قصيدة أَيَحلو لِمَن لا صَبرَ يُنجِدُهُ صَبرُ للشاعر أبو فِراس الحَمَداني
أَيَــحــلو لِمَــن لا صَــبـرَ يُـنـجِـدُهُ صَـبـرُ
إِذا مــا اِنــقَــضــى فِـكـرٌ أَلَمَّ بِهِ فِـكـرُ
أَمُــمــعِــنَــةً فـي العَـذلِ رِفـقـاً بِـقَـلبِهِ
أَيَـــحـــمِـــلُ ذا قَـــلبٌ وَلو أَنَّهــُ صَــخــرُ
عَـذيـري مِـنَ اللائي يَـلُمـنَ عَـلى اَلهَوى
أَما في الهَوى لَو ذُقنَ طَعمَ الهَوى عُذرُ
أَطَـــلنَ عَـــلَيــهِ اللَومَ حَــتّــى تَــرَكــنَهُ
وَســـــاعَـــــتُهُ شَهـــــرٌ وَلَيـــــلَتُهُ دَهــــرُ
وَمِــنــكِــرَةٌ مــاعــايَــنَــت مِــن شُــحــوبِهِ
وَلا عَــجَــبٌ مــا عــايَــنَــتــهُ وَلا نُـكـرُ
وَيُـحـمَـدُ فـي العَـضـبِ البِـلى وَهـوَ قاطِعٌ
وَيَـحـسُـنُ فـي الخَـيـلِ المُـسَـوَّمَـةِ الضُـمرُ
وَقــــائِلَةٍ مــــاذا دَهــــاكَ تَــــعَـــجُّبـــاً
فَـــقُـــلتُ لَهــا يــاهَــذِهِ أَنــتِ وَالدَهــرِ
أَبِـالبَـيـنِ أَم بِـالهَـجـرِ أَم بِـكِـلَيـهِـما
تَـشـارَكَ فـيـمـا سـاءَنـي البَـينُ وَالهَجرُ
يُـــذَكِّرُنـــي نَــجــداً حَــبــيــبٌ بِــأَرضِهــا
أَيـا صـاحِـبـي نَـجـوايَ هَـل يَـنفَعُ الذِكرُ
تَــطــاوَلَتِ الكُــثــبــانُ بَــيـنـي وَبَـيـنَهُ
وَبـاعَـدَ فـيـمـا بَـيـنَـنـا البَـلَدُ القَفرُ
مَـــفـــاوِزُ لا يُـــعـــجِــزنَ صــاحِــبَ هِــمَّةٍ
وَإِن عَـجَـزَت عَـنـهـا الغُـرَيـرِيَّةـُ الصُـبـرُ
كَــأَنَّ سَــفــيــنــاً بَــيــنَ فَــيــدٍ وَحـاجِـزٍ
يَـــحُـــفُّ بِهِ مِـــن آلِ قـــيــعــانِهِ بَــحــرُ
عَـــدانِـــيَ عَــنــهُ ذَودُ أَعــداءِ مَــنــهَــلٍ
كَـــثـــيــرٌ إِلى وُرّادِهِ النَــظَــرُ الشَــزرُ
وَسُــمــرُ أَعــادٍ تَــلمَـعُ البـيـضُ بَـيـنَهُـم
وَبـــيـــضُ أَعــادٍ فــي أَكُــفِّهــِمُ السُــمــرُ
وَقَــومٌ مَــتــى مــا أَلقَهُــم رَوِيَ القَـنـا
وَأَرضٌ مَــتــى مــا أَغـزُهـا شَـبِـعَ النَـسـرُ
وَخَــيــلٌ يَــلوحُ الخَــيـرُ بَـيـنَ عُـيـونِهـا
وَنَــصــلٌ مَــتــى مــاشِــمـتُهُ نَـزَلَ النَـصـرُ
إِذا مـا الفَـتـى أَذكـى مُـغـاوَرَةَ العِدى
فَـــكُـــلُّ بِـــلادٍ حَـــلَّ ســاحَــتَهــا ثَــغــرُ
وَيَــــومٍ كَـــأَنَّ الأَرضَ شـــابَـــت لِهَـــولِهِ
قَــطَــعــتُ بِـخَـيـلٍ حَـشـوُ فُـرسـانِهـا صَـبـرُ
تَــســيــرُ عَــلى مِــثــلِ المُــلاءِ مُـنَـشَّراً
وَآثـــارُهـــا طَـــرزٌ لِأَطـــرافِهــا حُــمــرُ
أُشَـــيِّعـــُهُ وَالدَمـــعُ مِـــن شِــدَّةِ الأَســى
عَــلى خَــدِّهِ نَــظــمٌ وَفــي نَــحــرِهِ نَــثــرُ
وَعُــدتُ وَقَــلبــي فــي سِــجــافِ غَــبــيــطَهُ
وَلي لَفَـــتـــاتٌ نَـــحـــوَ هَـــودَجِهِ كُـــثــرُ
وَفــيــمَــن حَــوى ذاكَ الحَــجـيـجُ خَـريـدَةٌ
لَهـا دونَ عَـطـفِ السَـتـرِ مِـن صَونِها سِترُ
وَفــي الكُــمِّ كَــفٌّ لا يَــراهـا عَـديـلُهـا
وَفــي الخِـدرِ وَجـهٌ لَيـسَ يَـعـرِفُهُ الخِـدرُ
فَهَـــل عَـــرَفـــاتٌ عـــارِفـــاتٌ بِـــزَورِهــا
وَهَــل شَــعَــرَت تِـلكَ المَـشـاعِـرُ وَالحِـجـرُ
أَمــا اِخــضَـرَّ مِـن بُـطـنـانِ مَـكَّةـَ مـاذَوى
أَمـا أَعـشَـبَ الوادي أَمـا أَنـبَـتَ الصَخرُ
سَــقــى اللَهُ قَــومــاً حَــلَّ رَحـلُكَ فـيـهِـمُ
سَـــحـــائِبَ لاقُـــلٌّ جَـــداهـــا وَلا نَـــزرُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد