Blog Image

قصيدة صَحا القَلبُ إِلّا مِن ظَعائِنَ فاتَني للشاعر الأَخطَل


صَـحـا القَـلبُ إِلّا مِـن ظَعائِنَ فاتَني

بِهِــنَّ أَمــيــرٌ مُــســتَــبِــدٌّ فَــأَصـعَـدا


فَــقَــرَّبــنَ لِلبَــيـنِ الجِـمـالَ وَزُيِّنـَت

بِــأَحــمَــرَ مِــن لَكِّ العِـراقِ وَأَسـوَدا


وَطِـرنَ بِـوَحـشٍ مـا تُـواتـيـكَ بَـعدَ ما

دَنَــت نَهـضَـةُ البـازي لَأَن يَـتَـصَـيَّدا


عَــوامِــدَ لِلأَلجــامِ أَلجــامِ حــامِــزٍ

يُــثِــرنَ قَــطــاً لَولا سُــراهُـنَّ هَـجَّدا


يَـرِدنَ الفَـلاةَ حـيـنَ لا يَـسـتَطيعُها

ذَوُو الشاءِ مِن عَوفِ بنِ بَكرٍ وَأَهوَدا


إِذا قُـلتُ قَـد حـازَيـنَ أَو حانَ نائِلٌ

تَـقـاذَفـنَ لِلرائي الَّذي كـانَ أَبعَدا


إِذا شِـئتَ أَن تَـلهـو لِبَـعـضِ حَـديثِها

رَفَــعـنَ وَأَنـزَلنَ القَـطـيـنَ المُـوَلَّدا


وَقُــلنَ لِحــاديــهِــنَّ وَيــحَــكَ غَــنِّنــا

بِـحَـدراءَ أَو بِـنـتِ الكِـنـانِيِّ فَدفَدا


يَـقِـلنَ إِذا ما اِستَقبَلَ الصَيفُ وَقدَةً

وَحَـرَّ عَـلى الجُـدِّ الظَـنـونِ فَـأَنـفَـدا


وَمــا عَــلَقَــت نَــفــســي بِــأُمِّ مُـحَـلِّمٍ

وَدَهــمــاءَ إِلّا أَن أَهــيــمَ وَأَكـمَـدا


إِذا كـادَ قَـلبـي يَـسـتَـبِلُّ اِنبَرى لَهُ

بِهِــنَّ تَــكــاليــفُ الصِــبــا فَـتَـرَدَّدا


وَمـا إِن أَرى الفَـزراءَ إِلّا تَـطَـلُّعاً

وَخـيـفَـةَ يَـحـمـيـهـا بَـنـو أُمِّ عَجرَدا


وَإِنّــي غَــداةَ اِســتَـعـبَـرَت أُمُّ مـالِكٍ

لِراضٍ مِــنَ السُــلطــانِ أَن يَــتَهَــدَّدا


وَلَولا يَـزيـدُ اِبـنُ المُـلوكِ وَسَـيـبُهُ

تَـجَـلَّلتُ حِـدبـاراً مِـنَ الشَـرِّ أَنـكَـدا


وَكَـم أَنـقَـذَتـنـي مِـن جَـرورٍ حِـبالُكُم

وَخَـرسـاءَ لَو يُرمى بِها الفيلُ بَلَّدا


وَدافَـــعَ عَـــنّــي يَــومَ جِــلَّقَ غَــمــرَةً

وَهَـمّـاً يُـنَـسّـيـنـي السُـلافَ المُهَوَّدا


وَبــاتَ نَــجِــيّــاً فــي دِمَــشــقَ لِحَــيَّةٍ

إِذا عَـضَّ لَم يَـنـمِ السَـليـمُ وَأَقـصَدا


يُـــخَـــفِّتــُهُ طَــوراً وَطَــوراً إِذا رَأى

مِــنَ الوَجــهِ إِقـبـالاً أَلَحَّ وَأَجـهَـدا


أَبــا خــالِدٍ دافَـعـتَ عَـنّـي عَـظـيـمَـةً

وَأَدرَكــتَ لَحــمـي قَـبـلَ أَن يَـتَـبَـدَّدا


وَأَطـفَـأتَ عَـنّـي نـارَ نُـعـمـانَ بَعدَما

أَغَــــذَّ لِأَمــــرٍ عـــاجِـــزٍ وَتَـــجَـــرَّدا


وَلَمّـا رَأى النُـعمانُ دوني اِبنَ حُرَّةٍ

طَـوى الكَـشحَ إِذ لَم يَستَطِعني وَعَرَّدا


وَلاقـى اِمـرَأً لا يَنقُضُ القَومُ عَهدَهُ

أَمَـرَّ القُـوى دونَ الوُشـاةِ فَـأَحـصَـدا


أَخــا ثِــقَــةٍ لا يَــجــتَــويــهِ ثَــوِيُّهُ

وَلا نــائِيــاً عَـنـهُ إِذا مـا تَـوَدَّدا


كَـأَنَّ ذَوي الحـاجـاتِ يَـغـشَـونَ مُصعَباً

أَزَبَّ الجِــرانِ ذا سَــنـامَـيـنِ أَحـرَدا


تَـخَـمَّطـَ فَـحـلَ الحَـربِ حَـتّـى تَـواضَـعَت

لَهُ وَاِعــتَـلاهـا ذا مَـشـيـبٍ وَأَمـرَدا


وَمــا وَجَـدَت فـيـهـا قُـرَيـشٌ لِأَمـرِهـا

أَعَــفَّ وَأَوفــى مِــن أَبــيــكَ وَأَمـجَـدا


وَأَصـلَبَ عـوداً حـيـنَ ضـاقَـت أُمـورُهـا

وَهَــمَّتــ مَــعَــدٌّ أَن تَـخـيـمَ وَتَـخـمُـدا


وَأَورى بِــزَنــدَيــهِ وَلَو كــانَ غَـيـرُهُ

غَـداةَ اِخـتِلافِ الأَمرِ أَكبى وَأَصلَدا


فَـأَصـبَـحـتَ مَـولاهـا مِنَ الناسِ بَعدَهُ

وَأَحــرى قُــرَيــشٍ أَن يُهـابَ وَيُـحـمَـدا


وَفــي كُــلِّ أُفــقٍ قَـد رَمَـيـتَ بِـكَـوكَـبٍ

مِــنَ الحَـربِ مَـخـشِـيٍّ إِذا مـا تَـوَقَّدا


وَتُــشــرِقُ أَجــبـالُ العَـويـرِ بِـفـاعِـلٍ

إِذا خَـبَـتِ النـيـرانُ بِاللَيلِ أَوقَدا


وَمُــنـتَـقِـمٍ لا يَـأمَـنُ النـاسُ فَـجـعَهُ

وَلا سَـورَةَ العـادي إِذا هُـوَ أَوعَـدا


وَمــا مُــزبِــدٌ يَــعـلو جَـزائِرَ حـامِـزٍ

يَــشُــقُّ إِلَيــهـا خَـيـزُرانـاً وَغَـرقَـدا


تَــحَــرَّزَ مِـنـهُ أَهـلُ عـانَـةَ بَـعـدَ مـا

كَـسـا سـورَهـا الأَعـلى غُـثاءً مُنَضَّدا


يُــقَــمِّصـُ بِـالمَـلّاحِ حَـتّـى يَـشُـفُّهـُ ال

حِـذارُ وَإِن كـانَ المُـشـيـحُ المُـعَوِّدا


بِــــمُــــطَّرِدِ الآذِيِّ جَــــونٍ كَـــأَنَّمـــا

زَفـى بِـالقَـراقـيرِ النَعامَ المُطَرَّدا


كَــأَنَّ بَــنــاتِ المــاءِ فــي حَـجَـراتِهِ

أَبــاريــقُ أَهـدَتـهـا دِيـافُ لِصَـرخَـدا


بِـأَجـوَدَ سَـيـبـاً مِـن يَـزيـدَ إِذا غَدَت

بِهِ بُــخــتُهُ يَـحـمِـلنَ مُـلكـاً وَسُـؤدَدا


يُــقَــلِّصُ بِــالسَـيـفِ الطَـويـلِ نِـجـادُهُ

خَـمـيـصٌ إِذا السِـربـالُ عَـنـهُ تَـقَدَّدا


فَـأَقـسَـمـتُ لا أَنسى يَدَ الدَهرِ سَيبَهُ

غَــداةَ السَــيــالى مـا أَسـاغَ وَزَوَّدا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد