Blog Image

قصيدة ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ للشاعر المُتَنَبّي


مـا الشَـوقُ مُـقـتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ

حَــتّــى أَكــونَ بِــلا قَــلبٍ وَلا كَــبِــدِ


وَلا الدِيـارُ الَّتـي كانَ الحَبيبُ بِها

تَــشــكــو إِلَيَّ وَلا أَشــكــو إِلى أَحَــدِ


مــازالَ كُــلُّ هَـزيـمِ الوَدقِ يُـنـحِـلُهـا

وَالسُـقـمُ يُـنـحِـلُنـي حَـتّـى حَـكَـت جَسَدي


وَكُــلَّمــا فـاضَ دَمـعـي غـاضَ مُـصـطَـبَـري

كَــأَنَّ مـا سـالَ مِـن جَـفـنَـيَّ مِـن جَـلَدي


فَــأَيــنَ مِــن زَفَــراتـي مَـن كَـلِفـتُ بِهِ

وَأَيـنَ مِـنـكَ اِبـنَ يَـحـيى صَولَةُ الأَسَدِ


لَمّـا وَزَنـتُ بِـكَ الدُنـيـا فَـمِـلتَ بِهـا

وَبِــالوَرى قَــلَّ عِــنـدي كَـثـرَةُ العَـدَدِ


مــا دارَ فــي خَــلَدِ الأَيّـامِ لي فَـرَحٌ

أَبــا عُــبــادَةَ حَــتّــى دُرتَ فـي خَـلَدي


مَــلكٌ إِذا اِمــتَــلَأَت مــالاً خَــزائِنُهُ

أَذاقَهـــا طَـــعــمَ ثُــكــلِ الأُمِّ لِلوَلَدِ


مـاضـي الجَـنـانِ يُريهِ الحَزمُ قَبلَ غَدٍ

بِــقَــلبِهِ مـا تَـرى عَـيـنـاهُ بَـعـدَ غَـدِ


ماذا البَهاءُ وَلا ذا النورُ مِن بَشَرٍ

وَلا السَــمـاحُ الَّذي فـيـهِ سَـمـاحُ يَـدِ


أَيُّ الأَكُـفِّ تُـبـاري الغَـيثَ ما اِتَّفَقا

حَـتّـى إِذا اِفـتَـرَقـا عـادَت وَلَم يَـعُـدِ


قَـد كُـنـتُ أَحـسَـبُ أَنَّ المَـجـدَ مِـن مُضَرٍ

حَــتّـى تَـبَـحـتَـرَ فَهـوَ اليَـومَ مِـن أَدَدِ


قَــومٌ إِذا أَمــطَــرَت مَــوتـاً سُـيـوفُهُـمُ

حَــسِــبــتَهــا سُـحُـبـاً جـادَت عَـلى بَـلَدِ


لَم أُجـرِ غـايَـةَ فِـكـري مِـنـكَ فـي صِفَةٍ

إِلّا وَجَــدتُ مَــداهــا غــايَــةَ الأَبَــدِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد