Blog Image

قصيدة القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ للشاعر المُتَنَبّي


القَــلبُ أَعــلَمُ يــا عَــذولُ بِــدائِهِ

وَأَحَــقُّ مِــنــكَ بِــجَــفــنِهِ وَبِــمــائِهِ


فَـوَمَـن أُحِـبُّ لَأَعـصِـيَـنَّكـَ فـي الهَوى

قَـــسَـــمــاً بِهِ وَبِــحُــســنِهِ وَبَهــائِهِ


أَأُحِـــبُّهـــُ وَأُحِـــبُّ فـــيــهِ مَــلامَــةً

إِنَّ المَــلامَــةَ فــيــهِ مِـن أَعـدائِهِ


عَـجِـبَ الوُشـاةُ مِـنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم

دَع مـا بَـراكَ ضَـعُـفـتَ عَـن إِخـفـائِهِ


مــا الخِــلُّ إِلّا مَــن أَوَدُّ بِــقَــلبِهِ

وَأَرى بِـــطَـــرفٍ لا يَــرى بِــسَــوائِهِ


إِنَّ المُـعـينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى

أَولى بِـــرَحـــمَـــةِ رَبِّهـــا وَإِخــائِهِ


مَهــلاً فَــإِنَّ العَــذلَ مِــن أَسـقـامِهِ

وَتَــرَفُّقــاً فَــالسَــمـعُ مِـن أَعـضـائِهِ


وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى

مَـــطـــرودَةً بِـــسُهـــادِهِ وَبُـــكـــائِهِ


لا تَــعـذُلِ المُـشـتـاقَ فـي أَشـواقِهِ

حَــتّــى يَــكـونَ حَـشـاكَ فـي أَحـشـائِهِ


إِنَّ القَــتــيــلَ مُــضَــرَّجــاً بِـدُمـوعِهِ

مِــثــلُ القَـتـيـلِ مُـضَـرَّجـاً بِـدِمـائِهِ


وَالعِـشـقُ كَـالمَـعـشـوقِ يَـعـذُبُ قُربُهُ

لِلمُــبــتَــلى وَيَــنـالُ مِـن حَـوبـائِهِ


لَو قُــلتَ لِلدَنِــفِ الحَـزيـنِ فَـدَيـتُهُ

مِــــمّــــا بِهِ لَأَغَــــرتَهُ بِـــفِـــدائِهِ


وُقِـيَ الأَمـيـرُ هَـوى العُـيـونِ فَإِنَّهُ

مــا لا يَــزولُ بِــبَــأسِهِ وَسَــخــائِهِ


يَـسـتَـأسِـرُ البَـطَـلَ الكَـمِـيَّ بِـنَـظرَةٍ

وَيَـــحـــولُ بَــيــنَ فُــؤادِهِ وَعَــزائِهِ


إِنّـــي دَعَـــوتُـــكَ لِلنَـــوائِبِ دَعــوَةً

لَم يُــدعَ ســامِــعُهــا إِلى أَكـفـائِهِ


فَـأَتَـيـتَ مِـن فَـوقِ الزَمـانِ وَتَـحـتِهِ

مُــــتَـــصَـــلصِـــلاً وَأَمـــامِهِ وَوَرائِهِ


مَــن لِلسُـيـوفِ بِـأَن تَـكـونَ سَـمِـيَّهـا

فــــي أَصـــلِهِ وَفِـــرِنـــدِهِ وَوَفـــائِهِ


طُـبِـعَ الحَـديـدُ فَـكـانَ مِـن أَجـناسِهِ

وَعَـــلِيٌّ المَـــطـــبـــوعُ مِــن آبــائِهِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد