قصيدة أَقِلّي فَأَيّامُ المُحِبُّ قَلائِلُ للشاعر أبو فِراس الحَمَداني
أَقِـــلّي فَـــأَيّــامُ المُــحِــبُّ قَــلائِلُ
وَفـي قَـلبِهِ شُـغـلٌ عَـنِ اللَومِ شـاغِلُ
وَلِعـتِ بِـعَذلِ المُستَهامِ عَلى الهَوى
وَأَولَعُ شَــيــءٍ بِــالمُــحِـبِّ العَـواذِلُ
أَرَيـتَـكِ هَل لي مِن جَوى الحُبِّ مَخلَصٌ
وَقَــد نَــشِــبَــت لِلحُــبِّ فِــيَّ حَـبـائِلُ
وَبَـيـنَ بُـنَـيّـاتِ الخُـدورِ وَبَـيـنَـنـا
حُــروبٌ تَــلَظّــى نــارُهــا وَتُــطــاوِلُ
أَغَـرنَ عَـلى قَـلبـي بِجَيشٍ مِنَ الهَوى
وَطــارَدَ عَـنـهُـنَّ الغَـزالُ المُـغـازِلُ
تَـعَـمَّدَ بِـالسَهـمِ المُـصـيـبِ مَـقاتِلي
أَلا كُــلَّ أَعــضــائي لَدَيـهِ مَـقـاتِـلُ
وَوَاللَهِ مـا قَـصَّرتُ فـي طَـلَبِ العُلا
وَلَكِــن كَــأَنَّ الدَهــرَ عَــنِّيــَ غـافِـلُ
مَــواعِــدُ أَيّــامٍ تُــمــاطِــلُنـي بِهـا
مُــرامــاةُ أَزمــانٍ وَدَهــرٌ مُــخـاتِـلُ
تُــدافِــعُـنـي الأَيّـامُ عَـمّـا أُريـدُهُ
كَـمـا دَفَعَ الدَينَ الغَريمُ المُماطِلُ
خَـليـلَيَّ أَغـراضـي بَـعـيـدٌ مَـنـالُهـا
فَهَـل فـيـكُـمـا عَـونٌ عَلى ما أُحاوِلُ
خَـليـلَيَّ شُـدّا لي عَـلى نـاقَـتَـيـكُما
إِذا مـابَـدا شَـيـبٌ مِنَ الفَجرِ ناصِلُ
فَـمِـثـلِيَ مَـن نـالَ المَـعالي بِنَفسِهِ
وَرُبَّتـَمـا غـالَتـهُ عَـنـهـا الغَـوائِلُ
وَمــا كُــلُّ طُـلّابٍ مِـنَ النـاسِ بـالِغٌ
وَلا كُـلُّ سَـيّـارٍ إِلى المَـجـدِ واصِـلُ
وَإِنَّ مُـقـيـمـاً مَـنـهَـجَ العَـجزِ خائِبٌ
وَإِنَّ مُــريــغـاً خـائِبَ الجُهـدِ نـائِلُ
وَمـا المَـرءُ إِلّا حَـيـثُ يَجعَلُ نَفسَهُ
وَإِنّـي لَهـا فَـوقَ السَـمـاكَـينِ جاعِلُ
وَلِلوَفــرِ مِــتــلافٌ وَلِلحَـمـدِ جـامِـعٌ
وَلِلشَـــرِّ تَـــرّاكٌ وَلِلخَــيــرِ فــاعِــلُ
وَمـا لِيَ لا تُـمـسـي وَتُصبِحُ في يَدي
كَــرائِمُ أَمـوالِ الرِجـالِ العَـقـائِلُ
أُحَـكِّمـُ فـي الأَعـداءِ مِنها صَوارِماً
أُحَــكِّمــُهـا فـيـهـا إِذا ضـاقَ نـازِلُ
وَمـا نـالَ مَـحـمِـيُّ الرَغـائِبِ عَـنـوَةً
سِوى ما أَقَلَّت في الجُفونِ الحَمائِلُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد