قصيدة طَرَقَ الكَرى بِالغانِياتِ وَرُبَّما للشاعر الأَخطَل
طَــرَقَ الكَـرى بِـالغـانِـيـاتِ وَرُبَّمـا
طَــرَقَ الكَــرى مِــنــهُــنَّ بِـالأَهـوالِ
حُـلُمٌ سَـرى بَـعـدَ المَـنـامِ فَـزارَنـي
مِــن أُمِّ بَــكــرٍ مــوهِــنــاً بِــخَـيـالِ
أَســرى لِأَشــعَــثَ هــاجِــدٍ بِــمَـفـازَةٍ
بِــخَــيـالِ نـاعِـمَـةِ السُـرى مِـكـسـالِ
فَـــلَهَـــوتُ لَيـــلَةَ نـــاعِــمٍ ذي لَذَّةٍ
كَــقَــريــرِ عَــيــنٍ أَو كَـنـاعِـمِ بـالِ
بِـغَـريـرَةٍ نَـفَـجَ النَـعـيـمُ شَـبـابَها
غَـرثـى الوِشـاحِ شَـبـيـعَـةِ الخَـلخالِ
فــي صــورَةٍ تَــمَّتــ وَأُكـمِـلَ خَـلقُهـا
لِلنــاظِــريــنَ كَــصــورَةِ التِــمـثـالِ
تَـمَّتـ لِمَـن نَـعَـتِ النِـسـاءَ وَأُكـمِلَت
نــاهــيــكَ مِــن حُــسـنٍ لَهـا وَجَـمـالِ
وَمَـــلاحَـــةٍ فــي مَــنــطِــقٍ مُــتَــرَخِّمٍ
مِـــنـــهــا وَحُــســنِ تَــقَــتُّلــٍ وَدَلالِ
تَــرنــو بِــمُــقـلَةِ جُـؤذُرٍ بِـخَـمـيـلَةٍ
وَبِـــمُـــشـــرِقٍ بَهِـــجٍ وَجــيــدِ غَــزالِ
وَبِـــــوارِدٍ رَجِـــــلٍ كَــــأَنَّ قُــــرونَهُ
مِــن طــولِهــا مَــوصــولَةٌ بِــحِــبــالِ
مــا رَوضَــةٌ خَــضـراءَ أَزهَـرَ نَـورُهـا
بِــالقَهــرِ بَــيــنَ شَــقــائِقٍ وَرِمــالِ
بَهِـجَ الرَبـيـعُ لَهـا فَـجـادَ نَباتُها
وَنَـــمَـــت بِــأَســحَــمَ وابِــلٍ هَــطّــالِ
حَــتّــى إِذا اِلتَــفَّ النَــبـاتُ كَـأَنَّهُ
لَونُ الزَخـــارِفِ زُيِّنـــَت بِـــصِـــقــالِ
نَـفَـتِ الصَبا عَنها الجَهامَ وَأَشرَقَت
لِلشَــــمــــسِ غِـــبَّ دُجُـــنَّةـــٍ وَطِـــلالِ
يَـومـاً بِـأَمـلَحَ مِـنـكَ بَهـجَـةَ مَـنـظَرٍ
بَــيــنَ العَــشِــيِّ وَسـاعَـةِ الإيـصـالِ
حُـسـنـاً وَلا بِـأَلَذَّ مِـنـكِ وَقَـد صَـغَت
بَــعــضُ النُــجــومِ وَبَـعـضُهُـنَّ تَـوالي
تَـشـفـي الضَـجيعَ إِذا أَرادَ عِناقَها
بِـــمُـــقَـــبَّلـــٍ عَــذبِ المَــذاقِ زُلالِ
صــافٍ يَــرِفُّ كَــأَنَّمــا اِبـتَـسَـمَـت بِهِ
عَـــن غِـــبِّ غــادِيَــةٍ غَــداةَ شَــمــالِ
شَــبِــمٍ كَــأَنَّ الثَــلجَ شــيـبَ رُضـاضُهُ
بِــسُــلافِ خــالِصَــةٍ مِــنَ الجِــريــالِ
صَهــبــاءَ صــافِــيَـةٍ تَـنَـزَّلَ تَـجـرُهـا
بِــبَــلاطِ صَــرخَــدَ مِــن رُؤوسِ جِـبـالِ
مِـن قَـرقَـفِ الزَرَجـونِ فُـتَّ خِـتـامُهـا
فَـــالدَنُّ بـــيــنَ خَــنــابِــجٍ وَقِــلالِ
مِــن قَهــوَةٍ نَـفَـحَـت كَـأَنَّ سَـعـيـطَهـا
مِــســكٌ تَــضَــوَّعَ فــي غَــداةِ شَــمــالِ
أَو راحَ ذي نَــطَــفٍ يَــظَــلُّ مُــتَـوَّجـاً
لِلشَــربِ أَصــهَــبَ قــالِصِ السِــربــالِ
فَــكَــذاكَ نَــكـهَـتُهـا إِذا نَـبَّهـتَهـا
وَالجِـــلدُ غَـــيــرُ مُــدَرَّنٍ مِــتــفــالِ
فَـدَعِ الغَـوانِـيَ وَالنَـشـيـدَ بِذِكرِها
وَاِصـــرِف لِذِكـــرِ مَــكــارِمٍ وَفَــعــالِ
إِنّـا لَنَـقـتـادُ الجِيادَ عَلى الوَجى
نَــحــوَ العُــدى بِــمَــسـاعِـرٍ أَبـطـالِ
فـــي كُـــلِّ ذي لَجَـــبٍ كَـــأَنَّ زُهــاءَهُ
لَيـــلٌ تَـــعَـــرَّضَ أَو رِعـــانُ جِــبــالِ
دَهــمٍ يَــظَــلُّ بِهِ الفَــضـاءُ مُـعَـضِّلـاً
كَــالطَــودِ أَسـوَدَ مُـجـفِـلِ الأَثـقـالِ
مـــا بَـــيـــنَ أَوَّلِهِ وَآخِـــرِ جَــمــعِهِ
يَـــومٌ يُـــقـــاسُ وَلَيـــلَةُ البَــغّــالِ
مَــجــرٍ تَــظَــلُّ البُـلقُ فـي حـافـاتِهِ
يُـــنـــشِــدنَ بَــيــنَ تَــلَمُّســٍ وَسُــؤالِ
وَنَـسـيـرُ بِـالثَـغـرِ المَـخـوفِ فِجاجُهُ
بِــسَــلاهِــبٍ جُــردِ المُــتــونِ طِــوالِ
خـــوصٍ كَـــأَنَّ شَـــكـــيــمَهُــنَّ مُــعَــلَّقٌ
بِــقَــنــا رُدَيــنَــةَ أَو جُــذوعِ أَوالِ
نَــقــتــادُ كُــلَّ طِـمِـرَّةٍ رَأدَ الضُـحـى
وَعِـــنـــانَ كُـــلِّ مُـــجَـــلجِـــلٍ صَهّــالِ
مِــن كُــلِّ أَدهَــمَ كَــالغُـرابِ سَـوادُهُ
طِــرفٍ وَأَحــمَــرَ كَــالأَديــمِ نُــســالِ
يُـسـقـى الرَبـيـعَ يُـصـانُ غَـيرَ مُصَرَّدٍ
مَــحــضَ العِــشــارِ وَقـارِصَ الأَشـوالِ
وَدَنــا المُــغـارُ لَهـا فَهُـنَّ شَـوازِبٌ
خَـــلَلَ المَـــطِــيِّ كَــأَنَّهــُنَّ مَــغــالي
يَمشينَ إِذ طالَ القِيادُ عَلى الوَجى
نَــحــوَ العَــدُوِّ كَـمِـشـيَـةِ الأَطـفـالِ
أَو كَـالكِـلابِ عَـلى الهَـراسِ يَطَأنَهُ
أَو مَــشــيَهُــنَّ يَــطَــأنَ شَــوكَ سَـيـالِ
يَـخـرُجـنَ مِـن قِـطَـعَ العَـجـاجِ كَأَنَّها
عِـــقـــبــانُ يَــومِ تَــغَــيُّمــٍ وَطِــلالِ
خَــيــلٌ إِذا فَــزِعَــت كَـأَنَّ رعـيـلَهـا
نَــحــوَ العِــدى مَــوصــولَةٌ بِــرِعــالِ
وَمُــسَــوَّمٍ عَــقَــدَ الهُــمــامُ بِــرَأسِهِ
تــاجَ المُــلوكِ رَدَدنَ فـي الأَغـلالِ
وَمَــكَــرِّ مُــعــتَــرَكٍ تَــرَكــنَ حُـمـاتَهُ
لِلطَــيــرِ بَــيــنَ سَــوافِــلٍ وَعَــوالي
صَـرعـى تَـظَـلُّ الطَـيـرُ تَـحـجُلُ بَينَها
يَــنــقُــرنَ أَعــيُـنَهـا مَـعَ الأَوصـالِ
كَـم مِـن أُنـاسٍ قَـد حَـوَيـنَ نِهـابَهُـم
وَأَفَـــأنَ مِـــن نَـــعَـــمٍ وَحَــيِّ حَــلالِ
شُـعـثُ النَـواصـي عـادَةٌ مِـن فِـعـلِها
سَــفــكُ الدِمــاءِ وَقِـسـمَـةُ الأَمـوالِ
فَـتُـرِكـنَ قَـد قَـضَّيـنَ مِن حَمَسِ الوَغى
وَطَــراً وَجُــلنَ هُــنــاكَ كُــلَّ مَــجــالِ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد