قصيدة ضَعيفُ العَصا بادي العُروقِ تَرى لَهُ للشاعر الراعي النُمَيري
ضَـعـيفُ العَصا بادي العُروقِ تَرى لَهُ
عَـلَيـها إِذا ما أَجدَبَ الناسُ إِصبَعا
حِــذا إِبِــلٍ إِن تَــتـبَـعِ الريـحَ مَـرَّةً
يَـدَعـهـا وَيُـخـفِ الصَـوتَ حَـتّـى تَرَيَّعا
لَهـا أَمـرُهـا حَـتّـى إِذا مـا تَـبَـوَّأَت
بِــأَخـفـافِهـا مَـأوىً تَـبَـوَّأَ مَـضـجَـعـا
إِذا أَخـلَفَـت صَـوبَ الرَبـيعِ وَصى لَها
عَــرادٌ وَحــاذٌ أَلبَــســا كُــلَّ أَجـرَعـا
وَغَــمــلى نَــصِــيٍّ بِــالمِـتـانِ كَـأَنَّهـا
ثَــعـالِبُ مَـوتـى جِـلدُهـا قَـد تَـزَلَّعـا
بَـنـي وابِـشِـيٍّ قَـد هَـوَيـنـا جِـوارَكُـم
وَمـا جَـمَـعَـتـنـا نِـيَّةـٌ قَـبـلَهـا مَـعا
خَـليـطَـيـنِ مِـن شَـعـبَـينِ شَتّى تَجاوَرا
قَـديـمـاً وَكـانـا بِـالتَـفَـرُّقِ أَمـتَـعا
أَرى أَهـلَ لَيـلى لا يُـبـالي أَميرُهُم
عَـلى حـالَةِ المَـحـزونِ أَن يَـتَـصَـدَّعـا
أَقــولُ وَقَــد زالَ الحُــمـولُ صَـبـابَـةً
وَشَــوقـاً وَلَم أَطـمَـع بِـذَلِكَ مَـطـمَـعـا
فَـلَو أَنَّ حَـقُّ اليَـومَ مِـنـكُـم إِقـامَـةٌ
وَإِن كــانَ سَـرحٌ قَـد مَـضـى فَـتَـسَـرَّعـا
فَـأَبـصَـرتُهُـم حَـتّـى تَـوارَت حُـمـولُهُـم
بِــأَنــقــاءِ يَـحـمـومٍ وَوَرَكـنَ أَضـرُعـا
يَـــحُـــثُّ بِهِــنَّ الحــادِيــانِ كَــأَنَّمــا
يَـحُـثّـانِ جَـبّـاراً بِـعَـيـنَـيـنِ مُـكـرَعا
فَــلَمّــا صَــراهُــنَّ التُــرابُ لَقــيــتُهُ
عَـلى البـيـدِ أَذرى عَـبـرَةً وَتَـقَـنَّعـا
فَدَع عَنكَ هِنداً وَالمِنى إِنَّما المُنى
وَلوعٌ وَهَـل يَـنـهـى لَكَ الزَجرُ مولَعا
رَأى مـــا أَرَتـــهُ يَــومَ دارَةِ رَفــرَفٍ
لِتَــصــرَعَهُ يَــومــاً هُـنَـيـدَةُ مَـصـرَعـا
مَـتـى نَـفـتَـرِش يَـومـاً عُـلَيماً بِغارَةٍ
يَــكــونــوا كَـعَـوصٍ أَو أَذَلَّ وَأَضـرَعـا
وَحَـيَّ الجُـلاحِ قَـد تَـرَكـنـا بِـدارِهِـم
سَــواعِــدَ مُــلقــاةً وَهــامـاً مُـصَـرَّعـا
وَنَـحـنُ جَـدَعـنـا أَنـفَ كَـلبٍ وَلَم نَـدَع
لِبَهـراءَ فـي ذِكـرٍ مِـنَ الناسِ مَسمَعا
قَـتَـلنا لَوَ اِنَّ القَتلَ يَشفي صُدورَنا
بِـتَـدمُـرَ أَلفـاً مِـن قُـضـاعَـةَ فَأَفرَعا
فَـلا تَـصـرِمـي حَـبـلَ الدُهَـيـمِ جَريرَةً
بِـتَـركِ مَـواليـهـا الأَدانـيـنَ ضُـيَّعا
يُـــسَـــوِّقُهــا تَــرعِــيَّةــٌ ذو عَــبــاءَةٍ
بِـمـا بَـيـنَ نَـقـبٍ فَـالحَـبيسِ فَأَقرَعا
هِــدانٌ أَخــو وَطــبٍ وَصــاحِــبُ عُــلبَــةٍ
يَـرى المَـجدَ أَن يَلقى خَلاءً وَأَمرُعا
تَـرى وَجـهَهُ قَـد شـابَ فـي غَـيرِ لِحيَةٍ
وَذا لُبَــدٍ تَــحـتَ العِـصـابَـةِ أَنـزَعـا
تَـرى كَـعـبَهُ قَـد كـانَ كَـعـبَـيـنِ مَـرَّةً
وَتَــحــسَــبُهُ قَـد عـاشَ حَـولاً مُـكَـنَّعـا
إِذا سَـرَحَـت مِـن مَـنـزِلٍ نـامَ خَـلفَهـا
بِـمَـيـثـاءَ مِبطانُ الضُحى غَيرَ أَروَعا
وَإِن بَــرَكَــت مِــنـهـا عَـجـاسـاءُ جِـلَّةٌ
بِـمَـحـنِـيَـةٍ أَشـلى العِـفـاسَ وَبَـروَعـا
إِذا بِــتُّمــُ بَــيــنَ الأُدَيّــاتِ لَيــلَةً
وَأَخــنَــســتُـمُ مِـن عـالِجٍ كُـلَّ أَجـرَعـا
عُــمَــيــرِيَّةــٌ حَــلَّت بِــرَمــلِ كُهَــيــلَةٍ
فَـبَـيـنـونَةٍ تَلقى لَها الدَهرَ مَربَعا
كَـأَنّـي بِـصَـحـراءِ السُـبَيعَينِ لَم أَكُن
بِـأَمـثـالِ هِـنـدٍ قَـبـلَ هِـنـدٍ مُـفَـجَّعـا
كَــأَنَّ عَــلى أَعــجــازِهــا كُـلَّمـا رَأَت
سَــمــاوَتَهُ فَـيـئاً مِـنَ الطَـيـرِ وُقَّعـا
فَقودوا الجِيادِ المُسنِفاتِ وَأَحقِبوا
عَـلى الأَرحَـبِـيّـاتِ الحَديدَ المُقَطَّعا
إِذا لَم تَــرُح أَدّى إِلَيــهــا مُــعَــجِّلٌ
شَـعـيـبَ أَديـمٍ ذا فِـراغَـيـنِ مُـتـرَعـا
يُـطِـفـنَ بِـجَـونٍ ذي عَـثـانـينَ لَم تَدَع
أَشـاقـيـصُ فـيـهِ وَالبَـدِيّـانِ مَـصـنَـعا
وَمِــن فـارِسٍ لَم يَـحـرِمِ السَـيـفَ حَـظَّهُ
إِذا رُمــحُهُ فـي الدارِعـيـنَ تَـجَـزَّعـا
فَــأَلقـى عَـصـا طَـلحٍ وَنَـعـلاً كَـأَنَّهـا
جَـنـاحُ السُـمـانـى رَأسُهُ قَـد تَـصَـوَّعا
أُسِــفَّ جَــســيـدَ الحـاذِ حَـتّـى كَـأَنَّمـا
تَـرَدّى صَـبيغاً باتَ في الوَرسِ مُنقَعا
شاركنا بتعليق وشرح مفيد