Blog Image

قصيدة جَلَلاً كَما بِيَ فَليَكُ التَبريحُ للشاعر المُتَنَبّي


جَــلَلاً كَـمـا بِـيَ فَـليَـكُ التَـبـريـحُ

أَغِــذاءُ ذا الرَشَـأِ الأَغَـنِّ الشـيـحُ


لَعِـبَـت بِـمِـشـيَـتِهِ الشُـمـولُ وَغادَرَت

صَـنَـمـاً مِـنَ الأَصـنـامِ لَولا الروحُ


مــا بــالُهُ لاحَــظــتُهُ فَــتَــضَــرَّجَــت

وَجَــــنـــاتُهُ وَفُـــؤادِيَ المَـــجـــروحُ


وَرَمـى وَمـا رَمَـتـا يَـداهُ فَـصـابَـني

سَهـــمٌ يُـــعَـــذِّبُ وَالسِهـــامُ تُــريــحُ


قَــرُبَ المَــزارُ وَلا مَــزارَ وَإِنَّمــا

يَــغـدو الجِـنـانُ فَـنَـلتَـقـي وَيَـروحُ


وَفَــشَــت سَــرائِرُنــا إِلَيــكَ وَشَـفَّنـا

تَــعــريـضُـنـا فَـبَـدا لَكَ التَـصـريـحُ


لَمّــا تَــقَــطَّعــَتِ الحُــمـولُ تَـقَـطَّعـَت

نَـــفـــســـي أَســـىً وَكَــأَنَّهــُنَّ طُــلوحُ


وَجَـلا الوَداعُ مِـنَ الحَبيبِ مَحاسِناً

حُــسـنُ العَـزاءِ وَقَـد جُـليـنَ قَـبـيـحُ


فَـــيَـــدٌ مُـــسَـــلِّمَــةٌ وَطَــرفٌ شــاخِــصٌ

وَحَــشــىً يَــذوبُ وَمَــدمَــعٌ مَــســفــوحُ


يَـجِـدُ الحَـمـامُ وَلَو كَوَجدي لَاِنبَرى

شَــجَـرُ الأَراكِ مَـعَ الحَـمـامِ يَـنـوحُ


وَأَمَــقَّ لَو خَــدَتِ الشَــمــالُ بِـراكِـبٍ

فـــي عَـــرضِهِ لَأَنــاخَ وَهــيَ طَــليــحُ


نــازَعــتُهُ قُــلَصَ الرِكــابِ وَرَكـبُهـا

خَــوفَ الهَــلاكِ حُـداهُـمُ التَـسـبـيـحُ


لَولا الأَمــيـنُ مُـسـاوِرُ بـنُ مُـحَـمَّدٍ

مــا جُــشِّمــَت خَــطَــراً وَرُدَّ نَــصــيــحُ


وَمَــتـى وَنَـت وَأَبـو المُـظَـفَّرِ أَمُّهـا

فَـأَتـاحَ لي وَلَهـا الحِـمـامَ مُـتـيـحُ


شِـمـنـا وَمـا حُـجِـبَ السَـمـاءُ بُروقَهُ

وَحَــرىً يَــجــودُ وَمـا مَـرَتـهُ الريـحُ


مَـــرجُـــوُّ مَــنــفَــعَــةٍ مَــخــوفُ أَذِيَّةٍ

مَــغــبــوقُ كــاسِ مَــحــامِـدٍ مَـصـبـوحُ


حَـنِـقٌ عَـلى بِـدَرِ اللُجَـيـنِ وَما أَتَت

بِــإِســاءَةٍ وَعَــنِ المُــســيــءِ صَـفـوحُ


لَو فُــرِّقَ الكَــرَمُ المُــفَــرِّقُ مــالَهُ

في الناسِ لَم يَكُ في الزَمانِ شَحيحُ


أَلغَــت مَــسـامِـعُهُ المَـلامَ وَغـادَرَت

سِـــمَـــةً عَــلى أَنــفِ اللِئامِ تَــلوحُ


هَــذا الَّذي خَــلَتِ القُــرونُ وَذِكــرُهُ

وَحَــديــثُهُ فــي كُــتــبِهــا مَــشــروحُ


أَلبــابُــنــا بِــجَــمــالِهِ مَــبـهـورَةٌ

وَسَــحــابُــنــا بِــنَــوالِهِ مَــفــضــوحُ


يَـغـشـى الطِـعـانَ فَـلا يَـرُدُّ قَـناتَهُ

مَــكــســورَةً وَمِــنَ الكُــمـاةِ صَـحـيـحُ


وَعَـلى التُـرابِ مِـنَ الدِمـاءِ مَجاسِدٌ

وَعَـلى السَـمـاءِ مِـنَ العَـجـاجِ مُسوحُ


يَـخـطو القَتيلَ إِلى القَتيلِ أَمامَهُ

رَبُّ الجَـــوادِ وَخَـــلفَهُ المَــبــطــوحُ


فَــمَــقــيــلُ حُــبِّ مُــحِــبِّهــِ فَــرِحٌ بِهِ

وَمَـــقـــيــلُ غَــيــظِ عَــدُوِّهِ مَــقــروحُ


يُـخـفـي العَـداوَةَ وَهـيَ غَـيـرُ خَـفِيَّةٍ

نَــظَــرُ العُــدُوِّ بِــمــا أَسَــرَّ يَـبـوحُ


يـا اِبـنَ الَّذي مـا ضَـمَّ بُردٌ كَاِبنِهِ

شَــرَفــاً وَلا كَــالجَــدِّ ضَــمَّ ضَــريــحُ


نَـفـديـكَ مِـن سَـيـلٍ إِذا سُئِلَ النَدى

هَــولٍ إِذا اِخــتَــلَطــا دَمٌ وَمَــسـيـحُ


لَو كُـنـتَ بَـحـراً لَم يَـكُـن لَكَ ساحِلٌ

أَو كُـنـتَ غَـيـثـاً ضـاقَ عَـنـكَ اللوحُ


وَخَـشـيـتُ مِـنكَ عَلى البِلادِ وَأَهلِها

مــا كــانَ أَنــذَرَ قَــومَ نــوحٍ نــوحُ


عَــــجــــزٌ بِـــحُـــرٍّ فـــاقَـــةٌ وَوَراءَهُ

رِزقُ الإِلَهِ وَبـــابَـــكَ المَــفــتــوحُ


إِنَّ القَــريــضَ شَــجٍ بِــعِـطـفـي عـائِذٌ

مِــن أَن يَــكــونَ سَــواءَكَ المَـمـدوحُ


وَذَكِــيُّ رائِحَــةِ الرِيــاضِ كَــلامُهــا

تَـبـغـي الثَـناءَ عَلى الحَيا فَتَفوحُ


جُهـدُ المُـقِـلِّ فَـكَـيـفَ بِـاِبـنِ كَريمَةٍ

تــوليــهِ خَــيــراً وَاللِسـانُ فَـصـيـحُ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد