Blog Image

قصيدة أَمالِكُ إِنَّ الحُزنَ أَحلامُ حالِمٍ للشاعر أَبو تَمّام


أَمــالِكُ إِنَّ الحُــزنَ أَحــلامُ حــالِمٍ

وَمَهـمـا يَـدُم فَـالوَجـدُ لَيـسَ بِدائِمِ


أَمــالِكُ إِفــراطُ الصَــبــابَـةِ تـارِكٌ

جَـنـاً وَاِعوِجاجاً في قَناةِ المَكارِمِ


تَــأَمَّلــ رُوَيـداً هَـل تَـعُـدَّنَّ سـالِمـاً

إِلى آدَمٍ أَم هَــل تَـعُـدُّ اِبـنَ سـالِمِ


مَـتـى تَرعَ هَذا المَوتَ عَيناً بَصيرَةً

تَـجِـد عـادِلاً مِـنـهُ شَـبـيـهاً بِظالِمِ


وَإِن تَـكُ مَـفـجـوعـاً بِـأَبيَضَ لَم يَكُن

يَـشُـدُّ عَـلى جَـدواهُ عَـقـدَ التَـمـائِمِ


بِـــفـــارِسِ دُعــمِــيٍّ وَهَــضــبَــةِ وائِلٍ

وَكَــوكَــبِ عَــتّــابٍ وَجَــمــرَةِ هــاشِــمِ


شَجا الريحَ فَاِزدادَت حَنيناً لِفَقدِهِ

وَأَحـدَثَ شَـجـواً فـي بُـكـاءِ الحَمائِمِ


فَـمِـن قَـبـلِهِ مـا قَـد أُصـيـبَ نَبِيُّنا

أَبـوالقـاسِمِ النورُ المُبينُ بِقاسِمِ


وَقــالَ عَـلِيٌّ فـي التَـعـازي لِأَشـعَـثٍ

وَخــافَ عَــلَيـهِ بَـعـضَ تِـلكَ المَـآثِـمِ


أَتَــصــبِــرُ لِلبَــلوى عَـزاءً وَحِـسـبَـةً

فَــتُـؤجَـرَ أَم تَـسـلو سُـلُوَّ البَهـائِمِ


وَلِلطُــرَّفــاتِ يَـومَ صِـفّـيـنَ لَم يَـمُـت

خُـفـاتـاً وَلا حُـزنـاً عَـدِيُّ بنِ حاتِمِ


خُــلِقـنـا رِجـالاً لِلتَـصَـبُّرِ وَالأَسـى

وَتِـلكَ الغَـوانـي لِلبُـكـا وَالمَـآتِمِ


وَأَيُّ فَـتـىً في الناسِ أَحرَضُ مِن فَتىً

غَـدا فـي خِفاراتِ الدُموعِ السَواجِمِ


وَهَـل مِـن حَـكـيمٍ ضَيَّعَ الصَبرَ بَعدَما

رَأى الحُـكَـمـاءُ الصَـبرَ ضَربَةَ لازِمِ


وَلَم يَـحـمَـدوا مِـن عالِمٍ غَيرِ عامِلٍ

خِـلافـاً وَلا مِـن عـامِـلٍ غَـيرِ عالِمِ


رَأَوا طُـرُقـاتِ العَـجـزِ عوجاً قَطيعَةً

وَأَقـطَـعُ عَـجـزٍ عِـنـدَهُـم عَـجـزُ حـازِمِ


فَـلا بَـرِحَـت تَـسـطـو رَبـيـعَـةُ مِـنكُمُ

بِـــأَرقَـــمَ عَــطّــافٍ وَراءَ الأَراقِــمِ


فَـأَنـتَ وَصِـنـواكَ النَـصـيـرانِ إِخـوَةٌ

خُـلِقـتُـم سَـعـوطـاً لِلأُنوفِ الرَواغِمِ


ثَــلاثَـةُ أَركـانٍ وَمـا اِنـهَـدَّ سُـؤدُدٌ

إِذا ثَــبَــتَــت فــيــهِ ثَـلاثُ دَعـائِمِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد