قصيدة مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ للشاعر المُتَنَبّي
مــالَنــا كُــلُّنــا جَــوٍ يــا رَســولُ
أَنــا أَهــوى وَقَــلبُــكَ المَــتـبـولُ
كُــلَّمــا عــادَ مَـن بَـعَـثـتُ إِلَيـهـا
غــارَ مِــنّــي وَخـانَ فـيـمـا يَـقـولُ
أَفـسَـدَت بَـيـنَـنـا الأَماناتِ عَينا
هــا وَخــانَــت قُــلوبَهُــنَّ العُـقـولُ
تَـشـتَكي ما اِشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو
قِ إِلَيـهـا وَالشَـوقُ حَـيـثُ النُـحولُ
وَإِذا خـــامَـــرَ الهَــوى قَــلبَ صَــبٍّ
فَـــعَـــلَيـــهِ لِكُـــلِّ عَـــيـــنٍ دَليــلُ
زَوِّديـنـا مِـن حُـسـنِ وَجـهَـكِ مـا دا
مَ فَــحُــســنُ الوُجــوهِ حــالٌ تَـحـولُ
وَصِــليــنــا نَـصِـلكِ فـي هَـذِهِ الدُن
يــا فَـإِنَّ المُـقـامَ فـيـهـا قَـليـلُ
مَـن رَآهـا بِـعَـيـنِهـا شـاقَهُ القُـط
طـانُ فـيـهـا كَـمـا تَـشـوقُ الحُمولُ
إِن تَــريــنــي أَدِمــتُ بَـعـدَ بَـيـاضٍ
فَــحَــمــيــدٌ مِـنَ القَـنـاةِ الذُبـولُ
صَــحِــبَــتـنـي عَـلى الفَـلاةِ فَـتـاةٌ
عــادَةُ اللَونِ عِـنـدَهـا التَـبـديـلُ
سَــتَــرَتــكِ الحِـجـالُ عَـنـهـا وَلَكِـن
بِــكِ مِــنـهـا مِـنَ اللَمـى تَـقـبـيـلُ
مِــثــلُهــا أَنـتِ لَوَّحَـتـنـي وَأَسـقَـم
تِ وَزادَت أَبــهــاكُــمـا العُـطـبـولُ
نَــحــنُ أَدرى وَقَـد سَـأَلنـا بِـنَـجـدٍ
أَقَــصــيــرٌ طَــريــقُــنــا أَم يَـطـولُ
وَكَــثــيــرٌ مِــنَ السُـؤالِ اِشـتِـيـاقٌ
وَكَـــثـــيـــرٌ مِـــن رَدِّهِ تَـــعـــليــلُ
لا أَقَــمـنـا عَـلى مَـكـانٍ وَإِن طـا
بَ وَلا يُــمـكِـنُ المَـكـانَ الرَحـيـلُ
كُــلَّمـا رَحَّبـَت بِـنـا الرَوضُ قُـلنـا
حَــلَبٌ قَــصــدُنــا وَأَنــتِ السَــبـيـلُ
فـيـكِ مَـرعـى جِـيـادِنـا وَالمَـطايا
وَإِلَيــهــا وَجــيــفُــنــا وَالذَمـيـلُ
وَالمُــسَــمَّونَ بِــالأَمــيــرِ كَــثـيـرٌ
وَالأَمــيــرُ الَّذي بِهــا المَـأمـولُ
الَّذي زُلتَ عَــنــهُ شَــرقــاً وَغَـربـاً
وَنَـــداهُ مُـــقـــابِـــلي مــا يَــزولُ
وَمَــعــي أَيــنَــمــا سَــلَكــتُ كَـأَنّـي
كُــلُّ وَجــهٍ لَهُ بِــوَجــهــي كَــفــيــلُ
وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعاً
فَـــفِـــداهُ العَـــذولُ وَالمَـــعــذولُ
