Blog Image

قصيدة لَو أَنَّ دَهراً رَدَّ رَجعَ جَوابِ للشاعر أَبو تَمّام


لَو أَنَّ دَهــــــراً رَدَّ رَجــــــعَ جَــــــوابِ

أَو كَـــفَّ مِـــن شَــأوَيــهِ طــولُ عِــتــابِ


لَعَـــذَلتُهُ فـــي دِمــنَــتَــيــنِ بِــرامَــةٍ

مَـــمـــحُـــوَّتَـــيـــنِ لِزَيـــنَـــبٍ وَرَبـــابِ


ثِــنــتـانِ كَـالقَـمَـرَيـنِ حُـفَّ سَـنـاهُـمـا

بِـــكَـــواعِـــبٍ مِـــثــلِ الدُمــى أَتــرابِ


مِـــن كُـــلِّ ريــمٍ لَم تَــرُم ســوءاً وَلَم

تَــخــلِط صِــبــى أَيّــامِهــا بِــتَــصـابـي


أَذكَـت عَـلَيـهِ شِهـابَ نـارٍ فـي الحَـشـا

بِـــالعَـــذلِ وَهـــنـــاً أُخــتُ آلِ شِهــابِ


عَــذلاً شَــبــيــهـاً بِـالجُـنـونِ كَـأَنَّمـا

قَـــرَأَت بِهِ الوَرهـــاءُ شَــطــرَ كِــتــابِ


أَوَمــا رَأَت بُــردَيَّ مِــن نَـسـجِ الصِـبـى

وَرَأَت خِـــضـــابَ اللَهِ وَهــوَ خِــضــابــي


لا جـودَ فـي الأَقـوامِ يُـعلَمُ ما خَلا

جــوداً حَــليــفــاً فــي بَــنــي عَــتّــابِ


مُــتَــدَفِّقــاً صَــقَــلوا بِهِ أَحــســابَهُــم

إِنَّ السَــمــاحَــةَ صَــيــقَــلُ الأَحــســابِ


قَـومٌ إِذا جَـلَبوا الجِيادَ إِلى الوَغى

أَيـــقَـــنـــتَ أَنَّ الســـوقَ ســوقُ ضِــرابِ


يـا مـالِكَ اِبـنَ المـالِكـيـنَ وَلَم تَزَل

تُـــدعـــى لِيَـــومَـــي نـــائِلٍ وَعِـــقــابِ


لَم تَـــرمِ ذا رَحِـــمٍ بِـــبـــائِقَــةٍ وَلا

كَـــلَّمـــتَ قَـــومَـــكَ مِــن وَراءِ حِــجــابِ


لِلجــودِ بــابٌ فــي الأَنـامِ وَلَم تَـزَل

يُــمــنــاكَ مِــفــتــاحــاً لِذاكَ البــابِ


وَرَأَيــتَ قَــومَــكَ وَالإِســاءَةُ مِــنــهُــمُ

جَـــرحـــى بِـــظُـــفـــرٍ لِلزَمـــانِ وَنــابِ


هُــم صَــيَّروا تِــلكَ البُـروقَ صَـواعِـقـاً

فــيــهِــم وَذاكَ العَــفــوَ سَــوطَ عَــذابِ


فَــأَقِـل أُسـامَـةُ جُـرمَهـا وَاِصـفَـح لَهـا

عَــــنــــهُ وَهَـــب مـــا كـــانَ لِلوَهّـــابِ


رَفَــدوكَ فــي يَــومِ الكُــلابِ وَشَـقَّقـوا

فـــيـــهِ المَـــزادَ بِـــجَــحــفَــلٍ غَــلّابِ


وَهُــمُ بِــعَــيــنِ أُبــاغَ راشـوا لِلوَغـى

سَهـــمَـــيــكَ عِــنــدَ الحــارِثِ الحَــرّابِ


وَلَيــالِيَ الحَــشّــاكِ وَالثَــرثــارِ قَــد

جَــلَبــوا الجِــيــادَ لَواحِـقَ الأَقـرابِ


فَـــمَـــضَـــت كُهـــولُهُــمُ وَدَبَّرَ أَمــرَهُــم

أَحـــداثُهُـــم تَــدبــيــرَ غَــيــرِ صَــوابِ


لا رِقَّةــُ الحَــضَــرِ اللَطــيـفِ غَـذَتـهُـمُ

وَتَــبــاعَــدوا عَــن فِــطــنَـةِ الأَعـرابِ


فَـــإِذا كَـــشَــفــتَهُــمُ وَجَــدتَ لَدَيــهِــمُ

كَـــــرَمَ النُـــــفــــوسِ وَقِــــلَّةَ الآدابِ


أَسـبِـل عَـلَيـهِـم سِـتـرَ عَـفـوِكَ مُـفـضِـلاً

وَاِنـــفَـــح لَهُــم مِــن نــائِلٍ بِــذِنــابِ


لَكَ فـــي رَســـولِ اللَهِ أَعــظَــمُ أُســوَةٍ

وَأَجَــــلُّهــــا فــــي سُـــنَّةـــٍ وَكِـــتـــابِ


أَعــطــى المُــؤَلَّفَــةَ القُــلوبِ رِضـاهُـمُ

كَــــرَمــــاً وَرَدَّ أَخــــايِـــذَ الأَحـــزابِ


وَالجَــعــفَــرِيّــونَ اِســتَــقَـلَّت ظُـعـنُهُـم

عَـــن قَـــومِهِـــم وَهُـــمُ نُــجــومُ كِــلابِ


حَــتّــى إِذا أَخَــذَ الفِــراقُ بِــقِــســطِهِ

مِــنــهُــم وَشَــطَّ بِهِــم عَــنِ الأَحــبــابِ


وَرَأَوا بِــلادَ اللَهِ قَــد لَفَــظَــتــهُــمُ

أَكـــنـــافُهـــا رَجَـــعـــوا إِلى جَـــوّابِ


فَـأَتَـوا كَـريـمَ الخـيـمِ مِـثـلَكَ صافِحاً

عَـــن ذِكـــرِ أَحــقــادٍ مَــضَــت وَضِــبــابِ


لَيـــسَ الغَـــبِـــيُّ بِـــسَــيِّدٍ فــي قَــومِهِ

لَكِـــنَّ سَـــيِّدَ قَـــومِهِ المُـــتَـــغـــابــي


قَــد ذَلَّ شَــيــطـانُ النِـفـاقِ وَأَخـفَـتَـت

بــيــضُ السُــيــوفِ زَئيــرَ أُسـدِ الغـابِ


فَــاِضــمُــم أَقــاصِــيَهُــم إِلَيــكَ فَــإِنَّهُ

لا يَــزخَــرُ الوادي بِــغَــيــرِ شِــعــابِ


وَالسَهــمُ بِــالريـشِ اللَؤومِ وَلَن تَـرى

بَـــيـــتــاً بِــلا عَــمَــدٍ وَلا أَطــنــابِ


مَهــلاً بَــنــي غُـنـمِ بـنِ تَـغـلِبَ إِنَّكـُم

لِلصـــيـــدِ مِـــن عَـــدنــانَ وَالصِــيّــابِ


لَولا بَــنــو جُــشَــمِ بـنِ بَـكـرٍ فـيـكُـمُ

رُفِــعَــت خِــيــامُــكُــمُ بِــغَــيــرِ قِـبـابِ


يــا مــالِكَ اِســتَــودَعــتَــنـي لَكَ مِـنَّةً

تَــبــقــى ذَخــائِرُهــا عَــلى الأَحـقـابِ


يــا خــاطِــبــاً مَــدحـي إِلَيـهِ بِـجـودِهِ

وَلَقَـــد خَـــطَــبــتَ قَــليــلَةَ الخُــطّــابِ


خُذها اِبنَةَ الفِكرِ المُهَذَّبِ في الدُجى

وَاللَيـــلُ أَســـوَدُ رُقــعَــةِ الجِــلبــابِ


بِـكـراً تُـوَرِّثُ فـي الحَـيـاةِ وَتَـنـثَـنـي

فــي السِــلمِ وَهــيَ كَـثـيـرَةُ الأَسـلابِ


وَيَـــزيـــدُهـــا مَـــرُّ اللَيـــالي جِـــدَّةً

وَتَـــقـــادُمُ الأَيّـــامِ حُـــســنَ شَــبــابِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد