قصيدة رَيبُ دَهرٍ أَصَمَّ دونَ العِتابِ للشاعر أَبو تَمّام
رَيــبُ دَهــرٍ أَصَــمَّ دونَ العِــتــابِ
مُــرصِــدٌ بِــالأَوجــالِ وَالأَوصــابِ
جَـفَّ دَرُّ الدُنـيـا فَـقَد أَصبَحَت تَك
تــالُ أَرواحَــنــا بِــغَـيـرِ حِـسـابِ
لَو بَــدَت سـافِـراً أُهـيـنَـت وَلَكِـن
شَـعَـفَ الخَـلقَ حُـسنُها في النِقابِ
إِنَّ رَيــبَ الزَمـانِ يُـحـسِـنُ أَن يُه
دي الرَزايـا إِلى ذَوي الأَحـسابِ
فَــلِهَــذا يَــجِــفُّ بَــعــدَ اِخـضِـرارٍ
قَـبـلَ رَوضِ الوِهادِ رَوضُ الرَوابي
لَم تَـدُر عَـيـنُهُ عَـنِ الحُـمـسِ حَتّى
ضَــعـضَـعَـت رُكـنَ حِـمـيَـرَ الأَربـابِ
بَــطَــشَـت مِـنـهُـم بِـلُؤلُؤَةِ الغَـوّا
صِ حُــســنــاً وَدُمــيَــةِ المِــحــرابِ
بِالصَريحِ الصَريحِ وَالأَروَعِ الأَر
وَعِ مِــنــهُـم وَبِـاللُبـابِ اللُبـابِ
ذَهَـبَـت يـا مُـحَـمَّدُ الغُـرُّ مِن أَيّا
مِــــكَ الواضِــــحــــاتِ أَيَّ ذَهــــابِ
عَـبَّسـَ اللَحـدُ وَالثَـرى مِنكَ وَجهاً
غَــيــرَ مــا عــابِــسٍ وَلا قَــطّــابِ
أَطـفَـأَ اللَحدُ وَالثَرى لُبَّكَ المُس
رَجَ فــي وَقــتِ ظُــلمَــةِ الأَلبــابِ
وَتَــبَــدَّلتَ مَــنـزِلاً ظـاهِـرَ الجَـد
بِ يُــسَــمّــى مُــقَــطِّعــَ الأَســبــابِ
مَــنــزِلاً مــوحِـشـاً وَإِن كـانَ مَـع
مـوراً بِـحِـلِّ الصَـديـقِ وَالأَحـبابِ
يـا شِهـابـاً خَـبا لِآلِ عُبَيدِ الل
لَهِ أَعــزِز بِــفَـقـدِ هَـذا الشِهـابِ
زَهــرَةٌ غَــضَّةــٌ تَـفَـتَّقـَ عَـنـهـا ال
مَـجـدُ فـي مَـنـبِـتٍ أَنـيـقِ الجَنابِ
خُـلُقٌ كَـالمُـدامِ أَو كَـرِضابِ المِس
كِ أَو كَــالعَــبـيـرِ أَو كَـالمُـلابِ
وَحــيــاً نــاهــيــكَ فـي غَـيـرِ عِـيٍّ
وَصِــبــاً مُــشــرِقٌ بِــغَــيــرِ تَـصـابِ
أَنـزَلَتـهُ الأَيّـامُ عَـن ظَهرِها مِن
بَـعـدِ إِثـبـاتِ رِجـلِهِ فـي الرِكابِ
حينَ سامى الشَبابَ وَاِغتَدَتِ الدُن
يــا عَــلَيـهِ مَـفـتـوحَـةَ الأَبـوابِ
وَحـكـى الصـارِمَ المُـحَلّى سِوى أَنَّ
حُـــــــلاهُ جَـــــــواهِــــــرُ الآدابِ
وَهــوَ غَــضُّ الآراءِ وَالحَـزمِ خِـرقٌ
ثُــمَّ غَــضُّ النَــوالِ غَــضُّ الشَـبـابِ
قَــصَــدَت نَــحــوَهُ المَــنِـيَّةـُ حَـتّـى
وَهَـــبَـــت حُــســنَ وَجــهِهِ لِلتُــرابِ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد