Blog Image

قصيدة سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي للشاعر أَبو تَمّام


سَـأَشـكُـرُ لِاِبـنَـي وَهـبٍ الهِبَةَ الَّتي

هِــيَ الوُدُّ صــانـاهُ بِـحُـسـنِ صِـيـانِهِ


عَـفـاءٌ عَـلى دَهـيـاءَ كـانا إِزاءَها

وَنِـكـلٌ لِداجـي الخَـطـبِ يَـعـتَـوِرانِهِ


تَــدَفَّقــتُــمــا مِـن طَـلِّ مُـزنٍ وَوَبـلِهِ

وَمِـن شَـرخِ مَـعـروفٍ وَمِـن عُـنـفُـوانِهِ


وَهَـل لي غَـداةَ السَبقِ عُذرٌ وَأَنتُما

بِــحَـيـثُ تَـرى عَـيـنـايَ يَـومَ رِهـانِهِ


رَأَيـتُـكُـمـا مِـن رَيـبِ دَهـرِيَ هَـضـبَـةً

وَمــازُلتُـمـا لازِلتُـمـا مِـن رِعـانِهِ


فَـأَصـبَـحَ لي تَـحـتَ الجِـرانِ فَـريـسَةً

وَلَولاكُــمــا أَصـبَـحـتُ تَـحـتَ جِـرانِهِ


وَمَــلَّكــتُــمـانـي صَـعـبَـةً وَخِـشـاشَهـا

وَأَمــكَــنـتُـمـا مِـن طـامِـحٍ وَعِـنـانِهِ


لَئِن رُمـتُ أَمـراً غِـبـتُما عِندَ بِكرِهِ

لَقَـد سَـرَّنـي فِـعـلاكُـمـا فـي عَوانِهِ


وَمـا خَـيـرُ بَـرقٍ لاحَ في غَيرِ وَقتِهِ

وَوادٍ غَـــدا مَـــلآنَ قَـــبـــلَ أَوانِهِ


تَـلَطَّفـتُـمـا لِلدَهـرِ حَـتّـى أَجـابَـنـي

وَقَــد أَزمَـنـتَ رِجـلي هَـنـاتُ زَمـانِهِ


وَمـازِلتُـمـا مِـن نَـبـعِهِ إِن عُجِمتُما

لِضَـيـمٍ وَعِـنـدَ الجـودِ مِـن خَيزُرانِهِ


لَعَمري لَقَد أَصبَحتُما العُرفَ صاحِباً

لَهُ مِـقـوَلٌ نُـعـمـا كَـمـا فـي ضَمانِهِ


وَيَـأخُـذُ مِـن أَيـديـكُـمـا وَهَـواكُـمـا

فَــلا عَـجَـبٌ أَن تَـأخُـذا مِـن لِسـانِهِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد