قصيدة قِف بِالطُلولِ الدارِساتِ عُلاثا للشاعر أَبو تَمّام
قِــف بِــالطُـلولِ الدارِسـاتِ عُـلاثـا
أَمــسَــت حِــبــالُ قَـطـيـنِهِـنَّ رِثـاثـا
قَـسَـمَ الزَمـانُ رُبـوعَها بَينَ الصَبا
وَقَــبــولِهــا وَدَبــورِهــا أَثــلاثــا
فَـتَـأَبَّدَت مِـن كُـلِّ مُـخـطَـفَـةِ الحَـشـا
غَــيــداءَ تُــكـسـى يـارَقـاً وَرُعـاثـا
كَـالظَـبـيَـةِ الأَدماءِ صافَت فَاِرتَعَت
زَهــرَ العَـرارِ الغَـضِّ وَالجَـثـجـاثـا
حَــتّــى إِذا ضَــرَبَ الخَــريــفُ رِواقَهُ
ســافَــت بَــريــرَ أَراكَــةٍ وَكَــبـاثـا
سَــيّـافَـةُ اللَحَـظـاتِ يَـغـدو طَـرفُهـا
بِـالسِـحـرِ فـي عُـقَـدِ النُهـى نَـفّاثا
زالَت بِــعَـيـنَـيـكَ الحُـمـولُ كَـأَنَّهـا
نَــخــلٌ مَـواقِـرُ مِـن نَـخـيـلِ جُـواثـا
يَـومَ الثُـلاثـا لَن أَزالَ لِبَـيـنِهِـم
كَــدِرَ الفُــؤادِ لِكُــلِّ يَــومِ ثُـلاثـا
إِنَّ الهُـمـومَ الطـارِقـاتِـكَ مَـوهِـنـاً
مَـنَـعَـت جُـفـونَـكَ أَن تَـذوقَ حَـثـاثـا
وَرَأَيـتَ ضَـيـفَ الهَـمِّ لا يَـرضـى قِرىً
إِلّا مُـــداخَـــلَةَ الفَــقــارِ دِلاثــا
شَــجــعـاءَ جِـرَّتُهـا الذَمـيـلُ تَـلوكُهُ
أُصُــلاً إِذا راحَ المَــطِــيُّ غِــراثــا
أُجُــداً إِذا وَنَــتِ المَهـارى أَرقَـلَت
رَقَـلاً كَـتَـحـريـقِ الغَـضـا حَـثـحـاثا
طَـلَبَـت فَـتـى جُـشَـمِ بـنِ بَـكرٍ مالِكاً
ضِــرغــامَهـا وَهِـزَبـرَهـا الدِلهـاثـا
مَـلِكٌ إِذا اِسـتَـسـقَـيـتَ مُـزنَ بَـنانِهِ
قَـتَـلَ الصَـدى وَإِذا اِسـتَغَثتَ أَغاثا
قَــد جَــرَّبَــتــهُ تَـغـلِبُ اِبـنَـةُ وائِلٍ
لا خــاتِــراً غُــدَراً وَلا نَــكّــاثــا
مِـثـلُ السَـبـيـكَـةِ لَيسَ عَن أَعراضِها
بِــالغَــيـبِ لا نَـدُسـاً وَلا بَـحّـاثـا
ضَــرَحَ القَــذى عَـنـهـا وَشَـذَّبَ سَـيـفُهُ
عَــن عــيـصِهـا الخُـرّابَ وَالخُـبّـاثـا
ضـاحـي المُـحَـيّـا لِلهَـجـيـرِ وَلِلقَنا
تَــحــتَ العَــجـاجِ تَـخـالُهُ مِـحـراثـا
هُــم مَــزَّقــوا عَــنـهُ سَـبـائِبَ حِـلمِهِ
وَإِذا أَبـو الأَشـبـالِ أُحـرِجَ عـاثـا
لَولا القَــرابَــةُ جـاسَهُـم بِـوَقـائِعٍ
تُـنـسـي الكُـلابَ وَمَـلهَـمـاً وَبُـعاثا
بِــالخَــيــلِ فَــوقَ مُـتـونِهِـنَّ فَـوارِسٌ
مِـثـلُ الصُـقـورِ إِذا لَقـيـنَ بُـغـاثا
لَكِــن قَــراكُــم صَـفـحَهُ مَـن لَم يَـزَل
وَأَبــوهُ فــيــكُــم رَحــمَـةً وَغِـيـاثـا
عَــفُّ الإِزارِ تَــنــالُ جــارَةُ بَـيـتِهِ
أَرفـــادَهُ وَتُـــجَـــنَّبـــُ الأَرفــاثــا
عَـمـرُو بـنُ كُـلثـومِ بـنِ مالِكٍ الَّذي
تَـرَكَ العُـلى لِبَـنـي أَبـيـهِ تُـراثـا
وَزَعــوا الزَمــانَ وَهُــم كُهـولٌ جِـلَّةٌ
وَسَــطَــوا عَــلى أَحــداثِهِ أَحــداثــا
أَلقــى عَــلَيــهِ نِــجــارَهُ فَـأَتـى بِهِ
يَــقــظــانَ لا وَرِعـاً وَلا مُـلتـاثـا
تَــزكــو مَــواعِــدُهُ إِذا وَعـدُ اِمـرِئٍ
أَنـسـاكَ أَحـلامَ الكَـرى الأَضـغـاثا
وَتَــرى تَــسَــحُّبــَنــا عَـلَيـهِ كَـأَنَّمـا
جِــئنــاهُ نَــطــلُبُ عِــنـدَهُ مـيـراثـا
كَــم مُــسـهِـلٍ بِـكَ لَو عَـدَتـكَ قِـلاصُهُ
تَــبــغــي سِـواكَ لَأَوعَـثَـت إيـعـاثـا
خَـــوَّلتَهُ عَـــيــشــاً أَغَــنَّ وَجــامِــلاً
دَثــراً وَمــالاً صــامِــتــاً وَأَثـاثـا
يا مالِكَ اِبنَ المالِكينَ أَرى الَّذي
كُــنّــا نُــؤَمِّلــُ مِــن إِيــابِـكَ راثـا
لَولا اِعـتِـمـادُكَ كُـنـتُ ذا مَـندوحَةٍ
عَــن بَــرقَـعـيـدَ وَأَرضِ بـاعـيـنـاثـا
وَالكـامِـخِـيَّةـُ لَم تَـكُـن لي مَـنـزِلاً
فَــمَــقــابِــرُ اللَذّاتِ مِـن قَـبـراثـا
لَم آتِهـــا مِـــن أَيِّ وَجــهٍ جِــئتُهــا
إِلّا حَــسِــبــتُ بُــيــوتَهــا أَجـداثـا
بَــلَدُ الفِــلاحَـةِ لَو أَتـاهـا جَـروَلٌ
أَعـنـي الحُـطَـيـئَةَ لَاِغـتَـدى حَـرّاثا
تَـصـدا بِهـا الأَفـهامُ بَعدَ صِقالِها
وَتَــرُدُّ ذُكــرانَ العُــقــولِ إِنــاثــا
أَرضٌ خَـلَعـتُ اللَهـوَ خَـلعـي خـاتَـمـي
فــيــهــا وَطَــلَّقـتُ السُـرورَ ثَـلاثـا
شاركنا بتعليق وشرح مفيد