قصيدة فَحواكَ عَينٌ عَلى نَجواكَ يا مَذِلُ للشاعر أَبو تَمّام
فَـحـواكَ عَـيـنٌ عَـلى نَـجـواكَ يـا مَذِلُ
حَــتّــامَ لا يَــتَـقَـضّـى قَـولُكَ الخَـطِـلُ
وَإِنَّ أَســمَــجَ مَـن تَـشـكـو إِلَيـهِ هَـوىً
مَـن كـانَ أَحـسَـنَ شَـيـءٍ عِـنـدَهُ العَذَلُ
مــا أَقــبَــلَت أَوجُهُ اللَذّاتِ سـافِـرَةً
مُـذ أَدبَـرَت بِـاللِوى أَيّـامُنا الأُوَلُ
إِن شِـئتَ أَلّا تَـرى صَـبـراً لِمُـصـطَـبَـرٍ
فَـاِنـظُـر عَـلى أَيِّ حـالٍ أَصـبَحَ الطَلَلُ
كَـــأَنَّمـــا جــادَ مَــغــنــاهُ فَــغَــيَّرَهُ
دُمـوعُـنـا يَـومَ بـانـوا وَهـيَ تَـنهَمِلُ
وَلَو تَــراهُــم وَإِيّــانــا وَمَـوقِـفَـنـا
فـي مَـأتَـمِ البَـينِ لِاِستِهلالِنا زَجَلُ
مِـن حُـرقَـةٍ أَطـلَقَـتـهـا فُـرقَـةٌ أَسَـرَت
قَــلبــاً وَمِــن غَــزَلٍ فـي نَـحـرِهِ عَـذَلُ
وَقَـد طَـوى الشَـوقَ فـي أَحشائِنا بَقَرٌ
عَـيـنٌ طَـوَتـهُـنَّ فـي أَحـشـائِها الكِلَلُ
فَــرَغــنَ لِلسِــحــرِ حَــتّـى ظَـلَّ كُـلُّ شَـجٍ
حَــرّانَ فــي بَــعـضِهِ عَـن بَـعـضِهِ شُـغُـلُ
يُـخـزي رُكـامَ النَـقا ما في مَآزِرِها
وَيَـفـضَـحُ الكُـحلَ في أَجفانِها الكَحَلُ
تَـكـادُ تَـنـتَـقِـلُ الأَرواحُ لَو تُـرِكَـت
مِـنَ الجُـسـومِ إِلَيـهـا حَـيـثُ تَـنـتَـقِلُ
طُــلَّت دِمــاءٌ هُـريـقَـت عِـنـدَهُـنَّ كَـمـا
طُــلَّت دِمــاءُ هَــدايــا مَـكَّةـَ الهَـمَـلُ
هـانَـت عَـلى كُـلِّ شَـيـءٍ فَهـوَ يَـسفِكُها
حَـتّـى المَـنـازِلُ وَالأَحـداجُ وَالإِبِـلُ
بِـالقـائِمِ الثامِنِ المُستَخلَفِ اِطَّأَدَت
قَـواعِـدُ المُـلكِ مُـمـتَـدّاً لَها الطِوَلُ
بِــيُــمــنِ مُــعــتَــصِـمٍ بِـاللَهِ لا أَوَدٌ
بِـالمُـلكِ مُـذ ضَـمَّ قُـطـرَيـهِ وَلا خَـلَلُ
يَهــنـي الرَعِـيَّةـَ أَنَّ اللَهَ مُـقـتَـدِراً
أَعـطـاهُـمُ بِـأَبـي إِسـحـاقَ مـا سَأَلوا
لَو كــانَ فــي عــاجِـلٍ مِـن آجِـلٍ بَـدَلٌ
لَكــانَ فــي وَعــدِهِ مِــن رِفــدِهِ بَــدَلُ
تَـغـايَـرَ الشِـعـرُ فـيـهِ إِذ سَهِـرتُ لَهُ
حَــتّــى ظَــنَـنـتُ قَـوافـيـهِ سَـتَـقـتَـتِـلُ
لَولا قَـبـولِيَ نُـصـحَ العَـزمِ مُـرتَحِلاً
لَراكَــضـانـي إِلَيـهِ الرَحـلُ وَالجَـمَـلُ
لَهُ رِيــاضُ نَــدىً لَم يُــكــبِ زَهـرَتَهـا
خُـلفٌ وَلَم تَـتَـبَـخـتَـر بَـيـنَها العِلَلُ
مَــدى العُـفـاةِ فَـلَم تَـحـلُل بِهِ قَـدَمٌ
إِلّا تَــرَحَّلـَ عَـنـهـا العَـثـرُ وَالزَلَلُ
مــا إِن يُــبــالي إِذا حَـلّى خَـلائِقَهُ
بِــجــودِهِ أَيَّ قُــطــرَيـهِ حَـوى العَـطَـلُ
كَــأَنَّ أَمــوالَهُ وَالبَــذلُ يَــمــحَـقُهـا
نَهــبٌ تَــعَــسَّفـَهُ التَـبـذيـرُ أَو نَـفَـلُ
شَـرَسـتَ بَـل لِنـتَ بَل قانَيتَ ذاكَ بِذا
فَـأَنـتَ لا شَـكَّ فـيـكَ السَهـلُ وَالجَبَلُ
يَـدي لِمَـن شـاءَ رَهـنٌ لَم يَـذُق جُـرَعاً
مِـن راحَـتَيكَ دَرى ما الصابُ وَالعَسَلُ
صَـلّى الإِلَهُ عَـلى العَـبّـاسِ وَاِنبَجَسَت
عَــلى ثَــرىً حَــلَّهُ الوَكّـافَـةُ الهُـطُـلُ
ذاكَ الَّذي كــانَ لَو أَنَّ الأَنــامَ لَهُ
نَــســلٌ لَمـا راضَهُـم جُـبـنٌ وَلا بَـخَـلُ
أَبـو النُـجـومِ الَّتـي ما ضَنَّ ثاقِبُها
أَن لَم يَــكُــن بُـرجُهُ ثَـورٌ وَلا حَـمَـلُ
مِــن كُــلِّ مُــشــتَهَـرٍ فـي كُـلِّ مُـعـتَـرَكٍ
لَم يُـعـرَفِ المُـشـتَـري فـيهِ وَلا زُحَلُ
يَـــحـــمــيــهِ لَألاؤُهُ أَو لَوذَعِــيَّتــُهُ
مِـن أَن يُـذالَ بِـمَـن أَو مِـمَّنـِ الرَجُلُ
وَمَــشـهَـدٍ بَـيـنَ حُـكـمِ الذُلِّ مُـنـقَـطِـعٌ
صــاليــهِ أَو بِـحِـبـالِ المَـوتِ مُـتَّصـِلُ
ضَــنــكٍ إِذا خَــرِسَـت أَبـطـالُهُ نَـطَـقَـت
فــيــهِ الصَــوارِمُ وَالخَــطِّيـَةُ الذُبُـلُ
لا يَـطـمَـعُ المَـرءُ أَن يَجتابَ غَمرَتَهُ
بِالقَولِ ما لَم يَكُن جِسراً لَهُ العَمَلُ
جَــلَّيــتَ وَالمَــوتُ مُـبـدٍ حُـرَّ صَـفـحَـتِهِ
وَقَــد تَــفَــرعَـنَ فـي أَوصـالِهِ الأَجَـلُ
أَبَـحـتَ أَوعـارَهُ بِـالضَـربِ وَهـوَ حِـمـىً
لِلحَـربِ يَـثـبُـتُ فـيـهِ الرَوعُ وَالوَهَلُ
آلُ النَــبِــيِّ إِذا مــا ظُـلمَـةٌ طَـرَقَـت
كـانـوا لَنـا سُـرُجـاً أَنـتُم لَها شُعَلُ
يَــســتَــعــذِبــونَ مَـنـايـاهُـم كَـأَنَّهـُمُ
لا يَـيـأَسونَ مِنَ الدُنيا إِذا قُتِلوا
قَـومٌ إِذا وَعَـدوا أَو أَوعَدوا غَمَروا
صِـدقـاً ذَوائِبَ ما قالوا بِما فَعَلوا
أُسـدُ عَـريـنٍ إِذا مـا الرَوعُ صَـبَّحـَها
أَو صَــبَّحــَتــهُ وَلَكِـن غَـابُهـا الأَسَـلُ
تَـنـاوَلُ الفَـوتَ أَيـدي المَوتِ قادِرَةً
إِذا تَــنــاوَلَ سَــيــفـاً مِـنـهُـمُ بَـطَـلُ
لِيَــســقَـمِ الدَهـرُ أَو تَـصـحِـح مَـوَدَّتُهُ
فَـــاليَـــومَ أَوَّلَ يَــومٍ صَــحَّ لي أَمَــلُ
أَدنَــيــتُ رَحــلي إِلى مُــدنٍ مَـكـارِمَهُ
إِلَيَّ يَهــتَــبِــلُ اللَذ حَــيـثُ أَهـتَـبِـلُ
يَـحـمـيـهِ حَـزمٌ لِحَـزمِ البُـخـلِ مُهتَضِمٌ
جــوداً وَعِـرضٌ لِعِـرضِ المـالِ مُـبـتَـذِلُ
فِـــكـــرٌ إِذا راضَهُ راضَ الأُمــورَ بِهِ
رَأيٌ تَــفَــنَّنـَ فـيـهِ الرَيـثُ وَالعَـجَـلُ
قَـد جـاءَ مِن وَصفِكَ التَفسيرُ مُعتَذِراً
بِالعَجزِ إِن لَم يُغِثني اللَهُ وَالجُمَلُ
لَقَـد لَبِـسـتَ أَمـيـرَ المُـؤمِـنـينَ بِها
حَـليـاً نِـظـامـاهُ بَـيـتٌ سـارَ أَو مَثَلُ
غَــريــبَــةٌ تُــؤنِـسُ الآدابُ وَحـشَـتَهـا
فَــمــا تَــحُــلُّ عَــلى قَــومٍ فَـتَـرتَـحِـلُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد