Blog Image

قصيدة إِنّي أَتَتني مِن لَدُنكَ صَحيفَةٌ للشاعر أَبو تَمّام


إِنّـي أَتَـتـنـي مِـن لَدُنـكَ صَـحـيفَةٌ

غَـلَبَـت هُـمـومَ الصَدرِ وَهيَ غَوالِبُ


وَطَـلَبـتَ وُدّي وَالتَـنـائِفُ بَـيـنَنا

فَــنَــداكَ مَــطـلوبٌ وَمَـجـدُكَ طـالِبُ


فَـلتَـلقَـيَـنَّكـَ حَـيـثُ كُـنـتَ قَـصائِدٌ

فـيـهـا لِأَهـلِ المَـكـرُمـاتِ مَـآرِبُ


فَـكَـأَنَّمـا هِـيَ في السَماعِ جَنادِلٌ

وَكَـأَنَّمـا هِـيَ فـي العُيونِ كَواكِبُ


وَغَـــرائِبٌ تَـــأتــيــكَ إِلّا أَنَّهــا

لِصَـنـيـعِـكَ الحَسَنِ الجَميلِ أَقارِبُ


نِـعَـمٌ إِذا رُعِـيَـت بِـشُـكرٍ لَم تَزَل

نِـعَـمـاً وَإِن لَم تُـرعَ فَهيَ مَصائِبُ


كَثُرَت خَطايا الدَهرِ فِيَّ وَقَد يُرى

بِــنَـداكَ وَهـوَ إِلَيَّ مِـنـهـا تـائِبُ


وَتَـــتـــابَــعَــت أَيّــامُهُ وَشُهــورُهُ

عُــصَــبـاً يُـغِـرنَ كَـأَنَّهـُنَّ مَـقـانِـبُ


مِـن نَـكـبَـةٍ مَـحـفـوفَـةٍ بِـمُـصـيـبَةٍ

جُـذَّ السَـنـامُ لَهـا وَجُـذَّ الغـارِبُ


أَو لَوعَــةٍ مَــنـتـوجَـةٍ مِـن فُـرقَـةٍ

حَــقُّ الدُمـوعِ عَـلَيَّ فـيـهـا واجِـبُ


وَوَلِهـتُ مُـذ زُمَّتـ رِكـابُـكَ لِلنَـوى

فَــكَـأَنَّنـي مُـذ غِـبـتَ عَـنّـي غـائِبُ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد