Blog Image

قصيدة لِجِنِّيَّةٍ أَم غادَةٍ رُفِعَ السَجفُ للشاعر المُتَنَبّي


لِجِــــنِّيــــَّةٍ أَم غـــادَةٍ رُفِـــعَ السَـــجـــفُ

لِوَحـــشِـــيَّةــٍ لا مــا لِوَحــشِــيَّةــٍ شَــنــفُ


نَــفــورٌ عَــرَتــهــا نَــفــرَةٌ فَــتَــجـاذَبَـت

سَــوالِفُهــا وَالحَــليُ وَالخَــصــرُ وَالرِدفُ


وَخُـــيِّلـــَ مِــنــهــا مِــرطُهــا فَــكَــأَنَّمــا

تَــثَــنّــى لَنــا خــوطٌ وَلا حَــظَـنـا خِـشـفُ


زِيـــادَةُ شَـــيــبٍ وَهــيَ نَــقــصُ زِيــادَتــي

وَقُــوَّةُ عِــشــقٍ وَهــيَ مِــن قُــوَّتــي ضَــعــفُ


هَـراقَـت دَمـي مَـن بي مِنَ الوَجدِ ما بِها

مِـنَ الوَجـدِ بـي وَالشَـوقُ لي وَلَهـا حِـلفُ


وَمَــن كُــلَّمــا جَــرَّدتَهــا مِــن ثِــيـابِهـا

كَـسـاهـا ثِـيـابـاً غَـيـرَها الشَعَرُ الوَحفُ


وَقــابَــلَنــي رُمّــانَــتــا غُــصــنِ بــانَــةٍ

يَـــمـــيـــلُ بِهِ بَـــدرٌ وَيُــمــسِــكُهُ حِــقــفُ


أَكــيـداً لَنـا يـا بَـيـنُ واصَـلتَ وَصـلَنـا

فَـلا دارُنـا تَـدنـو وَلا عَـيـشُـنـا يَصفو


أُرَدِّدُ وَيــلي لَو قَــضــى الوَيــلُ حــاجَــةً

وَأُكــثِــرُ لَهــفــي لَو شَــفــى غُــلَّةً لَهــفُ


ضَنىً في الهَوى كَالسُمِّ في الشَهدِ كامِناً

لَذِذتُ بِهِ جَهـــلاً وَفـــي اللَذَّةِ الحَــتــفُ


فَــأَفــنـى وَمـا أَفـنَـتـهُ نَـفـسـي كَـأَنَّمـا

أَبــو الفَــرَجِ القـاضـي لَهُ دونَهـا كَهـفُ


قَـليـلُ الكَـرى لَو كـانَتِ البيضُ وَالقَنا

كَــآرائِهِ مــا أَغــنَــتِ البــيـضُ وَالزَعـفُ


يَــقــومُ مَــقـامَ الجَـيـشِ تَـقـطـيـبُ وَجـهِهِ

وَيَــســتَــغــرِقُ الأَلفـاظَ مِـن لَفـظِهِ حَـرفُ


وَإِن فَــقَــدَ الإِعــطــاءَ حَــنَّتــ يَــمـيـنُهُ

إِلَيـــهِ حَـــنــيــنَ الإِلفِ فــارَقَهُ الإِلفُ


أَديـــبٌ رَسَـــت لِلعِـــلمِ فـــي أَرضِ صَــدرِهِ

جِــبــالٌ جِــبـالُ الأَرضِ فـي جَـنـبِهـا قُـفُّ


جَــوادٌ سَــمَــت فــي الخَـيـرِ وَالشَـرِّ كَـفُّهُ

سُــــمُـــوّاً أَوَدَّ الدَهـــرَ أَنَّ اِســـمَهُ كَـــفُّ


وَأَضــحــى وَبَــيــنَ النــاسِ فــي كُـلِّ سَـيِّدٍ

مِـــنَ النـــاسِ إِلّا فــي سِــيــادَتِهِ خَــلفُ


يُــــفَــــدّونَهُ حَــــتّـــى كَـــأَنَّ دِمـــاءَهُـــم

لِجــاري هَــواهُ فــي عُــروقِهِــمِ تَــقــفــو


وُقــوفَــيــنَ فــي وَقــفَــيـنِ شُـكـرٍ وَنـائِلٍ

فَــــنــــائِلُهُ وَقــــفٌ وَشُـــكـــرُهُـــمُ وَقـــفُ


وَلَمّــا فَــقَــدنــا مِــثــلَهُ دامَ كَـشـفُـنـا

عَـلَيـهِ فَـدامَ الفَـقـدُ وَاِنـكَـشَـفَ الكَـشـفُ


وَمــا حــارَتِ الأَوهــامُ فـي عُـظـمِ شَـأنِهِ

بِــأَكــثَـرَ مِـمّـا حـارَ فـي حُـسـنِهِ الطَـرفُ


وَلا نــالَ مِــن حُـسّـادِهِ الغَـيـظُ وَالأَذى

بِــأَعــظَــمَ مِـمّـا نـالَ مِـن وَفـرِهِ العُـرفُ


تَــــفَــــكُّرُهُ عِـــلمٌ وَمَـــنـــطِـــقُهُ حُـــكـــمٌ

وَبــــاطِــــنُهُ ديــــنٌ وَظــــاهِــــرُهُ ظَــــرفُ


أَمــــاتَ رِيـــاحَ اللُؤمِ وَهـــيَ عَـــواصِـــفٌ

وَمَـغـنى العُلى يودي وَرَسمُ النَدى يَعفو


فَـلَم نَـرَ قَـبـلَ اِبـنِ الحُـسَـيـنِ أَصـابِـعاً

إِذا مـا هَـطَـلنَ اِسـتَـحـيَتِ الدِيَمُ الوُطفُ


وَلا ســاعِـيـاً فـي قُـلَّةِ المَـجـدِ مُـدرِكـاً

بِــأَفــعــالِهِ مــا لَيــسَ يُــدرِكُهُ الوَصــفُ


وَلَم نَــرَ شَــيـئاً يَـحـمِـلُ العِـبـءَ حَـمـلَهُ

وَيَــســتَــصــغِــرُ الدُنـيـا وَيَـحـمِـلُهُ طِـرفُ


وَلا جَــلَسَ البَــحــرُ المُــحــيــطُ لِقـاصِـدٍ

وَمِــن تَــحــتِهِ فَــرشٌ وَمِــن فَــوقِهِ سَــقــفُ


فَـــواعَـــجَـــبـــاً مِــنّــي أُحــاوِلُ نَــعــتَهُ

وَقَـد فَـنِـيَـت فـيـهِ القَـراطـيـسُ وَالصُـحفُ


وَمِــن كَــثــرَةِ الأَخـبـارِ عَـن مَـكـرُمـاتِهِ

يَـــمُـــرُّ لَهُ صِـــنـــفٌ وَيَــأتــي لَهُ صِــنــفُ


وَتَــفــتَــرُّ مِــنــهُ عَــن خِــصــالٍ كَــأَنَّهــا

ثَــنــايــا حَــبــيــبٍ لا يُـمَـلُّ لَهـا رَشـفُ


قَــصَــدتُــكَ وَالراجــونَ قَــصــدي إِلَيــهِــمِ

كَــثــيــرٌ وَلَكِــن لَيــسَ كَــالذَنَـبِ الأَنـفُ


وَلا الفِـضَّةـُ البَـيـضـاءُ وَالتِـبـرُ واحِـدٌ

نَــفــوعــانِ لِلمُــكــدي وَبَــيـنَهُـمـا صَـرفُ


وَلَســتَ بِــدونٍ يُــرتَــجــى الغَــيــثُ دونَهُ

وَلا مُــنــتَهـى الجـودِ الَّذي خَـلفَهُ خَـلفُ


وَلا واحِـداً فـي ذا الوَرى مِـن جَـمـاعَـةٍ

وَلا البَــعــضُ مِــن كُــلٍّ وَلَكِـنَّكـَ الضِـعـفُ


وَلا الضِـعـفَ حَـتّـى يَـتـبَـعَ الضِـعفَ ضِعفُهُ

وَلا ضِـعـفَ ضِـعـفِ الضِـعـفِ بَـل مِـثلَهُ أَلفُ


أَقـــاضِـــيَــنــا هَــذا الَّذي أَنــتَ أَهــلُهُ

غَـلِطـتُ وَلا الثُـلثـانِ هَـذا وَلا النِـصفُ


وَذَنــبِــيَ تَــقــصـيـري وَمـا جِـئتُ مـادِحـاً

بِــذَنــبــي وَلَكِـن جِـئتُ أَسـأَلُ أَن تَـعـفـو


شاركنا بتعليق وشرح مفيد