Blog Image

قصيدة أَيُّ نَدىً بَينَ الثَرى وَالجَبوبِ للشاعر أَبو تَمّام


أَيُّ نَـدىً بَـينَ الثَرى وَالجَبوبِ

وَسُــــؤدُدٍ لَدنٍ وَرَأيٍ صَــــليــــبِ


يـابـنَ أَبي رِبعِيٍّ اِستُقبِلَت مِن

يَـومِـكَ الدُنـيـا بِـيَـومٍ عَـصـيبِ


شَـقَّ جُـيوباً مِن رِجالٍ لَوِ اِسطا

عـوا لَشَـقّوا ما وَراءَ الجُيوبِ


كُـنـتَ عَـلى البُـعدِ قَريباً فَقَد

صِـرتَ عَـلى قُـربِـكَ غَيرَ القَريبِ


راحَـت وُفـودُ الأَرضِ عَـن قَـبرِهِ

فـارِغَـةَ الأَيدي مِلاءَ القُلوبِ


قَــد عَــلِمَــت مــا رُزِئَت إِنَّمــا

يُعرَفُ فَقدُ الشَمسِ بَعدَ الغُروبِ


إِذا البَـعـيـدُ الوَطَـنِ اِنتابَهُ

حَــلَّ إِلى نَهــيٍ وَجِــزعٍ خَــصـيـبِ


أَدنَـتـهُ أَيدي العيسِ مِن ساحَةٍ

كَــأَنَّهـا مَـسـقَـطُ رَأسِ الغَـريـبِ


أَظــلَمَــتِ الآمــالُ مِــن بَـعـدِهِ

وَعُــرِّيَــت مِـن كُـلِّ حُـسـنٍ وَطـيـبِ


كــانَــت خُــدوداً صُـقِـلَت بُـرهَـةً

فَـاليَـومَ صارَت مَألَفاً لِلشُحوبِ


كَــم حــاجَـةٍ صـارَت رَكـوبـاً بِهِ

وَلَم تَـكُـن مِـن قَـبلِهِ بِالرَكوبِ


حَــلَّ عُـقـالَيـهـا كَـمـا أَطـلَقَـت

مِـن عُـقَدِ المُزنَةِ ريحُ الجَنوبِ


إِذا تَــيَــمَّمــنــاهُ فــي مَـطـلَبٍ

كـانَ قَـليباً أَو رِشاءَ القَليبِ


وَنِــعــمَــةٍ مِــنــهُ تَـسَـربَـلتُهـا

كَــأَنَّهــا طُــرَّةُ ثَــوبٍ قَــشــيــبِ


مِــنَ اللَواتـي إِن وَنـى شـاكِـرٌ

قـامَـت لِمُسديها مَقامَ الخَطيبِ


مَـتـى تُـنِـخ تَـرحَـل بِـتَـفـضـيلِهِ

أَو غـابَ يَـوماً حَضَرَت بِالمَغيبِ


فَـمـا لَنـا اليَـومَ وَلا لِلعُلى

مِن بَعدِهِ غَيرُ الأَسى وَالنَحيبِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد