قصيدة أَما إِنَّهُ رَبعُ الصِبا وَمَعالِمُه للشاعر أبو فِراس الحَمَداني
أَمــا إِنَّهــُ رَبــعُ الصِــبــا وَمَـعـالِمُه
فَـلا عُـذرَ إِن لَم يُنفِذِ الدَمعَ ساجِمُه
لَئِن بِــتَّ تَــبــكــيــهِ خَـلاءً فَـطـالَمـا
نَــعِــمــتَ بِهِ دَهــراً وَفــيــهِ نَـواعِـمُه
رِيــاحٌ عَــفَــتــهُ وَهــيَ أَنـفـاسُ عـاشِـقٍ
وَوَبــلٌ سَــقــاهُ وَالجُــفــونُ غَــمــائِمُه
وَظَــلّامَــةٍ قَــلَّدتُهــا حُــكــمَ مُهــجَـتـي
وَمَـن يُـنـصِـفُ المَظلومَ وَالخَصمُ حاكِمُه
مَهــاةٌ لَهــا مِــن كُــلِّ وَجــدٍ مَــصــونُهُ
وَخَــودٌ لَهــا مِــن كُــلِّ دَمــعٍ كَــرائِمُه
وَلَيــلٍ كَــفَـرعَـيـهـا قَـطَـعـتُ وَصـاحِـبـي
رَقــيــقُ غِــرارٍ مِــخــذَمُ الحَـدِّ صـارِمُه
تَــغُــذُّ بِــيَ القَــفــرَ الفَـضـاءَ شِـمِـلَّةٌ
سَـــواءٌ عَـــلَيــهــا نَــجــدُهُ وَتَهــائِمُه
تُــــصـــاحِـــبُـــنـــي آرامُهُ وَظِـــبـــاؤُهُ
وَتُـــؤنِـــسُـــنـــي أَصـــلالُهُ وَأَراقِـــمُه
وَأَيُّ بِــلادِ اللَهِ لَم أَنــتَــقِــل بِهــا
وَلا وَطِـئَتـهـا مِـن بَـعـيـري مَـنـاسِـمُه
وَنَـــحـــنُ أُنــاسٌ يَــعــلَمُ اللَهُ أَنَّنــا
إِذا جَــمَـحَ الدَهـرُ الغَـشـومُ شَـكـائِمُه
إِذا وُلِدَ المَــولودُ مِـنّـا فَـإِنَّمـا ال
أَسِــنَّةــُ وَالبــيــضُ الرِقــاقُ تَـمـائِمُه
أَلا مُــبــلِغٌ عَـنّـي اِبـنَ عَـمّـي أَلوكَـةً
بَـثَـثـتُ بِهـا بَـعـضَ الَّذي أَنـا كـاتِمُه
أَيـا جـافِـيـاً مـاكُـنـتُ أَخـشـى جَـفاءَهُ
وَإِن كَــــــثُــــــرَت عُــــــذّالُهُ وَلَوائِمُه
كَـــذَلِكَ حَـــظّــي مِــن زَمــانــي وَأَهــلِهِ
يُــصــارِمُـنـي الخِـلُّ الَّذي لا أُصـارِمُه
وَإِن كُــنــتُ مُــشــتــاقــاً إِلَيـكَ فَـإِنَّهُ
لَيَـــشـــتــاقُ صَــبٌّ إِلفَهُ وَهــوَ ظــالِمُه
أَوَدُّكَ وُدّاً لا الزَمــــانُ يُــــبـــيـــدُهُ
وَلا النَأيُ يُفنيهِ وَلا الهَجرُ ثالِمُه
وَأَنــــــتَ وَفِــــــيٌّ لايُـــــذَمُّ وَفـــــاؤُهُ
وَأَنــتَ كَــريــمٌ لَيـسَ تُـحـصـى مَـكـارِمُه
أُقـــيـــمُ بِهِ أَصــلُ الفَــخــارِ وَفَــرعُهُ
وَشُــــدَّ بِهِ رُكــــنُ العُـــلا وَدَعـــائِمُه
أَخــو السَــيــفِ تُــعـديـهِ نَـداوَةُ كَـفِّهِ
فَــيَــحــمَــرُّ حَــدّاهُ وَيَــخــضَــرُّ قــائِمُه
أَعِــنـدَكَ لي عُـتـبـى فَـأَحـمِـلَ مـامَـضـى
وَأَبــنــي رُواقَ الوُدِّ إِذ أَنـتَ هـادِمُه
شاركنا بتعليق وشرح مفيد