وَمَــوالٍ تُــحــيِــيــهِــمِ مِــن يَـدَيـهِ
نِــعَــمٌ غَــيــرُهُــم بِهــا مَــقــتــولُ
فَــــرَسٌ ســــابِـــقٌ وَرُمـــحٌ طَـــويـــلٌ
وَدِلاصٌ زُغـــفٌ وَسَـــيـــفٌ صَـــقـــيـــلُ
كُــــلَّمــــا صَـــبَّحـــَت دِيـــارَ عَـــدُوٍّ
قـالَ تِـلكَ الغُـيـوثُ هَـذي السُـيولُ
دَهِــمَــتــهُ تَــطــايِـرُ الزَرَدَ المُـح
كَــمَ عَـنـهُ كَـمـا يَـطـيـرُ النَـسـيـلُ
تَـقـنِـصُ الخَـيـلَ خَـيـلَهُ قَـنَصَ الوَح
شِ وَيَــسـتَـأسِـرُ الخَـمـيـسَ الرَعـيـلُ
وَإِذا الحَــربُ أَعـرَضَـت زَعَـمَ الهَـو
لُ لِعَـــيـــنَـــيـــهِ أَنَّهـــُ تَهـــويــلُ
وَإِذا صَـــحَّ فَـــالزَمـــانُ صَـــحــيــحٌ
وَإِذا اِعــتَــلَّ فَــالزَمــانُ عَــليــلُ
وَإِذا غـــابَ وَجـــهُهُ عَـــن مَـــكــانٍ
فَــبِهِ مِــن ثَــنــاهُ وَجــهٌ جَــمــيــلُ
لَيــــسَ إِلّاكَ يـــا عَـــلِيُّ هُـــمـــامٌ
سَــــيــــفُهُ دونَ عِــــرضِهِ مَـــســـلولُ
كَــيــفَ لا يَــأمَـنُ العِـراقُ وَمِـصـرٌ
وَسَـــرايـــاكَ دونَهـــا وَالخُـــيــولُ
لَو تَــحَـرَّفـتَ عَـن طَـريـقِ الأَعـادي
رَبَــطَ السِــدرُ خَـيـلَهُـم وَالنَـخـيـلُ
وَدَرى مَـــن أَعَـــزَّهُ الدَفــعُ عَــنــهُ
فــيـهِـمـا أَنَّهـُ الحَـقـيـرُ الذَليـلُ
أَنــتَ طــولَ الحَــيـاةِ لِلرومِ غـازٍ
فَـمَـتـى الوَعـدُ أَن يَـكـونَ القُفولُ
وَسِــــوى الرومِ خَـــلفَ ظَهـــرِكَ رومٌ
فَــعَــلى أَيِّ جــانِــبَــيــكَ تَــمــيــلُ
قَــعَـدَ النـاسُ كُـلُّهُـم عَـن مَـسـاعـي
كَ وَقـامَـت بِهـا القَـنـا وَالنُـصولُ
مـا الَّذي عِـنـدَهُ تُـدارُ المَـنـايا
كَــالَّذي عِــنــدَهُ تُــدارُ الشَــمــولُ
لَســتُ أَرضــى بِــأَن تَــكـونَ جَـواداً
وَزَمـــانـــي بِـــأَن أَراكَ بَـــخــيــلُ
نَـغَّصـَ البُـعـدُ عَـنـكَ قُربَ العَطايا
مَــرتَــعــي مُـخـصِـبٌ وَجِـسـمـي هَـزيـلُ
إِن تَــبَــوَّأتُ غَــيــرَ دُنـيـايَ داراً
وَأَتــانــي نَــيـلٌ فَـأَنـتَ المُـنـيـلُ
مِـن عَـبيدي إِن عِشتَ لي أَلفُ كافو
رٍ وَلي مِـــن نَـــداكَ ريــفٌ وَنــيــلُ
مـا أُبـالي إِذا اِتَّقـَتـكَ الرَزايا
مَــن دَهَــتــهُ حُــبـولُهـا وَالخُـبـولُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد