Blog Image

قصيدة عَرَفتُ مَنازِلاً مِن آلِ هِندٍ للشاعر الحُطَيئَة


عَـرَفـتُ مَـنـازِلاً مِـن آلِ هِـندٍ

عَـفَـت بَـيـنَ المُـؤَبَّلـِ وَالشَوِيِّ


تَـقـادَمَ عَهـدُهـا وَجَرى عَلَيها

سَــفِــيٌّ لِلرِيــاحِ عَــلى سَــفِــيِّ


تَـراهـا بَعدَ دَعسِ الحَيِّ فيها

كَـحـاشِـيَـةِ الرِداءِ الحِـمـيَرِيِّ


أَكُـلُّ النـاسِ تَـكـتُـمُ حُـبَّ هِندٍ

وَمـا تُـخـفـي بِـذَلِكَ مِـن خَـفِـيِّ


غَــذِيَّةــُ بَــيــنِ أَبــوابٍ وَدورٍ

سَـقـاهـا بَـردُ رائِحَـةِ العَـشِيِّ


مُـنَـعَّمـَةٌ تَـصـونُ إِلَيـكَ مِـنـها

كَــصَــونِــكَ مِـن رِداءٍ شَـرعَـبِـيِّ


يَـظَـلُّ ضَـجـيـعُهـا أَرِجـاً عَـلَيهِ

مُـقـارَفَـةً مِـنَ المِـسـكِ الذَكِيِّ


يُعاشِرُها السَعيدُ وَلا تَراها

يُـعـاشِـرُ مِـثـلَهـا جَـدُّ الشَـقِيِّ


فَـمـا لَكَ غَـيـرُ تَنظارٍ إِلَيها

كَما نَظَرَ الفَقيرُ إِلى الغَنِيِّ


فَـأَبـلِغ عـامِـراً عَـنّـي رَسولاً

رِســالَةَ نــاصِــحٍ بِــكُــمُ حَـفِـيِّ


فَــإِيّــاكُــم وَحَـيَّةـَ بَـطـنِ وادٍ

هَـمـوزَ النـابِ لَيـسَ لَكُم بِسِيِّ


فَـحُـلّوا بَـطـنَ عُقمَةَ وَاِتَّقونا

إِلى نَــجــرانَ فــي بَـلَدٍ رَخِـيِّ


فَـكَـم مِن دارِ صِدقٍ قَد أَباحَت

لِقَــومِهِــمُ رِمــاحُ بَــنـي عَـدِيِّ


فَــمـا إِن كـانَ عَـن وُدٍّ وَلَكِـن

أَبــاحــوهـا بِـصُـمِّ السَـمـهَـرِيِّ


وَكُــلِّ مُــفــاضَــةٍ جَـدلاءَ زَغـفٍ

مُــضــاعَــفَـةٍ وَأَبـيَـضَ مَـشـرَفِـيِّ


وَمُــطَّرِدِ الكُــعـوبِ كَـأَنَّ فـيـهِ

قُـدامـى ذي مَـنـاكِـبَ مَـضـرَحِـيِّ


إِذا خَــرَجَـت أَوائِلُهُـنَّ يَـومـاً

مُــلَجــلَجَــةً بِــجِــنٍّ عَــبــقَــرِيِّ


مَـنَـعـنَ مَـنـابِـتَ القُلّامِ حَتّى

عَـلا القُـلّامُ أَفـواهَ الرَكِـيِّ


كَفَوا سَنِتينَ بِالأَصيافِ بُقعاً

عَـلى تِـلكَ الجِفارِ مِنَ النَفِيِّ


أَتَغضَبُ أَن يُساقَ القَهدُ فيكُم

فَـمَـن يَـبـكـي لِأَهـلِ الساجِسِيِّ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد