قصيدة أَلَم تَعرِض فَتَسأَل آلَ لَهوٍ للشاعر الأَخطَل
أَلَم تَــعــرِض فَـتَـسـأَل آلَ لَهـوٍ
وَأَروى وَالمُــدِلَّةَ وَالرَبــابــا
بِــــأَيّـــامٍ خَـــوالٍ صـــالِحـــاتٍ
وَلَذّاتٍ تُــذَكِّرُنــي الشَــبــابــا
نَـزَلتُ بِهِـنَّ فَـاِسـتَـذكَـينَ ناراً
قَـليـلاً ثُـمَّ أَسـرَعـنَ الذَهـابا
نَـواعِـمُ لَم يَـقِـظـنَ بِـجُـدِّ مَـقلٍ
وَلَم يَـقـذِفـنَ عَـن حَـفَـضٍ غُرابا
وَكُــنَّ إِذا بَـدَونَ بِـقُـبـلِ صَـيـفٍ
ضَـرَبـنَ بِجانِبِ الحَفرِ القِبابا
كَـأَنَّ الرَيـطَ فَـوقَ ظِـبـاءِ فَـلجٍ
غَـداةَ لَبِـسـنَ لِلبَـينِ الثِيابا
فَـفـارَقـنَ الخَـليـطَ عَـلى سَفينٍ
تَــشُــقُّ بِهِـنَّ أَمـواجـاً صِـعـابـا
تَـرى المَـلّاحَ مُـحـتَـجِـزاً بِليفٍ
يَــؤُمُّ بِهِــنَّ آجــامــاً وَغــابــا
إِذا التُـبّـانُ قَـلَّصَ عَـن مُـشـيحٍ
صَـدَفـنَ وَلَم يُـرِدنَ لَهُ عِـتـابـا
يَــعِــجُّ المــاءَ تَـحـتَ مُـسَـخَّراتٍ
يَـصُـكُّ القارَ وَالخَشَبَ الصِلابا
يَــعُـمـنَ عَـلى كَـلاكِـلِهِـنَّ فـيـهِ
وَلَو يُـزجـى إِلَيهِ الفيلُ هابا
إِذا مـا اِضـطَـرَّهُـنَّ إِلى مَـضـيقٍ
وَمَـوجُ المـاءِ يَـطَّرِدُ الحَـبابا
تَـتـابُـعَ صِـرمَـةِ الوَحـدِيِّ تَأوي
لِأولاهـا إِذا الراعـي أَهابا
رَجَـنَّ بِـحَـيـثُ تَـنـتَسِغُ المَطايا
فَـلا بَـقّـاً يَـخَـفـنَ وَلا ذُبابا
إِذا أَلقـوا مَـراسـيـهُـنَّ حَـلّوا
دَبـيـبَ السَبيِ يَبتَدِرُ النِقابا
تَـفَـرَّجَ مـائِحُ السُـبَـحـاءِ عَنها
إِذا نَـزَحَـت وَقَـد لَذَّ الشَـرابا
لَيـالِيَ وافَـتِ الصُـبـحَ الثُرَيّا
وَأَحــمَــت كُــلُّ هـاجِـرَةٍ شِهـابـا
أَفـاطِـمَ أَعـرِضـي قَبلَ المَنايا
كَـفـى بِالمَوتِ هَجراً وَاِجتِنابا
بَـرَقـتِ بِـعـارِضَـيـكِ وَلَم تَجودي
وَلَم يَـكُ ذاكِ مِـن نُعمى ثَوابا
كَــذَلِكَ أَخــلَفَــتــنــا أُمُّ بِـشـرٍ
عَـلى أَن قَـد جَـلَت غُـرّاً عِذابا
شَـتـيـتـاً يَـرتَـوي الظَمآنُ مِنهُ
إِذا الجَوزاءُ أَجحَرَتِ الضِبابا
وَقَـد قـالَت مُـدِلَّةُ إِذ قَـلَتـنـي
أَراكَ كَـبِـرتَ وَالصُـدغَـينِ شابا
فَـإِن يَـكُ رَيِّقـي قَـد بـانَ مِـنّي
فَقَد أُروي بِهِ الرَسَلَ اللِهابا
وَكُـــنَّ إِذا وَرَدنَ لِتِـــمِّ ظِــمــءٍ
عَــبَــأتُ لِكُــلِّ حـائِمَـةٍ ذِنـابـا
أَذودُ اللَخــلَخــانِــيّــاتِ عَـنـهُ
وَأَمـنِـحُهُ المُـصَـرَّحَـةَ العِـرابا
وَحـائِمَـتَـيـنِ تَـبـتَـغِـيـانِ سِـرّي
جَـعَـلتُ القَـلبَ دونَهُـما حِجابا
وَصـاحِـبِ صَـبـوَةٍ صـاحَـبـتُ حـيناً
فَـتُـبـتُ اليَـومَ مِن جَهلٍ وَتابا
وَنَفسُ المَرءِ تَرصُدُها المَنايا
وَتَــحــدُرُ حَـولَهُ حَـتّـى يُـصـابـا
إِذا أُمِــرَت بِهِ أَلقَــت عَــلَيــهِ
أَحَــدَّ سِـلاحِهـا ظُـفُـراً وَنـابـا
وَأَعــلَمُ أَنَّنــي عَــمّــا قَــليــلٍ
سَـتَـكـسـونـي جَـنادِلَ أَو تُرابا
فَـمَـن يَـكُ سـائِلاً بِـبَـني سَعيدٍ
فَـعَـبـدُ اللَهِ أَكـرَمُهُـم نِـصابا
تَــذَرَّيــتَ الذَوائِبَ مِــن قُـرَيـشٍ
وَإِن شُـعِـبـوا تَـفَرَّعتَ الشِعابا
بُــحــورُ بَــنـي أُمَـيَّةـَ أَورَثـوهُ
حَــمــالاتٍ وَأَخــلافــاً رِغـابـا
وَتَــجـمَـعُ نَـوفَـلاً وَبَـنـي عَـكَـبٍّ
كِـلا الحَـيَّينِ أَفلَحَ مَن أَصابا
وَمِـنّـا قَـد نَـمَـتـكَ عُـروقُ صِـدقٍ
إِذا الجَحَراتُ أَعوَينَ الكِلابا
مِـنَ الفِـتـيـانِ لابَهِـجٌ بِـدُنيا
وَلا جَـزِعٌ إِذا الحَـدَثانُ نابا
أَغَـرُّ مِـنَ الأَبـاطِـحِ مِـن قُـرَيشٍ
بِهِ يَـسـتَـمـطِرُ العَرَبُ السَحابا
شاركنا بتعليق وشرح مفيد