قصيدة إِحدى بَني بَكرِ بنِ عَبدِ مَناهِ للشاعر أَبو تَمّام
إِحــدى بَــنــي بَــكـرِ بـنِ عَـبـدِ مَـنـاهِ
بَــيــنَ الكَــثــيـبِ الفَـردِ فَـالأَمـواهِ
أَلقـى النَـصـيـفَ فَـأَنـتِ خاذِلَةُ المَها
أُمـــنِـــيَّةــُ الخــالي وَلَهــوُ اللاهــي
رَيّـــا تُـــجــاذِبُ خَــصــرَهــا أَردافُهــا
وَتَــطــيـبُ نَـكـهَـتُهـا عَـلى اِسـتِـنـكـاهِ
عَــرَضَــت لَنــا يَــومَ الحِـمـى فـي خُـرَّدٍ
كَـــالسِـــربِ حُــوِّ لِثــاً وَلُعــسَ شِــفــاهِ
بــيــضٍ يَـجـولُ الحُـسـنُ فـي وَجَـنـاتِهـا
وَالمِـــلحُ بَـــيـــنَ نَـــظــائِرٍ أَشــبــاهِ
لَم تَــجــتَــمِــع أَمـثـالُهـا فـي مَـوطِـنٍ
لَولا صِــــفــــاتٌ فــــي كِـــتـــابِ اللَهِ
وَمُــــــفَـــــنِّدٍ لَوّامَـــــةٍ نَهـــــنَهـــــتُهُ
عَــــن مُــــغــــلِطٍ لِعَــــذولِهِ نَــــجّــــاهِ
وَمُـــؤَيِّهـــٍ بـــي كَـــي أُفــيــقَ وَإِنَّنــي
لَأَصَــــمُّ عَــــن يـــاهٍ وَعَـــن يَهـــيـــاهِ
دَعـنـي أرُقـم أَوَدَ الشَـبـابِ بِـذِكـرِهـا
إِنَّ السَـــفـــاهَ بِهــا لَغَــيــرُ سَــفــاهِ
فَـإِذا اِنـقَـضَـت أَيّـامُ تَـشـيـيعِ الصِبا
أَظــــهَــــرتُ تَــــوبَــــةَ خـــاشِـــعٍ أَوّاهِ
وَمُـــعـــاوِدٍ لِلبـــيـــدِ لا يَهــفــو بِهِ
هـــافٍ وَلا يَـــزهـــاهُ فـــيـــهـــا زاهِ
مُهــدٍ لِأَلطــافِ الثَــنــاءِ إِلى فَــتــى
كَــــالبَــــدرِ لا صَــــلِفٍ وَلا تَـــيّـــاهِ
لِأَبــي الغَــريــبِ غَـرائِبـاً مِـن مَـدحِهِ
فــي غَــيــرِ تَــعـقـيـدٍ وَلا اِسـتِـكـراهِ
مَــن مــاتَ مِــن حَــدَثِ الزَمــانِ فَــإِنَّهُ
يَــحــيــا لَدى يَـحـيـى بـنِ عَـبـدِ اللَهِ
كَـــالسَـــيـــفِ لَيـــسَ بِــزُمَّلــٍ شِهــدارَةٍ
يَـــومـــاً وَلا بِـــغُـــضُـــبَّةـــٍ جَـــبّـــاهِ
وَمُهَـفـهَـفِ السـاقـي قَـريبِ جَنى النَدى
عَــفِّ النَــديــمِ سَـريـعِ سَـعـيِ الطـاهـي
وَأَغَــرَّ يَــلهــو بِــالمَــكـارِمِ وَالوَغـى
إِنَّ المَــــكــــارِمَ لِلكَــــريـــمِ مَـــلاهِ
يُــمــســي وَيُــصــبِــحُ عَـرضُهُ فـي صَـخـرَةٍ
دَمَـــغَـــت شَـــواةَ العـــائِبِ العَــضّــاهِ
قُـل لِلعِـداةِ الحـاسِـديـهِ عَـلى العُلا
رَغــمــاً لِآنِــفِــكُــم بَــنــي الأَسـتـاهِ
حَــسَــدٌ تَــمَــكَّنــَ ذُلُّهُ مِــن بُــغــضِــكُــم
فـــي أَعـــيُـــنٍ وَمَـــعـــاطِـــسٍ وَشِــفــاهِ
هُــــوَ لِلوَفِـــيِّ العَهـــدِ ظِـــلُّ أَراكَـــةٍ
وَلِمُـــضـــمِــرِ الشَــنَــآنِ شَــوكُ عِــضــاهِ
قَـــرمٌ أَقَـــرَّ لَهُ الرِجـــالُ بِـــفَــضــلِهِ
طَــــوعــــاً بِــــلا قَهـــرٍ وَلا إِكـــراهِ
عَـــذُبَ اِســـمُهُ بِــفَــمــي فَــظَــلَّ كَــأَنَّهُ
لِلراحِ بِـــالمـــاءِ القَـــراحِ مُـــضــاهِ
لَو أَنَّهــــُ نَــــبــــتٌ لَكــــانَــــت دونَهُ
قُـــضُـــبُ البَـــشـــامِ اللُدنِ لِلأَفــواهِ
كَــم فَــرحَــةٍ أَهــدى وَكَــم مِــن تَـرحَـةٍ
لِمُـــــــــؤَمِّلـــــــــٍ راجٍ وَلاحٍ نــــــــاهِ
شِـمـنـا نَـدى يُـمـنـاهُ فَـاِنـبَـجَسَت لَنا
بِــمَــواهِــبٍ لَم تَــنــفَــجِــر بِــمِــيــاهِ
لَمّــا طَــلَبـتُ العَـذبَ مِـنـهـا أَصـبَـحَـت
قُـــلُبـــي بِهـــا مَـــمـــلوءَةً وَرِداهـــي
لَولا تَـــنـــاهــي كُــلِّ مَــخــلوقٍ لَقَــد
خِــلنــا نَــوالَكَ لَيــسَ بِــالمُـتَـنـاهـي
مــازِلتَ تُــمــطِــرُ ديــمَــةً مَــعَ وابِــلٍ
حَـــتّـــى كَــأَنَّكــَ لِلسَــحــابِ مُــبــاهــي
وَلَقَــد وُعِــدتُ مَــواعِــداً فَــنَــبَـذتُهـا
خَــلفــي وَوَعــدُكَ مــايَــزالُ تِــجــاهــي
سَهــمُ بــنُ أَوسٍ فــي ضَــمــانِــكَ عــالِمٌ
أَن لَســتَ بِــالنــاسـي وَلا بِـالسـاهـي
أَجــزِل لَهُ الحَــظَّيــنِ مِــنــكَ وَكُــن لَهُ
رُكـــنـــاً عَــلى الأَيّــامِ لَيــسَ بِــواهِ
بِـــوِلايَـــتَـــيـــنِ وِلايَـــةٍ مَـــذكــورَةٍ
مَــــشــــهــــورَةٍ وَوِلايَــــةٍ بِـــالجـــاهِ
هُوَ في الغِنى غَرسي وَغَرسُكَ في العُلى
أَنّـــى اِنـــصَــرَفــتَ وَأَنــتَ غَــرسُ اللَهِ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد