قصيدة إِنَّ الخَليطَ أَجَدّوا البَينَ فَاِنفَرَقوا للشاعر الحُطَيئَة
إِنَّ الخَـليـطَ أَجَدّوا البَينَ فَاِنفَرَقوا
وَذاكَ مِــنــهُــم عَــلى ذي حــاجَـةٍ خُـرُقُ
لَم يُــطـلِعـوكَ عَـلى مـا فـي نُـفـوسِهِـمُ
وَلَم يَــكُــن لَكَ فــي أَيــمــانِهِـم عَـلَقُ
شَــكّــوا قَــليــلاً بِــأَمـرٍ ثُـمَّ سَـرَّحَهُـم
جَـذبُ القَـريـنَـةِ وَالأَهواءُ فَاِنصَفَقوا
كــانـوا بِـلَيـلٍ عَـصـاهُـم وَهـيَ واحِـدَةٌ
فَــأَصــبَــحــوا وَعَــصــاهُـم غُـدوَةً شِـقَـقُ
بَـعـدَ المُـدَمَّنـِ مِـنـهُـم وَالحُـلولَ لَهُم
وَســامِــرُ الحَــيِّ يُــدعـى وَسـطَهُـم خِـرَقُ
وَالدَهــرُ لَيــسَ بِــمَــأمــونٍ تَــخــالُجُهُ
عَــلى الأَحِــبَّةــِ وَالأَهــواءُ تَـنـصَـفِـقُ
خـافـوا الجِـنـانَ وَفَـرّوا مِـن مُـسَـوَّمةٍ
يُـلوى بِـأَعـنـاقِهـا الكَـتّـانُ وَالأَبَـقُ
فَــأَصــبَـحَ الحَـيُّ يُـحـدى بَـيـنَ ذي أُرُلٍ
وَبَــيــنَ أَســفَــلَ وادي دَومَــةِ الحِــزِقُ
مُــنَــكِّبــيــنَ أُفــاقــاً عَـن أَيـامِـنِهِـم
وَعَـن شَـمـائِلِهِـم ذو الغِـيـنَـةِ القَـرِقُ
تَــبَّعــتُهُــم بَــصَــري حَــتّــى تَــدَمَّنـَهُـم
مِـنَ الجَـمـادِ وَوادي الغـابَـةِ البُـرَقُ
وَفــي الظَــعـائِنِ لَو أَلمَـمـتَ بَهـكَـنَـةٌ
بِــالزَعــفَــرانِ لَعــوبٌ جَــيــبُهـا شَـرِقُ
لا تَــطــعَــمُ الزادَ إِلّا أَن تُهَــبَّ لَهُ
كَـمـا يُـصـادى عَـلَيـهِ الطـاعِـمُ السَنِقُ
وَلا تَــأَرّى لِمــا فـي القِـدرِ تَـرصُـدُهُ
وَلا تَـقـومُ بِـأَعـلى الفَـجـرِ تَـنـتَـطِـقُ
ثُــمَّ اِنــصَــرَفــتُ بِــمِــجــذامٍ عُـذافِـرَةٍ
سَــنَّ الرَبــيــعَ بِهــا تِــرعــيَّةــٌ أَنِــقُ
فــي عــازِبٍ نـامَ لَيـلُ السـارِيـاتِ بِهِ
مِــنَ الأَوائِلِ وَاِنــحَــلَّت بِهِ النُــطُــقُ
لَم يُؤذِها الصَيفَ طَوفُ الحالِبِينَ بِها
وَلَم تَــغِــطَّ عَــلَيــهـا الجِـلَّةُ الفُـنُـقُ
يَــســري القُـرادُ عَـلَيـهـا ثُـمَ تُـزلِقُهُ
مِــنــهـا مَـغـابِـنُ مُـسـوَدٌ بِهـا العَـرَقُ
تَــخــدي عَــلى يَـسَـراتٍ فـي فَـقـارَتِهـا
كَــأَنَّهــُنَّ صُــقــوبُ العَــرعَــرِ السُــحُــقُ
قَـريَـتُهـا لَو يَـنـي جَـذبـي خَـزامَـتَهـا
كـادَت مِـنَ الرَحـلِ وَالأَنـسـاعِ تَـنزَلِقُ
لَولا الجَــديــلُ وَأَنــســاعٌ مُــظـاهَـرَةٌ
وَالضَـربُ بِـالسَـوطِ حَـتّـى بَـلَّها العَلَقُ
أَلقَـت قُـتُـودِيَ بِـالمَـومـاةِ وَاِنـزَهَـقَت
كَــــأَنَّهــــا قــــارِبٌ أَقــــرابَهُ لَهِــــقُ
يَــطــيــرُ مَــروُ لَيـانٍ عَـن مَـنـاسِـمِهـا
كَــمـا تَـطـايَـرَ عِـنـدَ الجَهـبَـذِ الوَرَقُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد