قصيدة دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً للشاعر أبو فِراس الحَمَداني
دَعَــونــاكَ وَالهِـجـرانُ دونَـكَ دَعـوَةً
أَتـاكَ بِهـا يَقظانَ فِكرُكَ لا البُردُ
فَـأَصـبَـحـتَ مـابَـيـنَ العَـدُوِّ وَبَينَنا
تَـجـارى بِكَ الخَيلُ المُسَوَّمَةُ الجُردُ
أَتَـيـنـاكَ أَدنـى مـانُـجـيـبُكَ جُهدَنا
فَأَهوَنَ سَيرِ الخَيلِ مِن تَحتِنا الشَدُّ
بِـــكُـــلِّ نِــزارِيٍّ أَتَــتــكَ بِــشَــخــصِهِ
عَــوائِدُ مِــن حـالَيـكَ لَيـسَ لَهـا رَدُّ
نُـبـاعِـدُهُـم وَقتاً كَما يُبعَدُ العِدى
وَنُـكـرِمُهُـم وَقـتاً كَما يُكرَمُ الوَفدُ
وَنَـــدنـــو دُنُــوّاً لا يُــوَلَّدُ جُــرأَةً
وَنَــجــفــو جَــفــاءً لايُــوَلِّدُهُ زُهــدُ
أَفـضَـت عَـلَيـهِ الجـودَ مِـن قَبلِ هَذِهِ
وَأَفــضَــلُ مِــنــهُ مــا يُـؤَمِّلـُهُ بَـعـدُ
وَحُــمـرِ سُـيـوفٍ لا تَـجِـفُّ لَهـا ظُـبـىً
بِــأَيـدي رِجـالٍ لا يُـحَـطُّ لَهـا لِبـدُ
وَزُرقٍ تَـشُـقُّ البُـردَ عَـن مُهَجِ العِدى
وَتَـسـكُـنُ مِـنـهُـم أَينَما سَكَنَ الحِقدُ
وَمُـصـطَـحَـبـاتٍ قـارَبَ الرَكـضُ بَـينَها
وَلَكِـن بِهـا عَـن غَـيـرِهـا أَبَداً بُعدُ
نُـشَـرِّدُهُـم ضَـربـاً كَـمـا شَـرَّدَ القَطا
وَنَـنـظِـمُهُـم طَـعـناً كَما نُظِمَ العِقدُ
لَئِن خـانَـكَ المَـقـدورُ فيما نَوَيتَهُ
فَما خانَكَ الرَكضُ المَواصِلُ وَالجُهدُ
تُـعـادُ كَـمـا عَـوَّدتَ وَالهـامُ صَخرُها
وَيُبنى بِها المَجدُ المُؤَثَّلُ وَالحَمدُ
فَـفـي كَـفِّكـَ الدُنيا وَشيمَتُكَ العُلا
وَطـائِرُكَ الأَعـلى وَكَـوكَـبَـكَ السَـعدُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد