قصيدة أَلقَت عَلى غارِبي حَبلَ اِمرِئٍ عانِ للشاعر أَبو تَمّام
أَلقَـت عَـلى غـارِبـي حَـبـلَ اِمـرِئٍ عـانِ
نَــوىً تُــقَــلِّبُ دونــي طَــرفَ ثُــعــبــانِ
تَــواتَــرَت نَـكَـبـاتُ الدَهـرِ تَـرشُـقُـنـي
مِــن كُــلِّ صــائِبَــةٍ عَــن قَـوسِ غَـضـبـانِ
مَــدَّت عِــنــانَ رَجــائي فَـاِسـتَـقَـدتُ لَهُ
حَـتّـى رَمَـت بِـيَ فـي بَـحـرِ اِبـنِ حَـسّـانِ
بَـحـرٌ مِـنَ الجـودِ يَـرمـي مَـوجُهُ زَبَـداً
حَــبــابُهُ فِــضَّةــٌ زيــنَــت بِــعِــقــيــانِ
لَولا اِبنُ حَسّانَ ماتَ الجودُ وَاِنتَشَرَت
مَــنــاحِـسُ البُـخـلِ تَـطـوي كُـلَّ إِحـسـانِ
لَمّــا تَــواتَــرَتِ الأَيّــامُ تَـعـبَـثُ بـي
وَأَســقَــطَــت ريــحُهـا أَوراقَ أَغـصـانـي
وَصَـــلتُ كَـــفَّ مُـــنـــىً بِـــكَـــفِّ غِـــنـــىً
فــارَقــتُ بَــيــنَهُـمـا هَـمّـي وَأَحـزانـي
حَـتّـى لَبِـسـتُ كُـسـىً لِليُـسـرِ تَـنـشُـرُهـا
عَـلى اِعـتِـسـاري يَدٌ لَم تَسهُ عَن شاني
يَــدٌ مِــنَ اليُــسـرِ قَـدَّت حُـلَّتـي عُـسُـري
حَــتّـى مَـشـى عُـسُـري فـي شَـخـصِ عُـريـانِ
وَصـالَحَـتـنـي اللَيـالي بَـعـدَمـا رَجَحَت
عَــلى سُــروري غُــمــومــي أَيَّ رُجــحــانِ
فَــاليَــومَ ســالَمَــنــي دَهـري وَذَكَّرَنـي
مِـنَ المَـدائِحِ مـا قَـد كـانَ أَنـسـانـي
ثُـمَّ اِنـتَـضَـت لِلعِـدا الأَيّـامُ صارِمَها
وَاِســتَــقـبَـلَتـهـا بِـوَجـهٍ غَـيـرِ حُـسّـانِ
سَــأَبــعَــثُ اليَــومَ آمــالي إِلى مَــلَكٍ
يَـلقـى المَـديـحَ بِـقَـلبٍ غَـيـرِ نَـسـيانِ
تَـفـاءَلَت مُـقـلَتـي فـيـهِ إِذا اِخـتَلَجَت
بِـالخَـيـرِ مِـن فَـوقِهـا أَشفارُ أَجفاني
يـا مَـن بِهِ بَـدُنَـت مِـن بَـعـدِمـا هَزُلَت
مِـنّـي المُـنـى وَأَرَتـنـي وَجـهَ خُـسراني
كُـن لي مُـجـيـراً مِـنَ الأَيّـامِ إِنَّ لَها
يَــداً تُــفَــحِّصــُ عَــن سِــرّي وَإِعــلانــي
يـابـنَ الأَكـارِمِ وَالمَـرجُـوِّ مِـن مُـضَـرٍ
إِذا الزَمــانُ جَــلا عَــن وَجــهِ خَــوّانِ
إِلَيــكَ ســاقَـتـنِـيَ الآمـالُ يَـجـنُـبُهـا
سَــحــابُ جــودِكَ مِــن أَرضــي وَأَوطـانـي
شاركنا بتعليق وشرح مفيد