Blog Image

قصيدة تَزورُ دِياراً ما نُحِبُّ لَها مَغنى للشاعر المُتَنَبّي


تَــزورُ دِيــاراً مــا نُــحِــبُّ لَهـا مَـغـنـى

وَنَـسـأَلُ فـيـهـا غَـيـرَ سـاكِـنِهـا الإِذنا


نَــقــودُ إِلَيــهـا الآخِـذاتِ لَنـا المَـدى

عَـلَيـهـا الكُـماةُ المُحسِنونَ بِها الظَنّا


وَنُـصـفـي الَّذي يُـكنى أَبا الحَسَنِ الهَوى

وَنُـرضـي الَّذي يُـسـمـى الإِلَهَ وَلا يُـكنى


وَقَـــد عَـــلِمَ الرومُ الشَــقِــيّــونَ أَنَّنــا

إِذا مـا تَـرَكـنـا أَرضَهُـم خَـلفَـنـا عُدنا


وَأَنّـا إِذا مـا المَـوتُ صَـرَّحَ فـي الوَغـى

لَبِـسـنـا إِلى حـاجاتِنا الضَربَ وَالطَعنا


قَــصَــدنــا لَهُ قَــصــدَ الحَــبــيـبِ لِقـاؤُهُ

إِلَيـــنـــا وَقُــلنــا لِلسُــيــوفِ هَــلُمِّنــّا


وَخَــيــلٍ حَــشَــونــاهـا الأَسِـنَّةـَ بَـعـدَمـا

تَــكَــدَّسـنَ مِـن هَـنّـا عَـلَيـنـا وَمِـن هَـنّـا


ضُـــرِبـــنَ إِلَيــنــا بِــالسِــيــاطِ جَهــالَةً

فَــلَمّــا تَــعــارَفــنـا ضُـرِبـنَ بِهـا عَـنّـا


تَـعَـدَّ القُـرى وَالمُـس بِـنـا الجَيشَ لَمسَةً

نُـبـارِ إِلى مـا تَـشـتَهـي يَـدُكَ اليُـمـنـى


فَــقَــد بَــرَدَت فَــوقَ اللُقــانِ دِمــاؤُهُــم

وَنَـحـنُ أُنـاسٌ نُـتـبِـعُ البـارِدَ السُـخـنـا


وَإِن كُـنـتَ سَـيـفَ الدَولَةِ العَـضـبَ فـيـهِمِ

فَدَعنا نَكُن قَبلَ الضِرابِ القَنا اللُدنا


فَــنَــحــنُ الأُلى لا نَــأتَــلي لَكَ نُـصـرَةً

وَأَنـــتَ الَّذي لَو أَنَّهـــُ وَحـــدَهُ أَغـــنــى


يَـقـيـكَ الرَدى مَـن يَـبـتَغي عِندَكَ العُلا

وَمَـن قـالَ لا أَرضى مِنَ العَيشِ بِالأَدنى


فَــلَولاكَ لَم تَـجـرِ الدِمـاءُ وَلا اللُهـا

وَلَم يَــكُ لِلدُنــيـا وَلا أَهـلِهـا مَـعـنـى


وَمــا الخَــوفُ إِلّا مــا تَـخَـوَّفَهُ الفَـتـى

وَلا الأَمـنُ إِلّا مـا رَآهُ الفَـتـى أَمنا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد