Blog Image

قصيدة شَهِدتُ لَقَد أَقوَت مَغانيكُمُ بَعدي للشاعر أَبو تَمّام


شَهِــدتُ لَقَــد أَقــوَت مَــغــانــيـكُـمُ بَـعـدي

وَمَــحَّتــ كَــمــا مَــحَّتــ وَشــائِعُ مِــن بُــردِ


وَأَنــجَــدتُــمُ مِــن بَــعــدِ إِتــهـامِ دارِكُـم

فَـيـا دَمـعُ أَنـجِـدنـي عَـلى سـاكِـنـي نَـجـدِ


لَعَــمــري لَقَــد أَخــلَقــتُــمُ جَــدَّةَ البُـكـا

بُــــكــــاءً وَجَـــدَّدتُـــم بِهِ خَـــلَقَ الوَجـــدِ


وَكَــم أَحــرَزَت مِــنــكُـم عَـلى قُـبـحِ قَـدِّهـا

صُــروفُ النَــوى مِــن مُــرهَــفٍ حَــسَـنِ القَـدِّ


وَمِــن زَفــرَةٍ تُــعــطــي الصَــبـابَـةَ حَـقَّهـا

وَتـوري زِنـادَ الشَـوقِ تَـحتَ الحَشا الصَلدِ


وَمِــن جــيــدِ غَــيــداءِ التَــثَـنّـي كَـأَنَّمـا

أَتَــتــكَ بِــلَيــتَـيـهـا مِـنَ الرَشَـأِ الفَـردِ


كَـــأَنَّ عَـــلَيـــهـــا كُـــلَّ عِـــقــدٍ مَــلاحَــةً

وَحُــســنـاً وَإِن أَمـسَـت وَأَضـحَـت بِـلا عِـقـدِ


وَمِــن نَــظــرَةٍ بَــيــنَ السُــجــوفِ عَــليــلَةٍ

وَمُـــحـــتَـــضَـــنٍ شَــخــتٍ وَمُــبــتَــسَــمٍ بَــردِ


وَمِـــن فـــاحِــمٍ جَــعــدٍ وَمِــن كَــفَــلٍ نَهــدِ

وَمِـــن قَـــمَــرٍ سَــعــدٍ وَمِــن نــائِلٍ ثَــمــدِ


مَــحــاسِــنُ مــا زالَت مَــســاوٍ مِـنَ النَـوى

تُــغَــطّــي عَــلَيــهــا أَو مَـسـاوٍ مِـنَ الصَـدِّ


سَــأَجــهَــدُ عَــزمــي وَالمَــطــايــا فَـإِنَّنـي

أَرى العَـفـوَ لا يُـمـتـاحُ إِلّا مِـنَ الجَهدِ


إِذا الجِـدُّ لَم يَـجدِد بِنا أَو تَرى الغِنى

صُــراحــاً إِذا مــا صُــرِّحَ الجَــدُّ بِــالجِــدِّ


وَكَــم مَـذهَـبِ سَـبـطِ المَـنـاديـحِ قَـد سَـعَـت

إِلَيـــكَ بِهِ الأَيّـــامُ مِـــن أَمَـــلٍ جَـــعـــدِ


سَـــرَيـــنَ بِـــنـــا زَهــواً يَــخِــدنَ وَإِنَّمــا

يَـبـيـتُ وَيُـمـسـي النُـجـحُ فـي كَـنَفِ الوَخدِ


قَـواصِـدُ بِـالسَـيـرِ الحَـثـيـثِ إِلى أَبي ال

مُــغــيــثِ فَــمـا تَـنـفَـكُّ تُـرقِـلُ أَو تَـخـدي


إِلى مُــشــرِقِ الأَخــلاقِ لِلجــودِ مـا حَـوى

وَيَـحـوي وَمـا يُـخـفـي مِنَ الأَمرِ أَو يُبدي


فَــتـىً لَم تَـزَل تُـفـضـي بِهِ طـاعَـةُ النَـدى

إِلى العـيـشَـةِ العَـسراءِ وَالسُؤدُدِ الرَغدِ


إِذا وَعَـــدَ اِنـــهَـــلَّت يَـــداهُ فَــأَهــدَتــا

لَكَ النُـجـحَ مَـحـمـولاً عَـلى كـاهِـلِ الوَعدِ


دَلوحــانِ تَــفــتَــرُّ المَــكــارِمُ عَــنــهُـمـا

كَـمـا الغَـيـثُ مُـفـتَـرٌّ عَـنِ البَرقِ وَالرَعدِ


إِلَيــكَ هَــدَمــنــا مـا بَـنَـت فـي ظُهـورِهـا

ظُهــورُ الثَــرى الرِبــعِــيِّ مِــن فَـدَنٍ نَهـدِ


سَـرَت تَـحـمِـلُ العُتبى إِلى العَتبِ وَالرِضا

إِلى السُـخـطِ وَالعُذرَ المُبينَ إِلى الحِقدِ


أَمــوســى بــنَ إِبــراهــيــمَ دَعــوَةَ خـامِـسٍ

بِهِ ظَــمَــأُ التَــثــريــبِ لا ظَــمَــأُ الوَردِ


جَــليــدٌ عَـلى عَـتـبِ الخُـطـوبِ إِذا اِلتَـوَت

وَلَيــسَ عَــلى عَــتــبِ الأَخــلاءِ بِــالجَــلدِ


أَتــانــي مَــعَ الرُكــبــانِ ظَــنٌّ ظَــنَــنــتَهُ

لَفَــفــتُ لَهُ رَأســي حَــيــاءً مِــنَ المَــجــدِ


لَقَــد نَــكَــبَ الغَــدرُ الوَفــاءَ بِـسـاحَـتـي

إِذاً وَسَــرَحــتُ الذَمَّ فــي مَــســرَحِ الحَـمـدِ


وَهَــتَّكـتُ بِـالقَـولِ الخَـنـا حُـرمَـةَ العُـلى

وَأَسـلَكـتُ حُـرَّ الشِـعـرِ فـي مَـسـلَكِ العَـبـدِ


نَــســيــتُ إِذاً كَــم مِــن يَــدٍ لَكَ شــاكَــلَت

يَـدَ القُـربِ أَعـدَت مُـسـتَهـاماً عَلى البُعدِ


وَمِــــن زَمَــــنٍ أَلبَـــســـتَـــنـــيـــهِ كَـــأَنَّهُ

إِذا ذُكِـــــــرَت أَيّـــــــامُهُ زَمَــــــنُ الوَردِ


وَأَنَّكــَ أَحــكَــمــتَ الَّذي بَــيــنَ فِــكــرَتــي

وَبَــيــنَ القَــوافـي مِـن ذِمـامٍ وَمِـن عَـقـدِ


وَأَصَّلــتَ شِــعــري فَـاِعـتَـلى رَونَـقَ الضُـحـى

وَلَولاكَ لَم يَــظــهَـر زَمـانـاً مِـنَ الغِـمـدِ


وَكَــيــفَ وَمــا أَخــلَلتُ بَــعــدَكَ بِــالحِـجـا

وَأَنــتَ فَــلَم تُــخــلِل بِــمَــكــرُمَــةٍ بَـعـدي


أَأُلبِــسُ هُــجــرَ القَــولِ مَــن لَو هَــجَــوتُهُ

إِذاً لَهَــجــانــي عَــنــهُ مَــعــروفُهُ عِـنـدي


كَــريــمٌ مَــتــى أَمــدَحــهُ أَمـدَحـهُ وَالوَرى

مَــعــي وَمَــتــى مــا لُمــتُهُ لُمــتُهُ وَحــدي


وَلَو لَم يَـــزَعـــنــي عَــنــكَ غَــيــرَكَ وازِعٌ

لَأَعــدَيـتَـنـي بِـالحِـلمِ إِنَّ العُـلى تُـعـدي


أَبــــى ذاكَ أَنّـــي لَســـتُ أَعـــرِفُ دائِمـــاً

عَــلى سُــؤدُدٍ حَــتّــى يَــدومَ عَــلى العَهــدِ


وَأَنّــي رَأَيــتُ الوَســمَ فــي خُــلُقِ الفَـتـى

هُوَ الوَسمُ لا ما كانَ في الشَعرِ وَالجِلدِ


أَرُدُّ يَـــدي عَـــن عِـــرضِ حُـــرٍّ وَمَــنــطِــقــي

وَأَمـــلَأُهـــا مِـــن لِبـــدَةِ الأَسَــدِ الوَردِ


فَـــإِن يَـــكُ جُـــرمٌ عَـــنَّ أَو تَـــكُ هَـــفــوَةٌ

عَــلى خَــطَــإٍ مِــنّــي فَــعُــذري عَــلى عَـمـدِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد