Blog Image

قصيدة أَلا اِسلَمي اليَومَ ذاتَ الطَوقِ وَالعاجِ للشاعر الراعي النُمَيري


أَلا اِسلَمي اليَومَ ذاتَ الطَوقِ وَالعاجِ

وَالدَلِّ وَالنَـظَـرِ المَـسـتَـأنِـسِ السـاجـي


وَالواضِـــحِ الغُـــرِّ مَــصــقــولٍ عَــوارِضُهُ

وَالفـاحِـمِ الرَجِـلِ المُـسـتَـورِدِ الداجي


وَحــفٍ أَثـيـثٍ عَـلى المَـتـنَـيـنِ مُـنـسَـدِلٍ

مُـــســـتَــفــرَغٍ بِــدِهــانِ الوَردِ مَــجّــاجِ


وَمُــــرسَــــلٍ وَرَســــولٍ غَـــيـــرِ مُـــتَّهـــَمٍ

وَحــاجَــةٍ غَــيــرِ مُــزجــاةٍ مِــنَ الحــاجِ


طــاوَعــتُهُ بَــعــدَ مـا طـالَ النَـجِـيُّ بِهِ

وَظَـــنَّ أَنّـــي عَــلَيــهِ غَــيــرُ مُــنــعــاجِ


مــا زالَ يَــفــتَـحُ أَبـوابـاً وَيُـغـلِقُهـا

دونــي وَيَــفــتَــحُ بــابـاً بَـعـدَ إِرتـاجِ


حَــــتّــــى أَضـــاءَ سِـــراجٌ دونَهُ بَـــقَـــرٌ

حُــمــرُ الأَنــامِــلِ عَــيـنٌ طَـرفُهـا سـاجِ


يَـــكـــشِــرنَ لِلَّهــوِ وَاللَذّاتِ عَــن بَــرَدٍ

تَـــكَـــشُّفـــَ البَـــرقِ عَــن ذي لُجَّةــٍ داجِ


كَــأَنَّمــا نَــظَــرَت نَــحــوي بِــأَعــيُـنِهـا

عَــيــنُ الصَــريــمَـةِ أَو غِـزلانِ فِـرتـاجِ


بــيــضُ الوُجــوهِ كَــبَـيـضـاتٍ بِـمَـحـنِـيَـةٍ

فــي دِفــءِ وَحــفٍ مِــنَ الظِــلمـانِ هَـدّاجِ


يــا نُــعــمَهــا لَيــلَةً حَــتّـى تَـخَـوَّنَهـا

داعٍ دَعــا فــي فُــروعِ الصُــبــحِ شَـحّـاجِ


لَمّـا دَعـا الدَعـوَةَ الأولى فَـأَسـمَـعَني

أَخَـــذتُ بُـــردَيَّ وَاِســتَــمــرَرتُ أَدراجــي


وَزُلنَ كَــالتـيـنِ وارى القُـطـنُ أَسـفَـلَهُ

وَاِعــتَــمَّ مِــن بَــرَدَيّــا بَــيــنَ أَفــلاجِ


يَـمـشـيـنَ مَـشـيَ الهِجانِ الأُدمِ أَقبَلَها

خَـــلُّ الكَـــؤودِ هِــدانٌ غَــيــرُ مُهــتــاجِ


كَــأَنَّ فــي بُــرَتَــيــهــا كُــلَّمــا بَـدَتـا

بُـــــردِيَّتـــــَي زَبَــــدِ الآذِيِّ عَــــجّــــاجِ


إِن تَـنـءَ سَـلمـى فَـمـا سَـلمـى بِـفـاحِشَةٍ

وَلا إِذا اِســتــودِعَــت سِــرّاً بِــمِــزلاجِ


كَــأَنَّ مِــنــطَــقَهــا ليــثَــت مَــعــاقِــدُهُ

بِــعــانِــكٍ مِـن ذُرى الأَنـقـاءِ بَـحـبـاجِ


وَشَــربَــةٍ مِــن شَــرابٍ غَــيــرِ ذي نَــفَــسٍ

فــي كَــوكَــبٍ مِـن نُـجـومِ القَـيـظِ وَهّـاجِ


سَــقَــيــتُهــا صــادِيــاً تَهـوي مَـسـامِـعُهُ

قَــد ظَــنَّ أَن لَيـسَ مِـن أَصـحـابِهِ نـاجـي


وَفِــتــيَــةٍ غَــيــرِ أَنــكــاسٍ دَلَفـتُ لَهُـم

بِـــذي رِقـــاعٍ مِــنَ الخُــرطــومِ نَــشّــاجِ


أَولَجـــتُ حـــانــوتَهُ حُــمــراً مُــقَــطَّعــَةً

مِــن مــالِ سَــمــحٍ عَــلى التُـجّـارِ وَلّاجِ


فَــاِخـتَـرتُ مـا عِـنـدَهُ صَهـبـاءَ صـافِـيَـةً

مِــن خَــمــرِ ذي نَـطَـفـاتٍ عـاقِـدِ التـاجِ


يَـــظَـــلُّ شـــارِبِهـــا رِخــواً مَــفــاصِــلُهُ

يَــخــالُ بُــصــرى جِــمــالاً ذاتَ أَحــداجِ


وَقَــد أَقــولُ إِذا مــا القَـومُ أَدرَكَهُـم

سُـــكـــرُ النُـــعـــاسِ لِحَــرفٍ حُــرَّةٍ عــاجِ


فَـــســـائِلِ القَــومَ إِذ كَــلَّت رِكــابُهُــمُ

وَالعــيـسُ تَـنـسَـلُّ عَـن سَـيـري وَإِدلاجـي


وَنَــصِّيــَ العــيـسَ تَهـديـهِـم وَقَـد سَـدِرَت

كُـــلُّ جُـــمــاليَّةــٍ كَــالفَــحــلِ هِــمــلاجِ


عُــرضَ المَــفــازَةِ وَالظَــلمــاءُ داجِـيَـةٌ

كَـــأَنَّهـــا جُـــبَّةـــٌ خَــضــراءُ مِــن ســاجِ


وَمَــــنــــهَــــلٍ آجِـــنٍ غُـــبـــرٌ مَـــوارِدُهُ

خــاوي العُــروشِ يَــبــابٍ غَـيـرِ إِنـهـاجِ


عـافـي الجَـبـا غَـيـرَ أَصـداءٍ يُـطِفنَ بِهِ

وَذو قَــــلائِدَ بِــــالأَعــــطـــانِ عَـــرّاجِ


بــاكَــرتُهُ بِــالمَــطـايـا وَهـيَ خـامِـسَـةٌ

قَـــبـــلَ رِعـــالٍ مِـــنَ الكُــدريِّ أَفــواجِ


حَــتّــى أَرُدَّ المَــطــايــا وَهـيَ سـاهِـمَـةٌ

كَــــأَنَّ أَنــــضــــاءَهـــا أَلواحُ أَحـــراجِ


تَــكــســو المَــفـارِقَ وَاللَبّـاتِ ذا أَرَجٍ

مِــن قُــصــبِ مُــعــتَــلِفِ الكـافـورِ دَرّاجِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد