Blog Image

قصيدة ديمَةٌ سَمحَةُ القِيادِ سَكوبُ للشاعر أَبو تَمّام


ديــمَــةٌ سَــمــحَــةُ القِـيـادِ سَـكـوبُ

مُـسـتَـغـيـثٌ بِهـا الثَـرى المَـكروبُ


لَو سَـعَـت بُـقـعَـةٌ لِإِعـظـامِ نُـعـمـى

لَسَـعـى نَـحـوَهـا المَـكـانُ الجَـديبُ


لَذَّ شُــؤبــوبُهــا وَطــابَ فَــلَو تَــس

طـيـعُ قـامَـت فَـعـانَـقَـتها القُلوبُ


فَهــيَ مــاءٌ يَــجــري وَمــاءٌ يَـليـهِ

وَعَـــزالٍ تَهـــمـــي وَأُخـــرى تَــذوبُ


كَــشَــفَ الرَوضُ رَأسَهُ وَاِســتَـسَـرَّ ال

مَـحـلُ مِـنـهـا كَـما اِستَسَرَّ المُريبُ


فَــإِذا الرَيُّ بَــعــدَ مَـحـلٍ وَجُـرجـا

نُ لَدَيــهــا يَــبــريــنُ أَو مَـلحـوبُ


أَيُّهـا الغَـيـثُ حَـيِّ أَهـلاً بِـمَـغـدا

كَ وَعِــنــدَ السُــرى وَحــيــنَ تَــؤوبُ


لِأَبــي جَــعــفَــرٍ خَــلائِقُ تَــحــكــي

هُـنَّ قَـد يُـشـبِهُ النَـجـيـبَ النَـجيبُ


أَنـتَ فـيـنـا في ذا الأَوانِ غَريبٌ

وَهــوَ فـيـنـا فـي كُـلِّ وَقـتٍ غَـريـبُ


ضــاحِــكٌ فــي نَــوائِبِ الدَهـرِ طَـلقٌ

وَمُــلوكٌ يَــبــكــيــنَ حــيــنَ تَـنـوبُ


فَإِذا الخَطبُ راثَ نالَ النَدى وَال

بَـذلُ مِـنـهُ مـا لا تَـنـالُ الخُطوبُ


خُــــلُقٌ مُــــشــــرِقٌ وَرَأيٌ حُــــســــامٌ

وَوِدادٌ عَـــــذبٌ وَريـــــحٌ جَــــنــــوبُ


كُـــــــلَّ يَـــــــومٍ لَهُ وَكُــــــلَّ أَوانٍ

خُــــلُقٌ ضــــاحِـــكٌ وَمـــالٌ كَـــئيـــبُ


إِن تُـقـارِبـهُ أَو تُـبـاعِـدهُ ما لَم

تَــأتِ فَــحــشـاءَ فَهـوَ مِـنـكَ قَـريـبُ


مــا اِلتَــقــى وَفــرُهُ وَنـائِلُهُ مُـذ

كــــانَ إِلّا وَوَفــــرُهُ المَـــغـــلوبُ


فَهــوَ مُــدنٍ لِلجــودِ وَهــوَ بَــغـيـضٌ

وَهــوَ مُــقــصٍ لِلمــالِ وَهـوَ حَـبـيـبُ


يَـأخُـذُ الزائِريـنَ قَـسـراً وَلَو كَـف

فَ دَعـــاهُـــم إِلَيــهِ وادٍ خَــصــيــبُ


غَـيـرَ أَنَّ الرامـي المُـسَـدِّدَ يَـحتا

طُ مَـــعَ العِـــلمِ أَنَّهــُ سَــيُــصــيــبُ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد