قصيدة لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ للشاعر المُتَنَبّي
لِهَــوى النُـفـوسِ سَـريـرَةٌ لا تُـعـلَمُ
عَــرَضــاً نَــظَــرتُ وَخِــلتُ أَنّـي أَسـلَمُ
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخـــوكِ ثَـــمَّ أَرَقُّ مِـــنـــكِ وَأَرحَــمُ
يَـرنـو إِلَيـكِ مَـعَ العَـفـافِ وَعِـنـدَهُ
أَنَّ المَـجـوسَ تُـصـيـبُ فـيـمـا تَـحـكُمُ
راعَـتـكِ رائِعَـةُ البَـيـاضِ بِـعـارِضـي
وَلَوَ أَنَّهــا الأولى لَراعَ الأَسـحَـمُ
لَو كـانَ يُـمـكِـنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَــالشَـيـبُ مِـن قَـبـلِ الأَوانِ تَـلَثُّمُ
وَلَقَــد رَأَيـتُ الحـادِثـاتِ فَـلا أَرى
يَـقَـقـاً يُـمـيـتُ وَلا سَـواداً يَـعـصِـمُ
وَالهَـمُّ يَـخـتَـرِمُ الجَـسـيـمَ نَـحـافَـةً
وَيُــشــيــبُ نـاصِـيَـةَ الصَـبِـيِّ وَيُهـرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخـو الجَهـالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالنـاسُ قَـد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَــنــســى الَّذي يـولى وَعـافٍ يَـنـدَمُ
لا يَـــخـــدَعَــنَّكــَ مِــن عَــدُوٍّ دَمــعُهُ
وَاِرحَــم شَــبــابَــكَ مِـن عَـدُوٍّ تَـرحَـمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَــتّــى يُــراقَ عَــلى جَـوانِـبِهِ الدَمُ
يُـؤذي القَـليـلُ مِـنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ
مَــن لا يَــقِــلُّ كَــمـا يَـقِـلُّ وَيَـلؤُمُ
الظُـلمُ مِـن شِـيَـمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد
ذا عِـــفَّةـــٍ فَـــلِعِـــلَّةٍ لا يَـــظـــلِمُ
يَـحـمـي اِبـنَ كَيغَلَغَ الطَريقَ وَعِرسُهُ
مـا بَـيـنَ رِجـلَيها الطَريقُ الأَعظَمُ
أَقِـمِ المَـسـالِحَ فَـوقَ شُـفـرِ سُـكَـينَةٍ
إِنَّ المَــنِــيَّ بِــحَــلقَـتَـيـهـا خِـضـرِمُ
وَاِرفُــق بِـنَـفـسِـكَ إِنَّ خَـلقَـكَ نـاقِـصٌ
وَاِســتُــر أَبــاكَ فَـإِنَّ أَصـلَكَ مُـظـلِمُ
وَغِــنــاكَ مَــســأَلَةٌ وَطَـيـشُـكَ نَـفـخَـةٌ
وَرِضـــاكَ فَـــيـــشَـــلَةٌ وَرَبُّكــَ دِرهَــمُ
وَاِحــذَر مُــنـاواةَ الرِجـالِ فَـإِنَّمـا
تَـقـوى عَـلى كَـمَـرِ العَـبـيـدِ وَتُقدِمُ
وَمِـنَ البَـليَّةـِ عَـذلُ مَـن لا يَـرعَوي
عَــن غَــيِّهــِ وَخِـطـابُ مَـن لا يَـفـهَـمُ
يَــمــشــي بِــأَربَــعَـةٍ عَـلى أَعـقـابِهِ
تَــحــتَ العُــلوجِ وَمِــن وَراءٍ يُـلجَـمُ
وَجُــفــونُهُ مــا تَــســتَــقِــرُّ كَـأَنَّهـا
مَــطــروفَــةٌ أَو فُــتَّ فــيـهـا حِـصـرِمُ
وَإِذا أَشـــارَ مُـــحَـــدِّثـــاً فَــكَــأَنَّهُ
قِــردٌ يُــقَهــقِهُ أَو عَــجــوزٌ تَــلطِــمُ
يَــقــلي مُــفــارَقَــةَ الأَكُـفِّ قَـذالُهُ
حَــتّــى يَــكــادَ عَــلى يَــدٍ يَــتَـعَـمَّمُ
وَتَــراهُ أَصــغَـرَ مـا تَـراهُ نـاطِـقـاً
وَيَــكـونُ أَكـذَبَ مـا يَـكـونُ وَيُـقـسِـمُ
وَالذُلُّ يُــظــهِـرُ فـي الذَليـلِ مَـوَدَّةً
وَأَوَدُّ مِـــنـــهُ لِمَــن يَــوَدُّ الأَرقَــمُ
وَمِــنَ العَـداوَةِ مـا يَـنـالُكَ نَـفـعُهُ
وَمِــنَ الصَــداقَــةِ مـا يَـضُـرُّ وَيُـؤلِمُ
أَرسَـلتَ تَـسـأَلُنـي المَـديـحَ سَـفـاهَةً
صَــفــراءُ أَضـيَـقُ مِـنـكَ مـاذا أَزعُـمُ
أَتُـرى القِـيـادَةَ فـي سِـواكَ تَـكَسُّباً
يـا اِبـنَ الأُعَـيِّرِ وَهـيَ فـيـكَ تَكَرُّمُ
فَــلَشَــدَّ مــا جـاوَزتَ قَـدرَكَ صـاعِـداً
وَلَشَــدَّ مــا قَـرُبَـت عَـلَيـكَ الأَنـجُـمُ
وَأَرَغـتَ مـا لِأَبـي العَـشائِرِ خالِصاً
إِنَّ الثَــنــاءَ لِمَـن يُـزارَ فَـيُـنـعِـمُ
وَلِمَـن أَقَـمـتَ عَـلى الهَـوانِ بِـبابِهِ
تَــدنــو فَـيُـوجـأُ أَخـدَعـاكَ وَتُـنـهَـمُ
وَلِمَــن يُهــيــنُ المـالَ وَهـوَ مُـكَـرَّمٌ
وَلِمَــن يَــجُـرُّ الجَـيـشَ وَهـوَ عَـرَمـرَمُ
وَلِمَـن إِذا اِلتَـقَـتِ الكُـماةُ بِمازِقٍ
فَـنَـصـيـبُهُ مِـنـهـا الكَـمِـيُّ المُـعلَمُ
وَلَرُبَّمــا أَطَــرَ القَــنــاةَ بِــفــارِسٍ
وَثَــنــى فَــقَــوَّمَهــا بِــآخَـرَ مِـنـهُـمُ
وَالوَجــهُ أَزهَــرُ وَالفُــؤادُ مُــشَــيَّعٌ
وَالرُمــحُ أَســمَــرُ وَالحُـسـامُ مَـصَـمِّمُ
أَفـعـالُ مَـن تَـلِدُ الكِـرامُ كَـريـمَـةٌ
وَفَـعـالُ مَـن تَـلِدُ الأَعـاجِـمُ أَعـجَـمُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد