قصيدة أَلَم تَشكُر لَنا كَلبٌ بِأَنّا للشاعر الأَخطَل
أَلَم تَــشــكُــر لَنــا كَــلبٌ بِــأَنّــا
جَــلَونــا عَــن وُجـوهِهِـمِ الغُـبـارا
كَــشَــفــنــا عَــنــهُـمُ نَـزَواتِ قَـيـسٍ
وَمِــثـلُ جُـمـوعِـنـا مَـنَـعَ الذِمـارا
وَكــانــوا مَـعـشَـراً قَـد جـاوَرونـا
بِــمَــنــزِلَةٍ فَــأَكـرَمـنـا الجِـوارا
فَــلَمّــا أَن تَــخَــلّى اللَهُ مِــنـهُـم
أَغـاروا إِذ رَأوا مِـنّـا اِنـفِتارا
فَــعــاقَــبــنــاهُــمُ لِكَــمــالِ عَـشـرٍ
وَلَم نَــجــعَــل عِــقــابُهُــمُ ضِـمـارا
وَأَطــفَــأنــا شِهــابَهُــمُ جَــمــيـعـاً
وَشُــبَّ شِهــابُ تَــغــلِبَ فَـاِسـتَـنـارا
تَــحَــمَّلــنــا فَــلَمّــا أَحــمَــشـونـا
أَصـابـوا النـارَ تَـستَعِرُ اِستِعارا
وَأَفـــلَتَ حـــاتِــمٌ بِــفُــلولِ قَــيــسٍ
إِلى القـاطـولِ وَاِنـتَهَـكَ الفِرارا
جَـزَيـنـاهُـم بِـمـا صَـبَـحـوا شُـعَيثاً
وَأَصـــحـــابـــاً لَهُ وَرَدوا قَـــرارا
وَخَــيــرُ مَــتـالِفِ الأَقـوامِ يَـومـاً
عَــلى العَـزّاءِ عَـزمـاً وَاِصـطِـبـارا
فَــمَهــمــا كــانَ مِــن أَلَمٍ فَــإِنّــا
صَــبَــحـنـاهُـم بِهـا كَـأسـاً عُـقـارا
فَـلَيـتَ حَـديـثَـنـا يَـأتـي شُـعَـيـثـاً
وَحَــنــظَــلَةَ بــنَ قَــيـسٍ أَو مِـرارا
بِـــمـــا دِنّـــاهُـــمُ فــي كُــلِّ وَجــهٍ
وَأَبــــدَلنــــاهُـــمُ بِـــالدارِ دارا
فَــلا راذانُ تُــدعــى فــيــهِ قَـيـسٌ
وَلا القاطولُ وَاِقتَنَصوا الوِبارا
صَــبَــرنـا يَـومَ لاقَـيـنـا عُـمَـيـراً
فَـأَشـبَـعـنـا مَـعَ الرَخَـمِ النِـسارا
وَكــانَ اِبـنُ الحُـبـابِ أُعـيـرَ عِـزّاً
وَلَم يَــكُ عِــزُّ تَــغــلِبَ مُـسـتَـعـارا
فَـلا تَـرجـوا العُـيـونَ لِتَـنزِلوها
وَلا الرَهَواتِ وَاِلتَمِسوا المَغارا
وَســيــري يــا هَــوازِنُ نَــحــوَ أَرضٍ
بِهــا العَــذراءُ تَـتَّبـِعُ القُـتـارا
فَــإِنّــا حَــيـثُ حَـلَّ المَـجـدُ يَـومـاً
حَــلَلنــاهُ وَسِــرنــا حَــيــثُ ســارا
شاركنا بتعليق وشرح مفيد