Blog Image

قصيدة بِأَبي وَغَيرِ أَبي وَذاكَ قَليلُ للشاعر أَبو تَمّام


بِــأَبــي وَغَــيــرِ أَبــي وَذاكَ قَـليـلُ

ثــاوٍ عَــلَيـهِ ثَـرى النِـبـاجِ مَهـيـلُ


خَـــذَلَتـــهُ أُســرَتُهُ كَــأَنَّ سَــراتَهُــم

جَهِــلوا بِــأَنَّ الخــاذِلَ المَــخــذولُ


أَكّــالُ أَشــلاءِ الفَـوارِسِ بِـالقَـنـا

أَضـــحـــى بِهِـــنَّ وَشِـــلوُهُ مَـــأكـــولُ


كُــفّــي فَــقَــتــلُ مُــحَــمَّدٍ لي شـاهِـدٌ

أَنَّ العَــزيــزَ مَــعَ القَــضـاءِ ذَليـلُ


إِن يُــســتَـضَـم بَـعـدَ الإِبـاءِ فَـإِنَّهُ

قَـد يُـسـتَـضـامُ المُـصـعَـبُ المَـعـقولُ


مُــسـتَـحـسِـنٌ وَجـهَ الرَدى فـي مَـعـرَكٍ

وَجــهُ الحَـيـاةِ بِـحَـومَـتَـيـهِ جَـمـيـلُ


أَنـسـى أَبـا نَـصـرٍ نَـسـيـتُ إِذَن يَدي

فـي حَـيـثُ يَـنـتَـصِـرُ الفَـتـى وَيُـنيلُ


هَـيـهـاتَ لا يَـأتـي الزَمـانُ بِمِثلِهِ

إِنَّ الزَمـــانَ بِـــمِــثــلِهِ لَبَــخــيــلُ


مـا أَنـتَ بِـالمَـقـتـولِ صَـبـراً إِنَّما

أَمَــلي غَــداةَ نَــعِــيِّكــَ المَــقـتـولُ


لِلسَــيــفِ بَــعــدَكَ حُــرقَــةٌ وَعَــويــلُ

وَعَــلَيــكَ لِلمَــجــدِ التَـليـدِ غَـليـلُ


إِن طالَ يَومُكَ في الوَغى فَلَقَد تُرى

فــيــهِ وَيَــومُ الهــامِ مِـنـكَ طَـويـلُ


فَسَتَذكُرُ الخَيلُ اِنصِلاتَكَ في السُرى

وَالقَــفــرُ مَــعـروفُ الرَدى مَـجـهـولُ


وَتُــفَـلَّلُ الأَحـسـابُ بَـعـدَكَ وَالنُهـى

وَالبـــيـــضُ مُــلسٌ مــا بِهِــنَّ فُــلولُ


مَــن ذا يُـحَـدِّثُ بِـالبَـقـاءِ ضَـمـيـرَهُ

هَـيـهـاتَ أَنـتَ عَـلى الفَـنـاءِ دَليـلُ


يـا لَيـتَ شِـعـري بِـالمَـكـارِمِ كُـلِّها

مــاذا وَقَــد فَــقَــدَت نَــداكَ تَـقـولُ


كَـم مَـشـهَـدٍ قَـد جَـدَّدَتـهُ لَكَ العُـلا

وَكَــأَنَّهــُ بِــالأَمــسِ وَهــوَ مُــحــيــلُ


وَكَــتــيــبَـةٍ كُـتِـبَـت لَهـا أَرواحُهـا

وَاليَــومُ أَحــمَــرُ مِــن دَمٍ مَــصـقـولُ


مــا شَــكَّ أَثــبَــتُهُــم يَـقـيـنـاً أَنَّهُ

لِلمَــوتِ فــي قَــبـضِ النُـفـوسِ رَسـولُ


يـا يَـومَ قَـحـطَـبَـةٍ لَقَـد أَبـقَيتَ لي

حُـــرَقـــاً أَرى أَيّــامَهــا سَــتَــطــولُ


لَيــثٌ لَوَ اِنَّ اللَيــثَ قــامَ مَـقـامَهُ

لَاِنــصــاعَ وَهــوَ يَــراعَــةٌ إِجــفـيـلُ


لَمّـا رَأى جَـمـعـاً قَليلاً في الوَغى

وَأُولو الحِـفـاظِ مِـنَ القَـليلِ قَليلُ


لاقـى الكَـريـهَـةَ وَهـوَ مُـغمِدُ رَوعِهِ

فـــيـــهــا وَلَكِــن سَــيــفُهُ مَــســلولُ


وَمَـشـى إِلى المَـوتِ الزُؤامِ كَـأَنَّما

هُــوَ فــي مَــحَــبَّتــِهِ إِلَيــهِ خَــليــلُ


لَم يـــودِ مِـــنـــهُ واحِـــدٌ لَكِــنَّمــا

أَودى بِهِ مِـــن أَســـوَدانَ قَـــبـــيــلُ


أَضـــحَـــت عِـــراصُ مُـــحَــمَّدٍ وَمُــحَــمَّدٍ

وَأَخـــيـــهِـــمـــا وَكَـــأَنَّهـــُنَّ طُــلولُ


أَبَــنـي حُـمَـيـدٍ لَيـسَ أَوَّلَ مـا عَـفـا

بَـعـدَ الأُسـودِ مِـنَ الأُسـودِ الغـيلُ


مـــازالَ الصَـــبــرُ وَهــوَ عَــلَيــكُــمُ

بِــالمَـوتِ فـي ظِـلِّ السُـيـوفِ كَـفـيـلُ


مُــســتَــبــسِـلونَ كَـأَنَّمـا مُهـجـاتُهُـم

لَيــسَــت لَهُــمُ إِلّا غَــداةَ تَــســيــلُ


أَلِفـوا المَـنـايـا فَالقَتيلُ لَدَيهِمُ

مَـن لا تُـجَـلّي الحَـربُ وَهـوَ قَـتـيـلُ


إِن كـانَ رَيـبُ الدَهـرِ أَثـكَـلَنـيـهُـمُ

فَــالدَهــرُ أَيــضــاً مَــيِّتــٌ مَــثـكـولُ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد