Blog Image

قصيدة رُوَيدَكَ أَيُّها المَلِكُ الجَليلُ للشاعر المُتَنَبّي


رُوَيــدَكَ أَيُّهــا المَــلِكُ الجَـليـلُ

تَـــأَنَّ وَعُـــدَّهُ مِـــمّـــا تُـــنـــيــلُ


وَجــودَكَ بِــالمُـقـامِ وَلَو قَـليـلاً

فَــمــا فــيـمـا تَـجـودُ بِهِ قَـليـلُ


لِأَكـــبِـــتَ حــاسِــداً وَأَرى عَــدُوّاً

كَـــأَنَّهـــُمــا وَداعُــكَ وَالرَحــيــلُ


وَيَهـدَأَ ذا السَـحـابُ فَـقَد شَكَكنا

أَتَــغــلِبُ أَم حَـيـاهُ لَكُـم قَـبـيـلُ


وَكُــنــتُ أَعـيـبُ عَـذلاً فـي سَـمـاحٍ

فَهـا أَنـا فـي السَـماحِ لَهُ عَذولُ


وَمــا أَخــشــى نُــبـوَّكَ عَـن طَـريـقٍ

وَسَـيـفُ الدَولَةِ المـاضـي الصَقيلُ


وَكُــلُّ شَــواةِ غِــطــريــفٍ تَــمَــنّــى

لِسَــيــرِكَ أَنَّ مَـفـرِقَهـا السَـبـيـلُ


وَمِــثــلِ العَــمــقِ مَــمـلوءٍ دِمـاءً

جَـرَت بِـكَ فـي مَـجـاريـهِ الخُـيـولُ


إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا

فَــأَهــوَنُ مــا يَــمُـرُّ بِهِ الوُحـولُ


وَمَـن أَمَـرَ الحُـصـونَ فَـمـا عَـصَـتهُ

أَطــاعَــتــهُ الحُــزونَـةُ وَالسُهـولُ


أَتَــخـفِـرُ كُـلَّ مَـن رَمَـتِ اللَيـالي

وَتُــنــشِـرُ كُـلَّ مَـن دَفَـنَ الخُـمـولُ


وَنَــدعــوكَ الحُــسـامَ وَهَـل حُـسـامٌ

يَـعـيـشُ بِهِ مِـنَ المَـوتِ القَـتـيـلُ


وَمــا لِلسَـيـفِ إِلّا القَـطـعَ فِـعـلٌ

وَأَنــتَ القــاطِــعُ البَـرُّ الوَصـولُ


وَأَنــتَ الفــارِسُ القَــوّالُ صَـبـراً

وَقَــد فَــنِــيَ التَـكَـلُّمُ وَالصَهـيـلُ


يَـحـيـدُ الرُمـحُ عَـنـكَ وَفـيـهِ قَصدٌ

وَيَــقــصُـرُ أَن يَـنـالَ وَفـيـهِ طـولُ


فَــلَو قَــدَرَ السِـنـانُ عَـلى لِسـانٍ

لَقــالَ لَكَ السِــنـانُ كَـمـا أَقـولُ


وَلَو جــازَ الخُــلودُ خَـلَدتَ فَـرداً

وَلَكِـــن لَيـــسَ لِلدُنــيــا خَــليــلُ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد