قصيدة جُعِلتُ فِداكَ أَنتَ مَن لا نَدُلُّهُ للشاعر أَبو تَمّام
جُـــعِـــلتُ فِــداكَ أَنــتَ مَــن لا نَــدُلُّهُ
عَـلى الحَـزمِ في التَدبيرِ بَل نَستَدِلُّهُ
وَلَيــسَ اِمــرُؤٌ يَهــديــكَ غَــيــرَ مُــذَكَّرٍ
إِلى كَــــرَمٍ إِلّا اِمــــرُؤٌ ضَــــلَّ ضُــــلُّهُ
وَلَكِـــنَّنـــا مِــن يــوسُــفَ بــنِ مُــحَــمَّدٍ
عَـــلى أَمَـــلٍ كَــالفَــجــرِ لاحَ مُــطِــلُّهُ
هِــلالٌ لَنــا قَــد كــادَ يَـخـمُـدُ ضَـوؤُهُ
وَكُــنّــا نَــراهُ البَــدرَ إِذ نَــسـتَهِـلُّهُ
هُـوَ السَـيـفُ عَـضـبـاً قَـد أَرَثَّتـ جُفونُهُ
وَضُـــيِّعـــَ حَـــتّـــى كُــلُّ شَــيــءٍ يَــفُــلُّهُ
فَــصُــنــهُ فَــإِنّـا نَـرتَـجـي فـي غِـرارِهِ
شِــفــاءً مِــنَ الأَعــداءِ يَــومَ تَــسُــلُّهُ
لَهُ خُـــلُقٌ رَحـــبٌ وَنَـــفـــسٌ رَأَيـــتُهـــا
إِذا رَزَحَـــت نَـــفــسُ اللَئيــمِ تُــقِــلُّهُ
فَــفــيــمَ وَلِم صَــيَّرتَ سَــمــعَـكَ ضَـيـعَـةً
وَوَقَــفـا عَـلى السـاعـي بِهِ يَـسـتَـغِـلُّهُ
قَـــرارَةُ عَـــدلٍ سَـــيـــلُ كُـــلِّ ثَـــنِــيَّةٍ
إِلَيـــهـــا وَشِـــعـــبٌ كُــلُّ زَورٍ يَــحُــلُّهُ
لِذَلِكَ ذا المَــولى المُهــانُ يُهــيــنُهُ
فَـيَـحـظـى وَذا العَـبـدُ الذَليـلُ يُـذِلُّهُ
أَتَـغـدو بِهِ فـي الحَـربِ قَـبـلَ اِتِّغارِهِ
وَفي الخَطبِ قَد أَعيا الأَولى مُصمَئِلُّهُ
وَتَــعــقِــدُهُ حَـتّـى إِذا اِسـتَـحـصَـدَت لَهُ
مَـــرائِرُهُ أَنـــشَـــأتَ بَـــعـــدُ تَـــحُــلُّهُ
هُـوَ النَـفَـلُ الحُـلوُ الَّذي إِن شَـكَـرتَهُ
فَــقَــد ذابَ فــي أَقــصـى لَهـاتِـكَ حَـلُّهُ
وَفَــــيــــءٌ فَــــوَقِّرهُ وَإِنّــــي لَواثِــــقٌ
بِــأَن لا يَــراكَ اللَهُ مِــمَّنــ يَــغُــلُّهُ
فَـلَو كـانَ فَـرعـاً مِـن فُـروعِكَ لَم يَكُن
لَنــــا مِــــنــــهُـــمُ إِلّا ذَراهُ وَظِـــلُّهُ
فَــكَــيــفَ وَإِن لَم يَــرزُقِ اللَهُ إِخــوَةً
لَهُ فَهــوَ بَــعــدَ اليَــومِ فَــرعُـكَ كُـلُّهُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد