قصيدة بَكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا للشاعر المُتَنَبّي
بَـكـيـتُ يـا رَبـعُ حَـتّـى كِـدتُ أَبـكـيكا
وَجُــدتُ بـي وَبِـدَمـعـي فـي مَـغـانـيـكـا
فَـعِـم صَـبـاحـاً لَقَـد هَـيَّجـتَ لي شَـجَـناً
وَاِردُد تَــحِــيَّتــَنــا إِنّــا مُــحَــيّـوكـا
بِـــأَيِّ حُـــكـــمِ زَمـــانٍ صِــرتَ مُــتَّخــِذاً
رِئمَ الفَـلا بَـدَلاً مِـن رِئمِ أَهـليـكـا
أَيّـامَ فـيـكَ شُـمـوسٌ مـا اِنـبَـعَثنَ لَنا
إِلّا اِبـتَـعَـثـنَ دَمـاً بِـاللَحظِ مَسفوكا
وَالعَــيــشُ أَخـضَـرُ وَالأَطـلالُ مُـشـرِفَـةٌ
كَــأَنَّ نــورَ عُــبَــيــدِ اللَهِ يَــعـلوكـا
نَـجـا اِمرُؤٌ يا اِبنَ يَحيى كُنتَ بُغيَتَهُ
وَخـــابَ رَكـــبُ رِكـــابٍ لَم يَـــأُمّــوكــا
أَحـيَـيـتَ لِلشُـعَـراءِ الشِـعرَ فَاِمتَدَحوا
جَــمــيــعَ مَــن مَـدَحـوهُ بِـالَّذي فـيـكـا
وَعَلَّموا الناسَ مِنكَ المَجدَ وَاِقتَدَروا
عَـلى دَقـيـقِ المَـعـانـي مِـن مَـعانيكا
فَـكُـن كَـمـا أَنـتَ يـا مَن لا شَبيهَ لَهُ
أَو كَـيـفَ شِـئتَ فَـمـا خَـلقٌ يُـدانـيـكـا
شُـكـرُ العُـفـاةِ لِمـا أَولَيـتَ أَوجَـدَنـي
إِلى نَــداكَ طَــريــقَ العُـرفِ مَـسـلوكـا
وَعُــظــمُ قَـدرِكَ فـي الآفـاقِ أَوهَـمَـنـي
أَنّــي بِــقِــلَّةِ مــا أَثـنَـيـتُ أَهـجـوكـا
كَــفــى بِــأَنَّكــَ مِـن قَـحـطـانَ فـي شَـرَفٍ
وَإِن فَــخَــرتَ فَــكُــلٌّ مِــن مَــواليــكــا
وَلَو نَــقَــصـتُ كَـمـا قَـد زِدتُ مِـن كَـرَمٍ
عَـلى الوَرى لَرَأَونـي مِـثـلَ شـانـيـكـا
لَبّــى نَــداكَ لَقَــد نـادى فَـأَسـمَـعَـنـي
يَــفـديـكَ مِـن رَجُـلٍ صَـحـبـي وَأَفـديـكـا
مـا زِلتَ تُـتـبِـعُ مـا تـولي يَـداً بِـيَدٍ
حَـتّـى ظَـنَـنـتُ حَـيـاتـي مِـن أَيـاديـكـا
فَــإِن تَـقُـل هـا فَـعـاداتٌ عُـرِفـتَ بِهـا
أَو لا فَـإِنَّكـَ لا يَـسـخـو بِهـا فـوكـا
شاركنا بتعليق وشرح مفيد