قصيدة أَيَدري ما أَرابَكَ مَن يُريبُ للشاعر المُتَنَبّي
أَيَـدري مـا أَرابَـكَ مَـن يُـريـبُ
وَهَل تَرقى إِلى الفَلَكِ الخُطوبُ
وَجِــســمُــكَ فَـوقَ هِـمَّةـِ كُـلِّ داءٍ
فَــقُــربُ أَقَــلِّهـا مِـنـهُ عَـجـيـبُ
يُــجَـمِّشـُكَ الزَمـانُ هَـوىً وَحُـبّـاً
وَقَـد يُـؤذي مِنَ المِقَةِ الحَبيبُ
وَكَـيـفَ تُـعِـلُّكَ الدُنـيـا بِـشَـيءٍ
وَأَنــتَ لِعِـلَّةِ الدُنـيـا طَـبـيـبُ
وَكَـيـفَ تَـنـوبَـكَ الشَـكوى بِداءٍ
وَأَنـتَ المُـسـتَـغـاثُ لِمـا يَنوبُ
مَــلِلتُ مُـقـامَ يَـومٍ لَيـسَ فـيـهِ
طِـــعـــانٌ صــادِقٌ وَدَمٌ صَــبــيــبُ
وَأَنـتَ المَـلكُ تُمرِضُهُ الحَشايا
لِهِــمَّتــِهِ وَتَــشــفــيـهِ الحُـروبُ
وَمـا بِـكَ غَـيـرُ حُبِّكَ أَن تَراها
وَعِــثـيَـرُهـا لِأَرجُـلِهـا جَـنـيـبُ
مُــجَــلِّحَــةً لَهـا أَرضُ الأَعـادي
وَلِلسُـمـرِ المَـنـاحِـرُ وَالجُـنوبُ
فَــقَــرِّطـهـا الأَعِـنَّةـَ راجِـعـاتٍ
فَـإِنَّ بَـعـيـدَ مـا طَـلَبَـت قَـريبُ
أَذا داءٌ هَــفــا بُـقـراطُ عَـنـهُ
فَــلَم يُــعــرَف لِصـاحِـبِهِ ضَـريـبُ
بِـسَـيـفِ الدَولَةِ الوَضّـاءِ تُمسي
جُـفـونـي تَـحـتَ شَـمـسٍ مـا تَغيبُ
فَـأَغـزو مَن غَزا وَبِهِ اِقتِداري
وَأَرمــي مَــن رَمــى وَبِهِ أُصـيـبُ
وَلِلحُــسّــادِ عُــذرٌ أَن يَــشِـحّـوا
عَـلى نَـظَري إِلَيهِ وَأَن يَذوبوا
فَــإِنّــي قَـد وَصَـلتُ إِلى مَـكـانٍ
عَـلَيـهِ تَـحـسُـدُ الحَـدَقَ القُلوبُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد