِـسِـيِّ وَحـولا


شُــمَّ الكَــواهِـلِ جُـنَّحـاً أَعـضـادُهـا

صُهـبـاً تُـنـاسِـبُ شَـدقَـمـاً وَجَـديـلا


كــانَــت نَــجــائِبَ مُــنــذِرٍ وَمُـحَـرِّقٍ

أُمّـــاتُهُـــنَّ وَطَـــرقُهُـــنَّ فَــحــيــلا


وَكَــأَنَّ رَيِّضــَهــا إِذا بــاشَــرتَهــا

كــانَــت مُـعـاوِدَةَ الرَحـيـلِ ذَلولا


حــوزِيَّةــً طُــوِيَــت عَــلى زَفَـراتِهـا

طَــيَّ القَـنـاطِـرِ قَـد نَـزَلنَ نُـزولا


وَكَـأَنَّمـا اِنـتَـطَـحَـت عَلى أَثباجِها

فُــدُرٌ بِـشـابَـةَ قَـد تَـمَـمـنَ وُعـولا


قُــذُفَ الغُــدُوِّ إِذا غَــدَونَ لِحـاجَـةٍ

دُلُفَ الرَواحِ إِذا أَرَدنَ قُـــفـــولا


لا يَــتَّخــِذنَ إِذا عَــلَونَ مَــفــازَةً

إِلّا بَــيــاضَ الفَــرقَــدَيـنِ دَليـلا


قــوداً تَــذارَعُ غــولَ كُـلِّ تَـنـوفَـةٍ

ذَرعَ النَـواسِـجِ مُـبـرَمـاً وَسَـحـيـلا


وَإِذا تَــرَقَّصــَتِ المَــفـازَةُ غـادَرَت

رَبِــذاً يُــبَـغِّلـُ خَـلفَهـا تَـبـغـيـلا


زَجِــلَ الحُــداءِ كَـأَنَّ فـي حَـيـزومِهِ

قَـصَـبـاً وَمُـقـنِـعَـةَ الحَـنينِ عَجولا


وَإِذا تَــرَجَّلــَتِ الضُـحـى قَـذَفَـت بِهِ

فَــشَــأَونَ عُــقــبَــتَهُ فَـظَـلَّ ذَمـيـلا


حَـتّـى إِذا حَـسَـرَ الظَـلامُ وَأَسـفَرَت

فَــرَأَت أَوابِــدَ يَـرتَـعـيـنَ هُـجـولا


حَـدَتِ السَـرابَ وَأَلحَـقَـت أَعـجـازَها

روحٌ يَــكــونُ وُقــوعُهــا تَــحـليـلا


وَجَـرى عَـلى حَـدَبِ الصُـوى فَـطَـرَدنَهُ

طَـردَ الوَسـيقَةِ في السَماوَةِ طولا


فــي مَهــمَهٍ قَــلِقَـت بِهِ هـامـاتُهـا

قَــلَقَ الفُــؤوسِ إِذا أَرَدنَ نُـصـولا


حَـــتّـــى وَرَدنَ لِتِــمِّ خِــمــسٍ بــائِصٍ

جُــدّاً تَــعــاوَرَهُ الرِيــاحُ وَبـيـلا


سُـدُمـاً إِذا اِلتَمَسَ الدِلاءُ نِطافَهُ

صـادَفـنَ مَـشـرِفَـةَ المَـثـابِ دَحـولا


جَـمَـعـوا قُـوىً مِـمّـا تَـضُـمُّ رِحالُهُم

شَــتّـى النِـجـارِ تَـرى بِهِـنَّ وُصـولا


فَـسَـقَـوا صَـوادِيَ يَـسـمَـعـونَ عَـشِـيَّةً

لِلمــاءِ فــي أَجــوافِهِــنَّ صَــليــلا


حَـتّـى إِذا بَـرَدَ السِـجـالُ لُهـاثَها

وَجَــعَــلنَ خَــلفَ غُــروضِهِـنَّ ثَـمـيـلا


وَأَفَــضــنَ بَــعــدَ كُــظـومِهِـنَّ بِـجِـرَّةٍ

مِـن ذي الأَبـارِقِ إِذ رَعَينَ حَقيلا


قَـعَـدوا عَـلى أَكـوارِهـا فَـتَـرَدَّفَـت

صَـخِـبَ الصَـدى جَـذَعَ الرِعانِ رَجيلا


مُـلسَ الحَـصـى بـاتَـت تَـوَجَّسـَ فَـوقَهُ

لَغَـطَ القَـطـا بِـالجَـلهَـتَينِ نُزولا


يَــتـبَـعـنَ مـائِرَةَ اليَـدَيـنِ شِـمِـلَّةً

أَلقَـت بِـمُـخـتَـرَقِ الرِيـاحِ سَـليـلا


جــاءَت بِــذي رَمَــقٍ لِسِــتَّةــِ أَشـهُـرٍ

قَـد مـاتَ أَو جَـرَضَ الحَـياةَ قَليلا


نَـفَـضَـت بِـأَصـهَـبَ لِلمِـراحِ شَـليلَها

نَـفـضَ النَـعـامَـةِ زِفَّهـا المَبلولا


أَبـلِغ أَمـيـرَ المُـؤمِـنـيـنَ رِسـالَةً

شَــكــوى إِلَيــكَ مُــطِــلَّةً وَعَــويــلا


مِــن نــازِحٍ كَــثُـرَت إِلَيـكَ هُـمـومُهُ

لَو يَـسـتَـطـيعُ إِلى اللِقاءِ سَبيلا


طــالَ التَــقَــلُّبُ وَالزَمــانُ وَرابَهُ

كَــسَــلٌ وَيَـكـرَهُ أَن يَـكـونَ كَـسـولا


وَعَـلا المَـشـيـبُ لِداتِهِ وَمَـضَـت لَهُ

حِــقَـبٌ نَـقَـضـنَ مَـريـرَهُ المَـجـدولا


فَــكَــأَنَّ أَعــظُــمَهُ مَـحـاجِـنُ نَـبـعَـةٍ

عــوجٌ قَــدُمــنَ فَـقَـد أَرَدنَ نُـحـولا


كَــبَــقِـيَّةـِ الهِـنـدِيِّ أَمـسـى جَـفـنُهُ

خَـلَقـاً وَلَم يَكُ في العِظامِ نَكولا


تُــغــلى حَــديــدَتُهُ وَتُــنـكِـرُ لَونَهُ

عَـيـنٌ رَأَتـهُ فـي الشَـبـابِ صَـقـيلا


أَلِفَ الهُــمــومُ وَســادَهُ وَتَــجَـنَّبـَت

رَيّـانَ يُـصـبِـحُ فـي المَـنامِ ثَقيلا


وَطَـوى الفُـؤادَ عَـلى قَـضاءِ صَريمَةٍ

حَــذّاءَ وَاتَّخــَذَ الزَمــاعَ خَــليــلا


أَوَلِيَّ أَمــرِ اللَهِ إِنَّ عَــشــيــرَتــي

أَمــســى سَــوامُهُــمُ عِــزيـنَ فُـلولا


قَـطَـعـوا اليَـمامَةَ يَطرُدونَ كَأَنَّهُم

قَــومٌ أَصـابـوا ظـالِمـيـنَ قَـتـيـلا


يَــحـدونَ حُـدبـاً مـائِلاً أَشـرافُهـا

فــي كُــلِّ مَــنــزِلَةٍ يَـدَعـنَ رَعـيـلا


شَهــرَي رَبـيـعٍ مـا تَـذوقُ لَبـونُهُـم

إِلّا حُـــمـــوضــاً وَخــمَــةً وَدَويــلا


حَــتّـى إِذا جُـمِـعَـت تُـخَـيِّرَ طِـرقُهـا

وَثَـنـى الرِعاءُ شَكيرَها المَنخولا


وَأَتَـوا نِـسـائَهُـمُ بِـنـيـبٍ لَم يَـدَع

سـوءُ المَـحـابِـسِ تَـحـتَهُـنَّ فَـصـيـلا


أَوَلِيَّ أَمـــرِ اللَهِ إِنّـــا مَــعــشَــرٌ

حُــنُــفـاءُ نَـسـجُـدُ بُـكـرَةً وَأَصـيـلا


عَـــرَبٌ نَـــرى لِلَّهِ فــي أَمــوالِنــا

حَــقَّ الزَكــاةِ مُــنَــزَّلاً تَــنـزيـلا


قَـومٌ عَـلى الإِسـلامِ لَمّـا يَمنَعوا

مـاعـونَهُـم وَيُـضَـيِّعـوا التَهـليـلا


فَـاِدفَـع مَـظـالِمَ عَـيَّلـَت أَبـنـاءَنا

عَـنّـا وَأَنـقِـذ شِـلوَنـا المَـأكـولا


فَــنَــرى عَـطِـيَّةـَ ذاكَ إِن أَعـطَـيـتَهُ

مِــن رَبِّنــا فَـضـلاً وَمِـنـكَ جَـزيـلا


أَنــتَ الخَــليــفَـةُ حِـلمُهُ وَفَـعـالُهُ

وَإِذا أَرَدتَ لِظـــالِمٍ تَـــنــكــيــلا


وَأَبــوكَ ضـارَبَ بِـالمَـديـنَـةِ وَحـدَهُ

قَـومـاً هُـمُ جَـعَلوا الجَميعَ شُكولا


قَتَلوا اِبنَ عَفّانَ الخَليفَةَ مُحرِماً

وَدَعــا فَــلَم أَرَ مِــثــلَهُ مَـخـذولا


فَـتَـصَـدَّعَـت مِـن بَـعـدِ ذاكَ عَـصـاهُـمُ

شِـقَـقـاً وَأَصـبَـحَ سَـيـفُهُـم مَـسـلولا


حَـتّـى إِذا اِسـتَـعَـرَت عَـجاجَةُ فِتنَةٍ

عَـمـيـاءَ كـانَ كِـتـابُهـا مَـفـعـولا


وَزَنَــت أُمَــيَّةــُ أَمـرَهـا فَـدَعَـت لَهُ

مَـن لَم يَـكُـن غُـمـراً وَلا مَـجهولا


مَــروانُ أَحــزَمُهــا إِذا نَــزَلَت بِهِ

حُــدبُ الأُمـورِ وَخَـيـرُهـا مَـسـؤولا


أَزمــانَ رَفَّعــَ بِــالمَـديـنَـةِ ذَيـلَهُ

وَلَقَــد رَأى زَرعــاً بِهـا وَنَـخـيـلا


وَدِيــارَ مُــلكٍ خَــرَّبَــتــهـا فِـتـنَـةٌ

وَمُــشَــيَّداً فـيـهِ الحَـمـامُ ظَـليـلا


إِنّــي حَــلَفــتُ عَــلى يَــمــيـنٍ بَـرَّةٍ

لا أَكـذِبُ اليَـومَ الخَـليـفَةَ قيلا


مــا زُرتُ آلَ أَبــي خُـبَـيـبٍ وافِـداً

يَـومـاً أُريـدُ لِبَـيـعَـتـي تَـبـديـلا


وَلا أَتَـيـتُ نُـجَـيـدَةَ اِبـنَ عُـوَيـمِرٍ

أَبـغـي الهُـدى فَـيَـزيـدَني تَضليلا


مِـن نِـعـمَـةِ الرَحمَنِ لا مِن حيلَتي

إِنّــــي أَعُـــدُّ لَهُ عَـــلَيَّ فُـــضـــولا


أَزمـانَ قَـومـي وَالجَـمـاعَـةَ كَالَّذي

لَزِمَ الرِحـالَةَ أَن تَـمـيـلَ مَـمـيلا


وَتَــرَكــتُ كُــلَّ مُــنــافِــقٍ مُــتَـقَـلِّبٍ

وَجَــدَ التَــلاتِــلَ ديــنَهُ مَـدخـولا


ذَخِـرَ الحَـقـيـبَـةِ مـا تَزالُ قُلوصُهُ

بَـــيـــنَ الخَــوارِجِ هِــزَّةً وَذَويــلا


مِــن كُــلِّهِــم أَمـسـى أَلَمَّ بِـبَـيـعَـةٍ

مَـسـحَ الأَكُـفِّ تَـعـاوَرُ المَـنـديـلا


وَإِذا قُــرَيــشٌ أَوقَــدَت نــيـرانَهـا

وَثَــنَــت ضَـغـائِنَ بَـيـنَهـا وَذُحـولا


فَــأَبــوكَ سَـيِّدُهـا وَأَنـتَ أَمـيـرُهـا

وَأَشَــدُّهــا عِــنــدَ العَـزائِمِ جـولا


إِنَّ السُـعـاةَ عَـصَـوكَ حـيـنَ بَعَثتَهُم

وَأَتَــوا دَواعِـيَ لَو عَـلِمـتَ وَغـولا


إِنَّ الَّذيــنَ أَمَـرتَهُـم أَن يَـعـدِلوا

لَم يَـفـعَـلوا مِـمّـا أَمَـرتَ فَـتـيلا


أَخَـذوا العَـريـفَ فَـقَطَّعوا حَيزومَهُ

بِــالأَصــبَــحِـيَّةـِ قـائِمَـن مَـغـلولا


حَــتّـى إِذا لَم يَـتـرُكـوا لِعِـظـامِهِ

لَحــمــاً وَلا لِفُــؤادِهِ مَــعــقــولا


نَـسِـيَ الأَمـانَـةَ مِـن مَـخـافَـةِ لُقَّحٍ

شُــمُــسٍ تَــرَكــنَ بِــضَـبـعِهِ مَـجـزولا


كَـتَـبَ الدُهَـيـمُ وَمـا تَـجَمَّعَ حَولَها

ظُــلمـاً فَـجـاءَ بِـعَـدلِهـا مَـعـدولا


وَغَــدَوا بِــصَــكِّهــِمُ وَأَحـدَبَ أَسـأَرَت

مِــنـهُ السِـيـاطَ يَـراعَـةً إِجـفـيـلا


مِــن عــامِــلٍ مِــنــهُ إِذا غَــيَّبــتَهُ

غــالى يُــريــدُ خِــيــانَـةً وَغُـلولا


خَـرِبَ الأَمـانَـةِ لَو أَحَـطـتَ بِـفِعلِهِ

لَتَــرَكــتَ مِـنـهُ طـابِـقـاً مَـفـصـولا


كُــتُــبــاً تَـرَكـنَ غَـنِـيَّنـا ذا خَـلَّةٍ

بَـعـدَ الغِـنـى وَفَـقـيـرَنـا مَهزولا


أَخَـذوا حُـمـولَتَهُ فَـأَصـبَـحَ قـاعِـداً

لا يَـسـتَـطـيـعُ عَـنِ الدِيارِ حَويلا


يَـدعـو أَمـيـرَ المُـؤمِـنـيـنَ وَدونَهُ

خَــرقٌ تَــجُــرُّ بِهِ الرِيــاحُ ذُيــولا


كَهُــداهِــدٍ كَــسَـرَ الرُمـاةُ جَـنـاحَهُ

يَـدعـو بِـقـارِعَـةِ الطَـريـقِ هَـديلا


وَقَـعَ الرَبـيـعُ وَقَـد تَـقـارَبَ خَطوُهُ

وَرَأى بِـــعَـــقـــوَتِهِ أَزَلَّ نَـــســولا


مُــتَــوَضِّحــَ الأَقــرابِ فـيـهِ شُهـبَـةٌ

نَهِــشَ اليَــدَيـنِ تَـخـالُهُ مَـشـكـولا


كَــدُخــانِ مُــرتَـجِـلٍ بِـأَعـلى تَـلعَـةٍ

غَــرثــانَ ضَــرَّمَ عَــرفَـجـاً مَـبـلولا


وَلَئِن سَــلِمــتُ لَأَدعُــوَنَّ بِــطَــعـنَـةٍ

تَـدَعُ الفَـرائِضَ بِـالشُـرَيـفِ قَـليلا


وَأَرى الَّذي يَـدَعُ المَـطامِعَ لِلتُقى

مِــنّـا أَتـى خُـلُقـاً بِـذاكَ جَـمـيـلا


بُــنِــيَــت مَــرافِــقُهُــنَّ فَـوقَ مَـزَلَّةٍ

لا يَـسـتَـطـيعُ بِها القُرادُ مَقيلا


وَأَتــاهُــمُ يَــحــيـا فَـشَـدَّ عَـلَيـهِـمُ

عَـقـداً يَـراهُ المُـسـلِمـونَ ثَـقـيلا


وَتَـرَكـتُ قَـومـي يَـقـسِـمـونَ أُمورَهُم

أَإِلَيــكَ أَم يَــتَــلَبَّثــونَ قَــليــلا


أَخَـذوا المَـخاضَ مِنَ الفَصيلِ غُلُبَّةً

ظُــلمـاً وَيُـكـتَـبُ لِلأَمـيـرِ أَفـيـلا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد