Blog Image

قصيدة لِأَسماءَ مُحتَلٌّ بِناظِرَةِ البِشرِ للشاعر الأَخطَل


لِأَســمــاءَ مُــحــتَـلٌّ بِـنـاظِـرَةِ البِـشـرِ

قَــديــمٌ وَلَمّــا يَــعــفُهُ سـالِفُ الدَهـرِ


يَــكــادُ مِــنَ العِـرفـانِ يَـضـحَـكُ رَسـمُهُ

وَكَــم مِــن لَيــالٍ لِلدِيــارِ وَمِـن شَهـرِ


ظَـلِلتُ بِهـا أَبـكـي إِلى اللَيلِ واقِفاً

أُســائِلُهـا أَيـنَ الأَنـيـسُ وَمـا تَـدري


سَــفــاهــاً وَقَــد عُـلِّقـتُ مِـن أُمِّ سـالِمٍ

وَمِـن جـارَتَـيـهـا فـي فُـؤادِيَ كَـالجَمرِ


ثَــلاثٍ حِــســانٍ مِــن نِــزارٍ وَغَــيـرِهِـم

تَـجَـمَّعـنَ مِـن شَـتّـى فَـعـوليـنَ فـي قَصرِ


حَــلائِلِ شَــيــخٍ فــي مُــنــيــفٍ كَـأَنَّمـا

نَـمـاهُـنَّ قِـشـعَـمٌّ مِـنَ الطَـيـرِ فـي وَكرِ


وَمــا زِلتُ أُصـبِهِـنَّ بِـالقَـولِ وَالصِـبـا

سَفاهاً وَقَد يُصبى عَلى الخائِفِ الحَذرِ


كَـعَـطـشـانَ حَـجَّ المـاءَ حَـتّـى أَطـاعَـني

رَســولٌ إِلى لَعــســاءَ طَــيِّبــَةِ النَـشـرِ


لَهـا فَـضـلُ سِـنٍّ فَـاِسـتَقَدنَ إِلى الصِبا

فَـأَمـسَـيـنَ قَـد أَعـطَـيـنَها عُقَدَ الأَمرِ


وَأَعــطَــيــتُهُــنَّ العَهــدَ غَـيـرَ مُـمـائِنٍ

وَمـا أَنـزَلَ الأَروى مِنَ الجَبَلِ الوَعرِ


وَحَــــدَّثــــتُهُـــنَّ أَنَّنـــي ذو أَمـــانَـــةٍ

كَـريـمٌ فَـمـا يَـخـشَينَ خُلفي وَلا غَدري


فَــقُــمــنَ إِلى جَــبّـانَـةٍ قَـد عَـلِمـنَهـا

لَنــا أَثَــرٌ فـيـهـا كَـمَـنـزِلَةِ السَـفـرِ


فَـثِـنـتـانِ مَهـمـا تُـعـطَـيـا تَرضَيا بِهِ

وَأَسـمـاءُ مـا تَـرضـى بِـثُـلثٍ وَلا شَـطرِ


وَمــا مَــنَـعَـت أَسـمـاءُ يَـومَ رَحـيـلِنـا

أَمَــرُّ عَــلَيَّ مِــن خَــطــائي وَمِــن وِزري


رَأَيـتُ لَهـا يَـومـاً مِـنَ الدَهـرِ بَهـجَـةً

فَهَــشَّتـ لَهـا نَـفـسـي وَهَـمَّ بِهـا صَـدري


فَـثَـمَّ تَـنـاهَـيـنـا كِـلانـا عَـنِ الصِبا

وَلا شَـيـءَ خَيرٌ مِن تُقى اللَهِ وَالصَبرِ


سَــبَــتــكَ بِــمُــرتَــجِّ الرَوادِفِ نــاعِــمٍ

وَأَبـيَـضَ عَـذبِ الريـقِ مُـعـتَـدِلِ الثَـغرِ


وَمُــتَّســِقٍ كَــالنــورِ مِــن كُــلِّ صِــبـغَـةٍ

يُـضـيـءُ الدُجـى بَينَ التَرائِبِ وَالنَحرِ


عَـشِـيَّةـَ بَـطـنِ الشِـعـبِ إِذ أَهـلُنا مَعاً

وَإِذ هِـي تُـريكَ الوَجهَ مِن خَلَلِ السِترِ


نَـزَلتُ بِهـا ضَـيـفـاً فَـلَم تَـقـرِ مَهـنَـأً

وَجـادَت بِـلا ثَـعـلِ الثَنايا وَلا حَفرِ


فَــمِـلتُ بِهـا مَـيـلَ النَـزيـفِ وَنـازَعَـت

رِدائِيَ وَالمَـيـسـورِ خَـيـرٌ مِـنَ العُـسـرِ


فَــأَصــبَــحَ فــي آثــارِنـا وَمَـبـيـتِـنـا

مَــرافِــضُ حَــليٍ مِــن جُـمـانٍ وَمِـن شَـذرِ


مَهـــاةٌ مِـــنَ اللائي إِذا هِــيَ زُيِّنــَت

تُـضـيـءُ دُجـى الظَلماءِ كَالقَمَرِ البَدرِ


مُــثَــقَّلــَةُ الأَردافِ لَيــسَــت بِــمُـرضِـعٍ

وَلا مِـن نِـسـاءِ اللَخـلَخـانِـيَّةِ الحُمرِ


إِذا مــا مَــشَـت مـالَت رَوادِفُهـا بِهـا

جَـمـيـعـاً كَما مالَ المَهيضُ مِنَ الكَسرِ


يَــقــولُ لِيَ الأَدنــونَ مِــنّــي قَـرابَـةً

لَعَــلَّكَ مَــســحــورٌ وَمــا بِـيَ مِـن سِـحـرِ


فَـقُـلتُ أَقِـلّوا اللَومَ لا تَـعـذُلونَـني

هُبِلتُم هَلِ الصافي مِنَ الماءِ كَالكَدرِ


سَـرَيـتُ إِلَيـهـا إِذ دَجا اللَيلُ واحِداً

وَكَم مِن فَتىً قَد ضافَهُ الهَمُّ لا يَسري


فَـجِـئتُ بِـتَـخـفـيـرِ الوَصـيـلِ وَشـاعَـنـي

أَخو الهَمِّ مِقدامٌ عَلى الهَولِ كَالصَقرِ


مَــعــي فِــتــيَــةٌ مـا يَـسـأَلونَ بِهـالِكٍ

إِذا مـا تَـناشوا أَسبَلوا سَبَلَ الأُزرِ


وَإِجّــانَــةٌ فــيــهــا الزُجــاجُ كَـأَنَّهـا

طَـوافـي بَـنـاتِ الماءِ في لُجَّةِ البَحرِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد