قصيدة سِر حَلَّ حَيثُ تَحَلُّهُ النُوّارُ للشاعر المُتَنَبّي
سِــر حَــلَّ حَــيــثُ تَــحَــلُّهُ النُــوّارُ
وَأَرادَ فــيــكَ مُــرادَكَ المِــقــدارُ
وَإِذا اِرتَـحَـلتَ فَـشَـيَّعـَتـكَ سَـلامَـةٌ
حَــيــثُ اِتَّجــَهــتَ وَديــمَــةٌ مِــدرارُ
وَأَراكَ دَهرُكَ ما تُحاوِلُ في العِدى
حَـــتّـــى كَـــأَنَّ صُـــروفَهُ أَنـــصـــارُ
وَصَــدَرتَ أَغــنَــمَ صــادِرٍ عَـن مَـورِدٍ
مَــرفــوعَــةً لِقُــدومِــكَ الأَبــصــارُ
أَنـتَ الَّذي بَـجِـحَ الزَمـانُ بِـذِكـرِهِ
وَتَــزَيَّنــَت بِــحَــديــثِهِ الأَســمــارُ
وَإِذا تَــنَــكَّرَ فَــالفَـنـاءُ عِـقـابُهُ
وَإِذا عَــفــا فَــعَـطـائُهُ الأَعـمـارُ
وَلَهُ وَإِن وَهَــبَ المُــلوكُ مَــواهِــبٌ
دَرُّ المُــــلوكِ لِدَرِّهــــا أَغـــبـــارُ
لِلَّهِ قَـلبُـكَ مـا يَـخـافُ مِـنَ الرَدى
وَيَــخــافُ أَن يَـدنـو إِلَيـكَ العـارُ
وَتَـحـيـدُ عَـن طَـبَـعِ الخَـلائِقِ كُـلِّهِ
وَيَــحـيـدُ عَـنـكَ الجَـحـفَـلُ الجَـرّارُ
يـا مَـن يَـعِـزُّ عَـلى الأَعِـزَّةِ جارُهُ
وَيَـــذِلُّ مِـــن سَــطَــواتِهِ الجَــبّــارُ
كُـن حَـيـثُ شِـئتَ فَـمـا تَحولُ تَنوفَةٌ
دونَ اللِقـــاءِ وَلا يَـــشِــطُّ مَــزارُ
وَبِـدونِ مـا أَنـا مِـن وِدادِكَ مُضمِرٌ
يُـنـضـى المَـطِـيُّ وَيَـقـرُبُ المُـستارُ
إِنَّ الَّذي خَـــلَّفـــتُ خَــلفــي ضــائِعٌ
مــالي عَــلى قَــلَقـي إِلَيـهِ خِـيـارُ
وَإِذا صُــحِــبــتَ فَــكُـلُّ مـاءٍ مَـشـرَبٌ
لَولا العِــــيـــالُ وَكُـــلُّ أَرضٍ دارُ
إِذنُ الأَمـيـرِ بِـأَن أَعـودَ إِلَيـهِـمِ
صِـلَةٌ تَـسـيـرُ بِـشُـكـرِهـا الأَشـعـارُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد